الأربعاء 23 يونيو 2021 / 12:00

ذا هيل: على أمريكا الانخراط مع الصين حتى خلال المواجهة

24-زياد الأشقر

كتب غريغوري شافير في موقع "ذا هيل" الأمريكي، أن خطاباً أمريكياً سُمع في أنحاء العالم يعلن "انتهاء" الإنخراط مع الصين، الأمر الذي يوحي بأن إدارة الرئيس جو بايدن تتبنى موقفاً متشدداً من الصين.

عندما سأل الكاتب ديبلوماسياً صينياً رفيع المستوى عن التحدي الأكبر الذي يواجهه المسؤولون حيال منظمة التجارة العالمية، أجاب بأنها "القومية الصينية"

كان ذلك الموقف واضحاً عندما عملت الولايات المتحدة مع مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى وحلف شمال الأطلسي على إصدار بيانين تحدثا عن مواجهة الصين من قبل "تحالف الديمقراطيات".

ثلاثة مجالات
لكن الكاتب يرى ضرورة وجود مقاربة أمريكية أكثر تعقيداً بالنسبة إلى الصين. وعوض وضع حد للإنخراط، على الولايات المتحدة أن تفكر في الإبعاد المختلفة للإنخراط مع الصين. وفي الواقع، فإن كيرت كامبل منسق الشؤون الهندية والمحيط الهادئ في مجلس الأمن القومي، الذي أدلى بهذه الملاحظة، تناول ضمنياً تناول ثلاثة مجالات من الإنخراط التي كانت مفقودة.

أولاً، حتى ولو كانت الولايات المتحدة تهدف إلى مواجهة الصين، فإن الإنخراط معها يبقى ضرورياً. وستواجه الولايات المتحدة بفاعلية النشاطات الصينية في بحر الصين الجنوبي، ومضائق تايوان، وعلى طول الحدود مع الهند، وضد اقتصادات الحلفاء، إذا ما عملت على نحوٍ وثيق مع الآخرين.

وكانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب غير موثوقة ومعادية للحلفاء. وستعزز الولايات المتحدة وحلفائها موقفهم حيال الصين إذا ما اعتمدوا التنسيق في ما بينهم-وهذا موقف أكدت عليه قمتا مجموعة السبع والناتو.

ومع ذلك، فإنه حتى في النزاعات التي تتسم بالحدة، ستبقى الديبلوماسية والمساومة مع الصين ضروريتين. وتحفل سياسات التجارة والتكنولوجيا بالتنافس. وهذه السياسات يمكن أن تتسبب بتصعيدات متبادلة مضرة إذا لم تكن مبنية على قواعد وتفاهمات متفق عليها. وتظهر هذه المخاطر على نحوٍ خاص عندما تنفجر الأزمات الإقتصادية والمالية. ويمكن منظمة التجارة العالمية أن تساعد الأطراف بحيث لا تتسبب هذه الأزمات بدمار متبادل. وستكون الصين عنصراً ضرورياً لأي جهد أمريكي لتحديث و"إصلاح" قواعد منظمة التجارة العالمية.

ثانياً، تحتاج الولايات المتحدة إلى العمل مع الصين من أجل معالجة فعالة للتحديات الوجودية العالمية المشتركة. وتحدث كامبل عن ثلاثة تحديات: التغير المناخي والأوبئة العالمية ومنع الإنتشار النووي. وسجلت إدارة الرئيس سابقاً باراك أوباما نجاحاً ملحوظاً عندما أقنعت الصين بالتقيد بإلتزامات للمرة الأولى في ما يتعلق بالإنبعاثات، مما مهد الطريق للتوقيع على إتفاق باريس للمناخ. وعملت الولايات المتحدة مع الصين لنزع قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة. وهي في حاجة إلى فعل الشيء نفسه في ما يتعلق بالبرنامج الكوري الشمالي.

ثالثاً، شدد كامبل على الأهمية القصوى لمشاركة الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة. ففي الوقت الذي تتراجع فيه السياسة في أمريكا، فإن الموقف الأمريكي حيال الصين يصيبه الضعف-وتدرك الصين هذا الأمر. إن العجز المحلي الأمريكي عن التعاون، يعزز مزاعم الصين عن أن الولايات المتحدة تتراجع، وأن الصين تتقدم لأن النموذج الإستبدادي الصيني يتفوق على الديمقراطية الأمريكية. ولسوء الحظ، فإن مشاركة الحزبين من أجل رد مثمر على التحدي الصيني- من تشييد البنى التحتية ودعم العلوم والتربية والدفاع عن الديمقراطية- هي الأكثر صعوبة في التحقق. لكنها مسألة حاسمة.

الصين غير متجانسة
كما أن هناك أسباباً إضافية تجعل الإنخراط مع الصين مهماً، لكن كامبل لم يأتِ على ذكرها. وعلى نحوٍ خاص، إن الصين غير متجانسة، تماماً كما هي الولايات المتحدة. والصين صارت أكثر عدوانية في عهد الرئيس شي جين بينغ، لكن لا تزال هناك قوى مختلفة في الصين. ومن شأن سياسة خالصة التشدد حيال الصين أن تعزز قوة الماويين الجدد والقوى القومية المتشددة داخل الصين. وعندما سأل الكاتب ديبلوماسياً صينياً رفيع المستوى عن التحدي الأكبر الذي يواجهه المسؤولون حيال منظمة التجارة العالمية، أجاب بأنها "القومية الصينية". وفي عهد شي تم إطلاق القوى القومية. وعندما تحدث الأزمة المقبلة، فإنه لن يكون من السهل كبحها.