الأحد 25 يوليو 2021 / 10:21

صحف عربية: ثورة العطشى تهز عروش الملالي

يواصل عرب الأحواز في إيران احتجاجاتهم ضد سياسة التعطيش الإيرانية لليوم العاشر على التوالي منددين بسياسات السلطات الإيرانية القمعية ومحاولتها المستمرة لتهميش الأقليات وخصوصاً في مدن الأحواز التي تعاني ظروفاً مأساوية بسبب شح مياه الشرب والبطالة والفقر.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، فإن الرئيس الإيراني حسن روحاني ألقى باللوم على درجات الحرارة المرتفعة في التسبب بأزمة المياه في الأحواز التي تصل درجات حرارة الصيف فيها عادة إلى 52 درجة مئوية.

تجدد الحراك
قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، إن الليلة التاسعة من انتفاضة الأحواز شهدت تجدد الحراك في مدن الخفاجية والأحواز والفلاحية ومعشور، وسط أجواء أمنية مشددة. وشهدت بعض أحياء المدن مواجهات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن في أحياء من مدينة الأحواز، وميناء معشور، ومدينة الخفاجية، بؤرة الاحتجاجات.

وأبلغ ناشطون من الأحواز ذات الأغلبية العربية أن قوات الأمن استخدمت الرصاص الحي والخراطيش والغاز المسيل للدموع لمنع التجمعات، وذلك بعد ساعات من تحذيرات دولية تزامنت مع خطاب للمرشد علي خامنئي رفض فيه "الشكوى" من الاحتجاجات.

وقال ناشطون، إن الأجهزة الأمنية تواصل حملة الاعتقالات، وإن "العدد في تزايد على مدار الساعة"، على الرغم من تعهد الأمين العام في المجلس الأعلى للأمن القومي بإطلاق السجناء. وقال ناشط إن السلطات طلبت كفالات مالية مقابل بعض السجناء تصل إلى ملياري ريال.

وأكدت الصحيفة، أن العشرات في مدينة تبريز، مركز محافظة أذربيجان الشرقية، وكبريات المدن ذات الأغلبية التركية، نظموا مسيرة احتجاجية مع المحتجين العرب. وأظهرت مقاطع فيديو هتافات "أذربيجان - الأحواز... اتحاد اتحاد".

ناقوس الخطر
لم تُفاجئ الاحتجاجات المتصاعدة في خوزستان المتابعين للشأن الإيراني باعتبار أن ناقوس الخطر بشأن النقص الحاد في المياه الذي باتت تعانيه البلاد قد دُق لأكثر من مرة، خاصة أن التقديرات تشير إلى أن الأزمة قد تفضي إلى تفكك إيران بـ"حرب مدن"، وفقاً لما ذكرته صحيفة "العرب".

وفي العام 2015 حذر وزير الزراعة الإيراني الأسبق عيسى كالانتاري، من أن ندرة المياه سترغم 50 مليون إيراني، أي ما يُعادل 60٪ من السكان، على مغادرة البلاد. وشكا من أن المسؤولين في طهران تجاهلوا المشكلة لفترة طويلة للغاية، مضيفاً "والآن فهموا المشكلة، لكنهم تأخروا إلى حد ما"، لكن يبدو أن كالانتاري نفسه لم يفعل شيئا لاستباق الأزمة التي تهدد وجود إيران.

وبحسب الصحيفة، فإن تجاهل النظام الإيراني لمعضلة المياه، حيث لم يتخذ إجراءات قادرة على حلحلتها، أدى إلى وجود ما لا يقل عن 5000 قرية بدون موارد مائية في الوقت الراهن، علاوة على 7000 قرية أخرى يتم إمدادها بالمياه بواسطة الصهاريج حسب عضو جمعية المخاطر البيئية والتنمية المستدامة حميد رضا محبوب فر.

وقالت، إن أزمة المياه تشكل اختباراً جدّياً للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، حيث بات الغضب منصبّاً على النظام الإيراني الماسك بمقاليد الحكم منذ قيام الثورة الإسلامية سنة 1979. وعكس التوقعات التي كانت تُشير إلى أن حرب مدن أو حرب مياه ستندلع بين السكان، وجّه الإيرانيون غضبهم نحو الحكومة في طهران والمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. وعَكَسَ ذلك مطالبة محتجين في محافظة الأحواز بسقوط "الجمهورية الإسلامية" والمرشد الأعلى.

قمع
قالت صحيفة "أخبار الخليج"، إنه بينما‭ ‬دخلت‭ ‬احتجاجات‭ ‬الأحواز‭ ‬يومها‭ ‬العاشر،‭ ‬دعا‭ ‬ناشطون‭ ‬إلى‭ ‬مواصلة‭ ‬المظاهرات‭ ‬الليلية،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬بعد‭ ‬قيام‭ ‬السلطات‭ ‬بقطع‭ ‬الإنترنت‭ ‬والكهرباء‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مدن‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭. ‬كما‭ ‬أطلق‭ ‬ناشطون‭ ‬آخرون‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬محافظات‭ ‬إيرانية‭ ‬دعوات‭ ‬مشابهة للتضامن‭ ‬مع‭ ‬الأحوازيين،‭ ‬وذلك‭ ‬بينما‭ ‬أرسلت‭ ‬السلطات‭ ‬الإيرانية‭ ‬قائد‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬حسين‭ ‬سلامي‭ ‬إلى‭ ‬الإقليم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬احتواء‭ ‬الغضب‭.

وكشف‭ ‬ناشطون‭ ‬أحوازيون‭ ‬أن‭ ‬السلطات‭ ‬اعتقلت‭ ‬عشرات‭ ‬الشباب‭ ‬ممن‭ ‬شاركوا‭ ‬بالاحتجاجات،‭ ‬وأكدوا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حضوراً‭ ‬كثيفاً‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري‭ ‬وقوات‭ ‬الباسيج‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مدن‭ ‬الإقليم،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الخفاجية‭ ‬والحميدية‭ ‬ومعشور‭ ‬والفلاحية‭ ‬ومسجد‭ ‬سليمان‭ ‬والسوس.‭ ‬كما‭ ‬أوضحوا‭ ‬أن‭ ‬السلطات‭ ‬فرضت‭ ‬حظر‭ ‬تجوال‭ ‬غير‭ ‬معلن‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الساخنة‭.

وتداول‭ ‬ناشطون‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬تظهر‭ ‬انقطاع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬بالكامل‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬أنحاء‭ ‬مدينة‭ ‬الأحواز،‭ ‬عاصمة‭ ‬الإقليم.‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬هذا،‭ ‬استمرت‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬علوي‭ ‬في‭ ‬الأحواز،‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة؛‭ ‬إذ‭ ‬كسر‭ ‬شبان‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬حصار‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬وهتفوا‭ ‬بشعارات‭ ‬تطالب‭ ‬بحقوقهم‭ ‬وإنهاء‭ ‬سياسة‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬والعنصرية‭ ‬الممنهجة‭ ‬المعادية‭ ‬للعرب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬

زلزال الأحواز
على وقع زلزال الأحواز الذي دخل أسبوعه الثاني، تبدو الأوضاع في الداخل الإيراني مهيأة لمزيد من التفجير والانهيارات مع اقتراب تولي الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي في الخامس من أغسطس (آب) القادم، فالبطالة تنخر كالسوس، ونسب الفقر تقفز بمعدلات كبيرة، وسط مطالبات أمريكية بمحاسبة قادة الملالي على ثرواتهم التي اكتنزوها من أموال الشعب الذي يعاني أوضاعاً معيشية واقتصادية غاية في السوء، وفقاً لما ذكرته صحيفة "عكاظ".

وقالت الصحيفة، إن انتفاضة العطشى في خوزستان تتوسع يوماً بعد يوم، ما يشير إلى أن قادم الأيام سيكون مؤلماً وموجعاً ومدمراً على نظام خامنئي. وتصدر وسم #الأحواز_تنتفض منصات التواصل الاجتماعي معبرين عن غضبهم الشديد ضد الانتهاكات التي تمارسها السلطات الإيرانية حيالهم.

وتواجه إيران أسوأ موجة جفاف منذ 50 عاماً وأثرت أزمة المياه على الأسر والزراعة وتربية الماشية وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي.

وأوضحت الصحيفة، أن الاقتصاد الإيراني أصيب بالشلل نتيجة سياسة نظام طهران المتمثلة في تجويع الشعب إلى جانب فشل النظام في التعامل مع جائحة كوفيد-19 مع تزايد السخط بسبب سوء الإدارة وارتفاع معدلات البطالة وزيادة معدل التضخم بواقع أكثر من 50%.