أبراج الخبر المدمرة.(أرشيف)
أبراج الخبر المدمرة.(أرشيف)
الأربعاء 23 يونيو 2021 / 14:54

وول ستريت جورنال: بايدن يسعى إلى اتفاق مع منفّذي تفجير الخُبر

يصادف 25 يونيو (حزيران) الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتفجير مجمع سكني في الخبر بالسعودية قتل فيه تسعة عشر طياراً أمريكياً وأصيب 372 جندياً أمريكياً.

ذكرى الهجوم يجب أن تكون بمثابة تذكير صارخ بأن النظام الإيراني "سوف يبحث عن نقاط الضعف ويعاقب أمريكا إذا لم نكن أقوياء، وأن التكاليف التي قد تتكبدها أمريكا من النشاط الإيراني الخبيث يمكن أن تكون باهظة. يجب ألا ننسى ذلك اليوم، وألا نرضي قادة الإرهاب في إيران"

ويقول وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو في مقال بصحيفة "وول ستريت جورنال" إن العديد ممن نجوا، وبعضهم ذهب للعمل معه في وزارة الخارجية - عاشوا بقية حياتهم بإصابات دائمة وصدمات دماغية وذكريات صعبة.

وأوضح بومبيو أن ذكرى الهجوم يجب أن تكون بمثابة تذكير صارخ بأن النظام الإيراني "سوف يبحث عن نقاط الضعف ويعاقب أمريكا إذا لم نكن أقوياء، وأن التكاليف التي قد تتكبدها أمريكا من النشاط الإيراني الخبيث يمكن أن تكون باهظة. يجب ألا ننسى ذلك اليوم، وألا نرضي قادة الإرهاب في إيران".

الشرق الأوسط تغيّر
وأضاف بومبيو أن الشرق الأوسط تغيّر كثيراً منذ عام 1996. وقد تم الاعتراف بإسرائيل من العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة كجزء من اتفاقيات إبراهيم. لكن حكومة جمهورية إيران الإسلامية لا تزال ملتزمة بتنفيذ الإرهاب اليوم كما كانت قبل ربع قرن.

ولفت وزير الخارجية السابق إلى أن مسؤولية إيران عن الخبر لا جدال فيها. وفي لائحة اتهام فيدرالية عام 2001 لأعضاء "حزب الله السعودي" المتورطين في الهجوم، وجدت وزارة العدل أن "عناصر من الحكومة الإيرانية ألهمت ودعمت وأشرفت على أعضاء حزب الله السعودي". وفي دعوى قضائية رفعتها عائلات 17 ضحية من ضحايا التفجير عام 2006، حكم قاضٍ فيدرالي بأن إيران هي المسؤولة عن الهجوم، قائلاً إن "مجمل الأدلة في المحاكمة. . . تؤكد بشدة أن تفجير أبراج الخبر قد تم التخطيط له وتمويله ورعايته من قبل القيادة العليا في حكومة جمهورية إيران الإسلامية".

وأمر قاضٍ فيدرالي آخر العام الماضي إيران بدفع ما يقارب من 900 مليون دولار للضحايا وعائلاتهم.

ولفت بومبيو إلى أن تنظيم قتل أمريكيين وتشويههم هو أمر بالغ الأهمية في مكتب الملالي الذين يديرون الجمهورية الإسلامية. فمنذ استيلائه على السلطة بالقوة في عام 1979، استهدف النظام باستمرار الأفراد العسكريين الأمريكيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وذكر بأنه في عام 1983، عملت إيران مع "حزب الله" لقتل 241 من العسكريين الأمريكيين بقصف ثكناتهم في بيروت. وفي ذلك الهجوم وتفجير أبراج الخبر وغيرها، جندت إيران الجماعات الإرهابية للقيام بعملها القذر. واستخدم "فيلق القدس"، الجناح التابع لـ"الحرس الثوري الإسلامي"، مهمة نشر الثورة الإسلامية عبر الاشتباك العسكري، وقد لجأ إلى هذه الاستراتيجية بشكل كبير خلال حرب العراق. وساعدت إيران في قتل أكثر من 600 جندي أمريكي خلال ذلك الصراع من خلال الجماعات الإرهابية مثل "كتائب حزب الله". وتتيح هذه الارتباطات الفضفاضة للنظام الإيراني إنكار دوره في الهجمات الإرهابية - وهذا الإنكار هو الذي يمكن أن يصدقه فقط الأكثر سذاجة.

حماقة استرضاء إيران

من هذا المنطلق، يرى أن إدارة أوباما حاولت بحماقة استرضاء إيران من خلال الموافقة على الاتفاق النووي في عام 2015. في جوهر هذه الدبلوماسية المضللة كانت الفكرة القائلة إن المشاركة الغربية والتجارة مع إيران ستحول النظام الخارج عن القانون إلى لاعب بناء في الشرق الأوسط. ولكن بدلاً من ذلك، استغلت إيران المكاسب الاقتصادية غير المتوقعة من رفع العقوبات، لزيادة التمويل للميليشيات الشيعية العميلة في جميع أنحاء المنطقة، حيث تلقى العديد منهم أوامر من رئيس "فيلق القدس" البلطجي قاسم سليماني الذي كان يخطط بنشاط لهجمات جديدة ضد الجنود والدبلوماسيين الأمريكيين في الشرق الأوسط عندما أخرجته إدارة ترامب من ساحة المعركة في يناير (كانون الثاني) 2020.

وحذر بومبيو من أن إدارة بايدن تعمل على تقوية الدولة الراعية للإرهاب في العالم مرة أخرى. ويهرول الرئيس لإلغاء العقوبات والانضمام إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، وهي اتفاقية من شأنها أن تمنح آيات الله قدرة أكبر على ضمان تنفيذ هجمات إرهابية مثل تفجير أبراج الخبر والوابل الأخير من صواريخ "حماس" التي كانت ستودي بحياة عدد لا يحصى من الإسرائيليين لو لم يعمل نظام القبة الحديدية في طريقة قريبة من الكمال. ولم يتعلم الرئيس بايدن أي شيء من سلوك طهران على مدى السنوات الأربعين الماضية.
وأكد بومبيو أن لا شيء سيتغير في ظل الرئيس المنتخب ابراهيم رئيسي الذي فاز في انتخابات مزورة، والحليف المقرب لخامنئي. ووأبدى فخره بالمساهمة في فرض عقوبات عليه عام 2019 على خلفية انتهاكاته لحقوق الإنسان.