الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف)
الخميس 24 يونيو 2021 / 19:39

"الحوار مع بوتين" يقسم الاتحاد الأوروبي

تثير رغبة ألمانيا وفرنسا في إطلاق حوار مع روسيا انقساماً في صفوف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وتنذر بمحادثات صعبة مساء اليوم الخميس خلال القمة الأوروبية في بروكسل.

وأبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم تأييده لوضع آلية حوار واتصالات مع الاتحاد الأوروبي، كما قال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عند وصوله إلى بروكسل إنّ "الحوار مع روسيا ضروري لاستقرار أوروبا ولكنّه يجب أن يكون طموحاً وحازماً بشكل لا نتنازل عن شيء على صعيد قيمنا".

ولكن مسودة نتائج القمة حول روسيا التي وضعت مساء أمس الأربعاء من الصعب تبنيها، فهي تتحدث عن ضرورة أن يجري الاتحاد الأوروبي حواراً مع موسكو حول مواضيع له مصالح فيها إذا كانت الشروط متوافرة كما أوضح النص.

ويعدد النص سلسلة مواضيع بينها المناخ والبيئة والطاقة والصحة ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة ومسألة صيغة هذا الحوار، لكن هاتين النقطتين تركتا بين فاصلين وستعرضان لأخذ رأي القادة.

والفكرة مصدرها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وتعبر عن قلق الرئيس الفرنسي، وقالت المستشارة أمام البوندستاغ قبيل بدء القمة الأوروبية "لا يكفي أن يتحدث الرئيس الأمريكي مع الرئيس الروسي، الاتحاد الأوروبي يجب أن يخلق أيضاً صيغاً مختلفة للحوار مع موسكو".

وأوضحت عند وصولها إلى بروكسل النزاعات يمكن أن تحل بشكل أفضل كما شهدنا مع الرئيس الأمريكي حين يتحاور الناس أيضاً"، لكن المحادثات تبدو صعبة لأن التوافق لا يزال بعيداً كما قال عدة مسؤولين أوروبيين.

وتعارض دول البلطيق وبولندا والسويد وهولندا استئناف الحوار مع الرئيس الروسي الذي كثف الأعمال العدائية ضد دول الاتحاد الأوروبي وتلك المجاورة له.

وقال رئيس ليتوانيا غيتاناس ناوسيدا "يجب توخي الحذر حين نريد الحوار مع روسيا"، وقال وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا بعد محادثات في بروكسل مع وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل إن "المبادرات لاستئناف القمم بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بدون رؤية أي تقدم من جانب موسكو، لا يمكن إلا أن تقوض فاعلية نظام العقوبات، المحادثات خلال القمة ستحاول أولاً تبديد سوء تفاهم".

وقال دبلوماسي أوروبي "على الاتحاد الأوروبي أن يقف حازماً وأن يقيم توازن قوة في مواجهة روسيا، يجب أيضاً أن يكون في وضع يخوله المقاومة وخصوصاً الهجمات الإلكترونية، ويجب أن يكون قادراً على الدخول في حوار مع روسيا حول المواضيع التي له مصلحة فيها".

وأكد أن "السؤال مطروح حول صيغة الحوار، كيف يمكن إجراء هذا الحوار؟ على أي مستوى؟ وبأي قناة؟ وما هو الدور الذي يجب أن يوكل إلى المؤسسات الأوروبية؟"، وأضاف "لكن يجب التوصل إلى اتفاق حول الاستراتيجية قبل الحديث عن عقد قمم أو مكان انعقادها".

ومن جهته، قدم رئيس الوزراء الهولندي مارك روته حلاً لصيغة الحوار، وقال "اللقاء بين رئيسي المؤسسات وفلاديمير بوتين لا يزعجني"، مضيفاً "لكن لن أشارك أنا شخصياً في اللقاء مع فلاديمير بوتين كعضو في المجلس الأوروبي".

وتدهورت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا منذ ضم شبه جزيرة القرم وبدء النزاع في أوكرانيا عام 2014، وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية كبيرة، وردت روسيا بأعمال انتقامية ولم ينظم أي لقاء بين الاتحاد الأوروبي وفلاديمير بوتين.

وقال بيار فيمون الباحث المساعد في مؤسسة كارنيغي أوروبا إن "الاقتراح الفرنسي-الألماني يرغم بوتين على الحوار مع الاتحاد الأوروبي وليس مع الدول الأعضاء التي تهمه فقط، إذا كانت المجموعة المتشددة أقل عاطفية وأيديولوجية، فستفهم هذا الأمر".