علما الصين وإيران.(أرشيف)
علما الصين وإيران.(أرشيف)
الجمعة 23 يوليو 2021 / 12:47

هل ينفع إيران التوجه شرقاً لمواجهة الضغط الأمريكي؟

يدّعي المتشددون في إيران أن العلاقات مع الصين وروسيا ستغنيهم عن الولايات المتحدة والغرب. لم يكن هذا رأي الكاتب السياسي في موقع "إيران فوكس" جوبين قاطرائي الذي استشهد بكلام مختلف بل مناقض صادر عن مسؤولين ومحللين إيرانيين آخرين.

حجم التبادل التجاري بين الدولتين دوماً أدنى من ملياري دولار، وهو رقم غير بارز في العلاقات التجارية الدولية

 يتحدث قسم كبير من المحافظين عن أن اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع الصين الممتد على 25 عاماً وقبله الاتفاق الشبيه الموقع مع روسيا، هما الطريق للتخلص من الضغط المفروض على إيران. مع ذلك، لم يجعل أي من هذين الاتفاقين سنوات العقوبات سهلة التحمل بالنسبة إلى طهران. فحتى في 2016، استطاعت إيران دخول محادثات مع الولايات المتحدة لشراء طائرات بوينغ، لكن روسيا لم تقبل بيعها مقاتلات سوخوي.

ما لم تتوقعه إيران
أشار قاطرائي إلى كلام نائب الرئيس الإيراني الأول إسحق جهانغيري الذي ألقاه مؤخراً في البنك المركزي والذي أعلن فيه أن إيران لم تتوقع امتناع دولة كالهند عن شراء النفط الإيراني ورفع قيمته. وتابع جهانغيري أن بلاده لم تتوقع أيضاً من روسيا ومن دول مجاورة قال إن إيران ضحت بأبنائها من أجل استقلالها، أن تقوم بالأمر نفسه. يذكر قاطرائي أن الصين لم تكن من بين الدول الأوائل التي سحبت رساميلها من مشاريع الطاقة والسيارات والبنى التحتية الإيرانية وحسب، بل قامت أيضاً بتجميد موارد النظام. ويقال إن لدى إيران 40 مليار دولار من الأصول المجمدة في خمس دول، نصف تلك الأصول موجود في الصين.

إيران للبيع في المزاد العلني
لم تعمل الصين فقط على تجميد قسم بارز من الأصول الإيرانية، لكنها استفادت أيضاً من العقوبات لشراء النفط الإيراني بأسعار مخفضة. علاوة على ذلك، وبحسب بعض الناشطين في صناعة البتروكيماويات، توسطت الصين في بعض منتجات النفط الإيراني، مثل اليوريا، فاشترتها بسعر بخس من إيران ثم صدرتها إلى الهند. وهذا مثل بسيط عن السبب الذي يدعو العديد من معارضي النظام إلى القول إنه يبيع البلاد ويعرضها في المزاد العلني. وليست إيران في المراتب المتقدمة ضمن لائحة شركاء الصين التجاريين، بل الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وإسرائيل.

تعيش في أواسط التسعينات
يضيف قاطرائي أن حجم التبادل التجاري بين إيران والصين بلغ أدنى مستوى له طوال 16 سنة. وهذا ما قاله رئيس الغرفة التجارية بين الصين وإيران مجيد رضا حريري في حديث إلى وكالة أنباء إيلنا الإيرانية. ومضى حريري يقول إن حجم التجارة الإيرانية مع الخارج عاد إلى أواسط التسعينات بسبب العقوبات وتراجع مبيعات النفط. وتابع: "بشكل طبيعي، في هذه الظروف، لا نستطيع توفير العملة اللازمة للواردات". وعن المشاكل في التبادل التجاري بين إيران والصين قال إنه من الصعب شراء بعض السلع من الصين بسبب قرارات من الشركات لا من الحكومة الصينية.

التجارة لا السياسة
تحدث حريري عن أن الصين أعلنت رسمياً أنها لن تقبل بالعقوبات الأمريكية الأحادية على القطاعات النفطية وغير النفطية، لكنه أشار إلى أن شركات صينية عدة لا تعمل مع إيران خوفاً من تعرض مصالحها للخطر. ولفت حريري النظر إلى أن العقوبات على الموانئ تؤثر على التجارة بين طهران وبيجينغ. إذا رست سفن إيرانية في أي ميناء، فسيواجه الميناء ومشغله عقوبات أمريكية. وخلص إلى نتيجة مفادها أن "شركات النفط في الصين هي شركات تجارية ولا تفضل القضايا السياسية على القضايا التجارية".

من روسيا إلى العراق
في حديث إلى وكالة إيلنا أيضاً، قال الخبير في الشؤون الروسية شعيب بهمان إن واحداً من أبرز التحديات أمام الروابط الإيرانية الروسية هو تطوير العلاقات التجارية. لقد كان حجم التبادل التجاري بين الدولتين دوماً أدنى من ملياري دولار، وهو رقم غير بارز في العلاقات التجارية الدولية. ويقول بهمان إن حجم الاتفاقات التجارية الموقعة بين إيران وروسيا يتخطى 25 مليار دولار، لكن عملياً هو أقل من مليارين. وأضاف أن دولاً مجاورة مثل العراق تصرفت مثل شركاء إيران، فلم تدرس زيادة الرسوم على الواردات من إيران وحسب، بل رفضت عموماً تسوية ديونها البالغة 5 مليارات دولار تحت ذرائع مختلفة.