الناشطة الغيرانية مسيح علي نجاد.(أرشيف)
الناشطة الغيرانية مسيح علي نجاد.(أرشيف)
الجمعة 23 يوليو 2021 / 12:28

وول ستريت جورنال: 3 عواقب للردّ الأمريكي الضعيف على محاولة خطف ناشطة إيرانية

تعليقًا على محاولة خطف الناشطة والصحفية الإيرانية سميح علي نجاد، اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن سطوة إيران في قمع معارضيها وصلت إلى الولايات المتحدة، وسوف تكون هناك عواقب وخيمة إذا لم يكن هناك رد قوي من الرئيس الأمريكي جو بايدن.

تُشكّل محاولة الخطف سابقة مروّعة للمعارضين الذين تركوا أوطانهم من أجل وعد بالأمان والحرية، فأدركوا أن الإدارة الأمريكية الحالية لا تهتم، لا بل تعرّض المعارضين الروس والصينيين والكوبيين والفنزويليين والكوريين الشماليين ومعارضين آخرين من الذين لجؤوا إلى أراضيها لخطر جسدي

 
وذكرت الصحيفة أن لائحة الاتهام الصادرة من وزارة العدل الأمريكية، ووثائق المحكمة المفصّلة، أشارت إلى تورّط إيران في المؤامرة، لكنّها اعتبرت أن الجزء المُثير للجدل في هذه القضية هو رد فعل الإدارة الأمريكية الضعيف، والذي سيدفع طهران إلى القيام بالمزيد من هذه التصرّفات "الخبيثة.

لما الآن؟
تعرّض المئات من المعارضين الإيرانيين للتهديد والخطف والاغتيال منذ العام 1979، إلا أن النظام الإيراني أطلق بحماسة شديدة حملة لقمع معارضيه منذ عام 2018، من استدراج وخطف روح الله زام، الصحفي الإيراني المعارض المقيم في فرنسا، إلى اختطاف المعارض جمشيد شرمهد في يوليو(تموز) 2020، وحبيب شعب، الناشط السياسي السويدي الإيراني في أكتوبر (تشرين الأول) 2020.

لكن الصحيفة طرحت سؤالًا حول أسباب محاولة خطف علي نجاد على أرض الولايات المتحدة، الأمر الذي لم تفعله إيران منذ أكثر من 4 عقود.

رسالتان
ورجّحت الصحيفة أن إيران، التي تتعرّض لضغوط لإظهار قوتها بسبب موجة السخط المتزايدة بين سكانها، قامت بهذه المحاولة من أجل ايصال رسالتين:

الأولى إلى الشعب الإيراني، ومفادها أن السلطات الإيرانية ستصل إلى معارضيها بغضّ النظر عن المكان الذي سيهربون إليه .

والثانية، وهي الأكثر أهمية، إلى الولايات المتحدة ومفادها أن السلطات الإيرانية سوف تتعقب مواطنيها المعارضين حتى على الأراضي الأمريكية، وتنشر الرعب والوحشية، في تحد لواشنطن.

واعتبرت الصحيفة أن موقف بايدن كان "مخزيًا"، لأولئك الذين يقيمون داخل الولايات المتحدة، ولدعاة الحرية في جميع أنحاء العالم ايضًا. وحدها تغريدة من وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن تطرّقت إلى عملية الخطف لكن من دون ذكر حتى إيران على أنها الجاني.

عواقب طويلة الأمد
ورأت أن هذا التجاهل سيكون له ثلاثة عواقب طويلة الأمد:

الأولى: تُشكّل محاولة الخطف سابقة مروّعة للمعارضين الذين تركوا أوطانهم من أجل وعد بالأمان والحرية، فأدركوا أن الإدارة الأمريكية الحالية لا تهتم، لا بل تعرّض المعارضين الروس والصينيين والكوبيين والفنزويليين والكوريين الشماليين ومعارضين آخرين من الذين لجؤوا إلى أراضيها لخطر جسدي.

الثانية: من خلال السماح لإيران بالإفلات من العقاب على محاولة اختطاف علي نجاد، تؤكد الولايات المتحدة أنها مستعدة للتنازل عن اي شيء مقابل الوصول إلى صفقة حول الملف النووي الإيراني.

الثالثة، وهي الأكثر ديمومة: أن العالم بات يدرك أن وعد بايدن بإعطاء أولوية لحقوق الإنسان في السياسة الخارجية للولايات المتحدة لم يكن أكثر من مجرد شعار، وبالتالي يمنح الطغاة والدكتاتوريين الجرأة للإساءة إلى مواطنيهم، مدركين أنهم لن يتعرضوا للمساءلة.

بايدن أمام خيارين
لكنّ الصيحفة اعبرت أنه يمكن لبايدن تجنّب هذا، وكل ما عليه فعله هو ممارسة ضغوط جدية على طهران على الأقل، من خلال وقف المفاوضات في فيينا، وطرد الدبلوماسيين الايرانيين من واشنطن، وفتح حوار جوهري مع النشطاء والمعارضين الديمقراطيين والعلمانيين.

وخلصت الصحيفة إلى أن "أمام بايدن خيارين، إما أن يُظهر أنه يُقدّر حياة الأمريكيين على حساب الدبلوماسية، وإما يتنصّل من مسؤوليته بالحفاظ على سلامة مواطنيه، ويسمح بأن يبسط الديكتاتوريون سلطتهم في بروكلين على سبيل المثال لا الحصر".