صورة مركبة للمرشد الأعلى علي خامنئي ونجله مجتبى والرئيس المنتخب ابراهيم رئيسي.(أرشيف)
صورة مركبة للمرشد الأعلى علي خامنئي ونجله مجتبى والرئيس المنتخب ابراهيم رئيسي.(أرشيف)
الخميس 24 يونيو 2021 / 13:02

بعد الانتخابات الإيرانية... مجتبى خامنئي لا رئيسي ضمن الفوز بمنصب المرشد

اعتبر الكاتب في موقع "إيران واير" إحسان محرابي أن مجتبى خامنئي دفع بقوة لفوز ابراهيم رئيسي برئاسة الجمهورية الإسلامية من أجل أن يضمن منصب المرشد الأعلى لنفسه بعد وفاة والده المرشد الأعلى علي خامنئي.

القلق الحقيقي يكمن في أن يصبح مجتبى خامنئي المرشد الجديد. إن مخطط المرشد علي خامنئي يتمحور حول أن يكون مجتبى خليفته، وإلا لما سمحوا بترشيح رئيسي للرئاسة من دون منافس

وأشار محرابي إلى أن الكثير من المراقبين أشادوا بفوز رئيسي على اعتبار أنها بداية مبكرة لقيادته للجمهورية الإسلامية. لكن في المقابل، ذهب آخرون إلى الاتجاه المعاكس، باعتبار فوزه حيلة لإبعاده عن السباق لخلافة المرشد الأعلى علي خامنئي بعد وفاته.
والمفارقة أن اسم مجتبى خامنئي، نجل المرشد الأعلى، غاب عن هذه النقاشات علماً أنه الشخص الذي من المرجح أن يكون قد نسّق لكل هذا. فمجتبى خامنئي يتمتع بصلات جيدة للغاية، ويعتبره الكثيرون الوريث الطبيعي لوالده.

حصر الصراع

ولن يؤثر تولي رئيسي منصب رئيس الجمهورية الإسلامية على امكانية انتخابه كعضو في مجلس القيادة الإيراني المؤقت الذي سيُدير شؤون البلاد بعد وفاة علي خامنئي، حتى تعيين مرشد جديد.

وتوقّع محسن كديور، عالم الدين البارز، بأن يتمّ اختيار علي رضا عرفي، إمام صلاة الجمعة في قم، أوأحمد خاتمي، إمام صلاة الجمعة في طهران، أو رجل الدين الكبير آية الله محمد رضا مدريسي يزدي عضوًا لمجلس القيادة الإيراني المؤقت عندما يحين الوقت. وهكذا سينحصر الصراع على عضوية القيادة بين رئيسي، وأحد هؤلاء ومجتبى خامنئي.

يتمتع رئيسي بتعليم ديني أقلّ بكثير من أي من هؤلاء الرجال. وفي الوقت نفسه، يشير كديور إلى أنه، في الظروف الحالية "لا يلعب الفقه والمكانة الدينية دوراً مهماً في القضاء أو مجلس الخبراء".

"شبح" مجتبى خامنئي

واعتبر أحمد سلاماتيان، وهو محلل سياسي مخضرم وعضو في أول برلمان للجمهورية الإسلامية، أن الإقصاء الجماعي للمرشّحين في عام 2021 يهدف إلى منح رئيسي فرصة واضحة لتولّي عضوية مجلس القيادة، لأنها الطريقة الوحيدة التي تؤهله ليكون خليفة خامنئي بعد حصوله على الشرعية العامة.

ولكن في ظل كل هذه النقاشات، "يلوح شبح الابن الثاني لعلي خامنئي، مجتبى خامنئي"، يقول محرابي.
ويرى البعض أن رئيسي خادم مطيع يمكن أن يعتمد عليه مجتبى خامنئي وفريقه الذي يضمّ حسين طيب، رئيس جهاز استخبارات "الحرس الثوري"، للقيام بمراهناته المستقبلية.

ويعتقد حسن شريعتمداري، الأمين العام للمجلس الانتقالي الإيراني الذي يحثّ على الانتقال السلمي إلى الديمقراطية في إيران، أن "فرقة المشهدي، التي يرأسها رئيسي، دفعت المرشد الأعلى علي خامنئي إلى التفكير بأنها قد تدعم عائلته بعد وفاته". 

مجتبى خامنئي وتجربة أحمد الخميني
ولكن من المرجح أن مجتبى خامنئي قد اخذ في الاعتبار مصير أحمد الخميني، نجل روح الله الخميني، ويُدرك أن القائد المستقبلي للجمهورية، بغض النظر عن مدى مرونته، يمكنه سحب البساط بسرعة من تحته.

من خلال اتصالاته الواسعة، دفع مجتبى نحو ترشيح رئيسي للرئاسة في محاولة لإبقائه (رئيسي) خارج قائمة المرشّحين لمنصب المرشد. وأوضحت فائزة هاشمي، ابنة الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، أن الرئيس المقبل سيتحوّل إلى رجل سيئ في نظر الرأي العام بسبب الصعوبات الشديدة التي تواجهها إيران.

وقالت: "انظروا إلى وضع الرئيس حسن روحاني الآن. الجميع مستاء منه. تدهورت شعبيته بين الناس. ومن المرجّح أن يجد الرئيس المقبل نفسه في الموقف ذاته، لأن المشاكل غير عادية وواسعة الانتشار".

إن موت خامنئي سيغيّر كل شيء، مثلما حصل مع وفاة الخميني من قبله. ويرى أحمد منتظري، نجل رجل الدين في عهد الثورة والأب المؤسس للجمهورية الإسلامية آية الله منتظري، أن وفاة الخميني المبكرة عرقلت خطط ابنه أحمد لتولي منصب المرشد.
وبالمثل، فإن توقيت وفاة خامنئي يمكن أن يحدث فرقاً. أولئك الذين يعتقدون أن رئيسي في وضع أقوى ليحلّ محله، يفترضون أن خامنئي سيموت في غضون السنوات الأربع إلى الثماني المقبلة. ومع ذلك، في نهاية فترة رئاسته التي تستمرّ ثماني سنوات، قد يُستبعد رئيسي من الترشّح، ويختبر مصير حسن روحاني.

نهاية الإحباط
أحد الأسباب الرئيسية التي ترجّح أن يكون مجتبى خامنئي المرشد الأعلى المقبل، بصرف النظر عن كونه نجل خامنئي، هو أن معظم الشخصيات المؤثرة الأخرى من زمن والده - مثل علي أكبر هاشمي رفسنجاني أو قاسم سليماني- قد توفوا.

من ناحية أخرى، يواجه مجتبى رفضاً قوياً من أولئك الذين يحذرون من تحوّل قيادة الجمهورية الإسلامية إلى وراثية. ولكن يبدو أن هذا الرفض لن يكون عقبة الآن، إذ تُشير الهندسة الوقحة لـ "انتخاب" رئيسي إلى أنه بالنسبة إلى اللاعبين الأقوياء في الجمهورية الإسلامية، فإن الإحباط، أو حتى احترام الإجراءات القانونية، أصبح شيئًا من الماضي.

تهميش رئيسي
وتحدّث تقي آزاد أرماكي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة طهران، عن دور الأفراد المؤثرين الآخرين في مكتب المرشد الأعلى الذي يعتقد أنهم كانوا يعملون على تهميش رئيسي. ومن بين هؤلاء، غلام علي حداد عادل، العضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام، وهو والد زوجة مجتبى خامنئي.

وقال آزاد أرماكي: "كان حداد عادل يقود هذا المشروع المهم. بعد هذه الانتخابات سيفقد رئيسي مصداقيته وستتضرّر سمعته. ولن يكون المرشد المقبل ولا حتى المحفّز لاختيار المرشد".

واعتبر أن "القلق الحقيقي يكمن في أن يصبح مجتبى خامنئي المرشد الجديد. إن مخطط المرشد علي خامنئي يتمحور حول أن يكون مجتبى خليفته، وإلا لما سمحوا بترشيح رئيسي للرئاسة من دون منافس، حتى لا يبدو كبطل أو فائز حقيقي".

ومن الأدلة التي تدعم هذا الرأي الملاحظات الأخيرة التي أدلى بها وحيد حقانيان، نائب المرشد الأعلى للشؤون الخاصة، والتي وصفت وجود مرشّحين ضعفاء مثل محسن رضائي وعبد الناصر همتي إلى جانب رئيسي بأنها "نعمة إلهية".

ومرة أخرى، بدأت صور مجتبى خامنئي تنتشر على نطاق واسع، في خطوة يصعب تفسيرها في الوقت الحالي على الأقل.
وخلص محرابي إلى أن "الانتخابات الرئاسية لعام 2021 قد غيّرت الظروف السياسية الداخلية في الجمهورية الإسلامية، ويبقى أن نرى فائدة التغيير النهائية".