تظاهرات في إيران ضد انقطاع المياه (أرشيف)
تظاهرات في إيران ضد انقطاع المياه (أرشيف)
الأربعاء 21 يوليو 2021 / 19:23

إيران: مقتل ضابط مع تواصل الاحتجاجات

قُتل ضابط في الشرطة الإيرانية برصاص "مثيري شغب" وفق الإعلام الرسمي، في محافظة خوزستان (جنوب غرب) التي تشهد منذ نحو أسبوع احتجاجات على خلفية شح المياه أدت الى مقتل شخص على الأقل.

واندلعت احتجاجات منذ الخميس في المحافظة الغنية بالنفط والحدودية مع العراق، على خلفية شح المياه، في وقت تعاني إيران من انخفاض نسبة المتساقطات مقارنة بأعوام سابقة.

وبعيد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، أفادت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) عن مقتل ضابط في قوات الأمن "إثر أعمال شغب" مساء الثلاثاء في مدينة بندر ماهشهر الساحلية في خوزستان.

ونقلت عن المسؤول المحلي فريدون بندري قوله إنه "إثر أعمال الشغب التي جرت مساء الثلاثاء في بلدة طالقاني (التابعة لبندر ماهشهر)"، تعرض أفراد من قوات الأمن "الى إطلاق نار من مثيري الشغب من فوق سطح أحد المباني".

وأضاف "استشهد أحد أفراد وحدة الاغاثة في المدينة"، وأصيب آخر في ساقه.

وفي حين أشارت وسائل إعلام محلية الى أن الضابط برتبة "ملازم ثانٍ"، لم يحدد بندري طبيعة "أعمال الشغب" في ماهشهر، وما اذا كانت مرتبطة باحتجاجات شح المياه في خوزستان.

وأدت الاحتجاجات لمقتل "متظاهر" واحد على الأقل، وفق ما أوردت وكالة "إرنا" نهاية الأسبوع الماضي، مشيرة الى أنه قضى جراء إطلاق نار من "انتهازيين ومثيري شغب" في بلدة شادكان جنوب مدينة الأهواز، مركز المحافظة.

وأوردت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية بعيد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، عن اضطراب الاتصال بالانترنت بشكل كامل أو جزئي في شادكان والأهواز.

من جهتها، أشارت صحيفة "آرمان ملّي" الإصلاحية في عددها الثلاثاء، الى أن "أهل خوزستان ينظمون احتجاجات ليلية" كانت دوافعها تتهيأ "منذ أعوام".

واعتبرت أن سكان المحافظة لا يريدون سوى "المياه، هذا كل ما في الأمر".

وأكد التلفزيون الرسمي الأربعاء حصول احتجاجات ليل أمس بسبب "وضع المياه" في بلدتي إيذه وسوسنكرد، مشيراً إلى أنها بدأت كتجمعات هادئة قبل أن تتحول إلى "أعمال شغب" وصدامات مع قوات الأمن من قبل "انتهازيين".

وخلال الأيام الماضية، بثت قنوات ناطقة بالفارسية خارج إيران، مقاطع فيديو قالت إنها لاحتجاجات في مناطق عدة من خوزستان، مثل إيذه، سوسنكرد، ماهشهر، الأهواز وحميديه، مشيرة إلى أن قوات الأمن تعاملت بالشدة مع المحتجين. لكن وسائل إعلام محلية قللت من أهمية هذه التقارير.

وأظهرت الأشرطة مئات الأشخاص يتظاهرون في الشوارع مرددين هتافات تنتقد السلطات، بينما أحاط بهم عدد من رجال شرطة مكافحة الشغب. وفي بعض الأشرطة، يمكن سماع ما قد يكون صوت إطلاق رصاص.

ولا يمكن التحقق بشكل مستقل من مدى صحة هذه المقاطع المصوّرة.

نفى محافظ خوزستان قاسم سليماني-دشتكي تقارير تحدثت عن ارتفاع عدد القتلى، وفق ما نقلت عنه وكالة "إسنا" ليل الثلاثاء الأربعاء.

وتابع "أكّدنا على القوات الأمنية والعسكرية عدم مواجهة الناس بالعنف، وخصوصاً عدم إطلاق النار"، مضيفاً "اذا كان البعض مسلحين ويقومون بأمور أخرى (غير الاحتجاج السلمي)، القانون يقول لنا (إنه ينبغي التعامل معهم) بشكل مختلف. لكن الناس عزيزون علينا".

وتعتبر خوزستان المطلة على الخليج، أبرز مناطق انتاج النفط في إيران وإحدى أغنى المحافظات الـ31.

كما أنها من المناطق القليلة في إيران ذات الغالبية الشيعية، التي تقطنها أقلية كبيرة من العرب السنّة.

وسبق لسكان المحافظة أن اشتكوا تعرضهم للتهميش من قبل السلطات.

وفي 2019، شهدت خوزستان احتجاجات مناهضة للحكومة طالت أيضاً مناطق أخرى من البلاد.

والثلاثاء، تحدثت "اعتماد" عن انتشار وسم "أنا عطشان" باللغة العربية عبر مواقع التواصل، معتبرة أن المحتجين يريدون القول إن "ليس لديهم مياه، كهرباء، هواء، حياة، في حين أن النفط يجري (في الأرض) من تحتهم".

ورأت أن "إشارات الاحتجاجات والاضطراب في المحافظة ظهرت منذ وقت طويل، لكن المسؤولين انتظروا كعادتهم حتى اللحظة الأخيرة".

وكانت وسائل إعلام إيرانية أفادت الجمعة أن الحكومة أرسلت فريق عمل الى خوزستان بهدف "المعالجة الفورية" لشح المياه.

لكن صحيفة "سازندكي" الإصلاحية دعت الرئيس حسن روحاني والرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي، إلى زيارة المحافظة شخصياً للتحدث إلى المحتجين "وتقديم وعود لهم بتحسين الأوضاع، والطلب إليهم أن يعودوا إلى منازلهم".

وعرض التلفزيون الرسمي الأربعاء لقطات لصهاريج مياه قال إنها مرسلة من قبل الحرس الثوري الى المناطق التي تعاني من الجفاف، وذلك غداة تقرير مماثل عن إرسال صهاريج من قبل الجيش.

وعلى مدى الأعوام، أدت موجات حر شديد وعواصف رملية موسمية هبت من السعودية والعراق المجاورين، إلى جفاف في سهول خوزستان التي كانت تعرف بالخصوبة.

ويقول علماء إن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم موجات الجفاف التي تهدد شدتها وتواترها الأمن الغذائي.

وفي مطلع يوليو (تموز)، قال روحاني إن الجفاف هذا العام "غير مسبوق"، إذ إن المتساقطات في إيران انخفضت بنسبة 52% مقارنة بالعام السابق.