الأربعاء 23 يونيو 2021 / 12:12

غرينبلات: الإمارات ستصبح رائدة في الذكاء الاصطناعي خلال عقد

استهل موفد ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات مقاله في مجلة "نيوزويك" بالاستشهاد بقول مأثور مفاده أن أفضل طريقة لتوقع المستقبل هي صنعه. بالنسبة إلى الكاتب نفسه، هذا ما يفعله السيناتور الجمهوري ماركو روبيو والسيناتورة الديموقراطية ماريا كانتويل عبر مشروع "قانون الذكاء الاصطناعي الأمريكي-الإسرائيلي".

إشراك الإمارات في هذا المشروع سيكون مربحاً للأطراف الثلاثة وللاستقرار والتعاون في الشرق الأوسط. ومن شأن هذه الخطوة دعم حليف آخر تثق به الولايات المتحدة

 ينص مشروع القانون الذي تم تقديمه في 17 يونيو الحالي على تأسيس منشأة مشتركة للأبحاث حول الذكاء الاصطناعي من قبل الولايات المتحدة، وستؤمن الأخيرة 50 مليون دولار لها على مدى خمس سنوات.

الهدف
يهدف مشروع القانون إلى الاستفادة من الخبرة والمعرفة والتخصص التي تقدمها المؤسسات التعليمية والأعمال الخاصة في الولايات المتحدة وإسرائيل للسعي إلى تطوير التعليم الآلي، تصنيف الصور، التحقق من الأشياء، التعرف إلى الكلام، معالجة اللغة الطبيعية، وسم البيانات، الرؤية الحاسوبية وقابلية شرح وتحويل النماذج. وشدد روبيو على أن الولايات المتحدة والعالم سيستفيدان بشكل هائل من التعاون والشراكة الأمريكية-الإسرائيلية مضيفاً أن البحث الثنائي يساعد الولايات المتحدة وإسرائيل على استباق التهديد التكنولوجي المتزايد للصين.

أهمية الذكاء الاصطناعي
في الأساس، إن الحجم الهائل للبيانات التي يتم توليدها يومياً يفوق قدرة الإنسان على استهلاكها واتخاذ القرارات المناسبة بناء على هذه البيانات. الذكاء الاصطناعي هو أحد أهم الأدوات في عالم اليوم على مستوى مساعدة البشر في مواكبة وتيرة اتخاذ القرارات الحاسمة. لكن ضخ البيانات ينمو بشكل أكبر ويظهر بشكل أسرع. لذلك، يجب بذل جهود بارزة في تطوير أدوات ذكاء اصطناعي أسرع وأفضل. إن السباق لاستيعاب وتفسير وفهم واتخاذ قرارات بناء على البيانات، فضلاً عن القدرة على المواكبة، قد يبدو بلا نهاية. بالتالي، ينبغي الثناء على السيناتورين روبيو وكانتويل بسبب تركيزهما على هذا الميدان الحساس.

فكرة أكثر إشراقاً
أضاف غرينبلات أنه ينبغي الثناء أيضاً على السيناتورين لاعترافهما بمهارة إسرائيل التكنولوجية ولتأسيسهما شراكة مع هذا الحليف الأمريكي الأساسي. مشروع القانون هذا هو مثل عظيم عن الحوكمة الذكية، أي الاعتراف بوجود حاجة مهمة وإيجاد طريقة ذكية لمعالجتها وإيجاد شركاء بارزين للمساعدة في تطبيق الفكرة. هكذا يجب على الحكومات العمل بحسب الكاتب: بذكاء وفاعلية وإفادة. لكن هنالك فكرة يمكن أن تجعل مستقبل مشروع القانون أكثر ذكاء وفاعلية وإشراقاً على مستويات عدة: إشراك الإمارات العربية المتحدة.

موهبة ودافع وأموال وطموحات
خطت الإمارات العربية المتحدة خطوات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي منذ سنة 2017 وهي تهدف إلى أن تصبح رائدة عالمياً على هذا المستوى بحلول 2031. ويشير غرينبلات إلى أن الإمارات تتمتع بالموهبة والدافع والأموال لتحويل هذا الهدف إلى حقيقة. لديها وزارة للذكاء الاصطناعي وقد وضعت أهدافاً لاستخدام هذا الذكاء في الرعاية الصحية والطيران والتعليم ومجالات جوهرية أخرى. لقد برهنت الإمارات أنها دولة تملك أحلاماً وطموحات كبيرة وأنها تنجح بتحقيقها بدءاً من بناء مدن ضخمة وجميلة ذات هندسة بارزة من قلب رمال الصحراء، وصولاً إلى إطلاق مسبار الأمل نحو المريخ. هنالك الكثير مما يمكن تعلمه من الولايات المتحدة وإسرائيل، كما هنالك الكثير مما يمكنهما اكتسابه، إذا تم إشراك الإمارات في هذه الشراكة الهادفة.

شجاعة وجرأة الشيخ محمد بن زايد
ليس سراً أن الاتفاقات الإبراهيمية تحظى بدعم بارز من كلا الحزبين في الولايات المتحدة وقد حصلت على دعم عالمي مهم أيضاً. كذلك، دعم العديد من حلفاء أمريكا الشرق أوسطيين تلك الاتفاقات. قيل الكثير عن تشجيع المزيد من الدول على الانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية وعن تعزيز الروابط بين الموقعين عليها. أضاف غرينبلات أنه من خلال العمل المضني لكثر، ومن خلال شجاعة وجرأة العديد من القادة في الشرق الأوسط، ومن ضمنهم ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تجذرت الاتفاقات الإبراهيمية وباتت الشجرة الطرية تنبت أغصاناً صحية وأوراقاً مزهرة. لكي تنمو هذه الشجرة بشكل أقوى، ثمة حاجة إلى توفير الظروف المناسبة لتأسيس جذور أعمق في تربة غنية وخصبة. هنالك حاجة لرعاية الاتفاقات الإبراهيمية والدول التي اشتركت فيها بتفانٍ والتزام. ويؤكد غرينبلات أن أفضل طريقة لذلك هي إشراك الإمارات في مشروع القانون الجديد حول الذكاء الاصطناعي.

البشرية ستستفيد
يملك مشروع "قانون المركز الأمريكي-الإسرائيلي-الإماراتي للذكاء الاصطناعي" وقعاً إيجابياً على الأذن. إن إشراك الإمارات في هذا المشروع سيكون مربحاً للأطراف الثلاثة وللاستقرار والتعاون في الشرق الأوسط. ومن شأن هذه الخطوة دعم حليف آخر تثق به الولايات المتحدة، وهذا سيسمح لواشنطن وحلفائها بالتقدم على المنافسين، كما سيحفز آخرين على الانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية. إن البشرية كلها تستفيد من ذلك وبشكل هائل.