الأحد 25 يوليو 2021 / 12:39

انتفاضة العطشى...حرب المياه بدأت في الأحواز وتتوسّع

24-زياد الأشقر

تناولت الكاتبة مريم سينائي في مقال نشرته في موقع "إيران إنترناشيونال" الإحتجاجات المستمرة على نقص المياه في الأحواز، قائلة إن الكثيرين ممن يتحركون منذ أكثر من أسبوع في مدن هذه المحافظة وقراها بسبب نقص المياه، يوجهون باللوم إلى أصحاب القرار.

20 عاماً من سياسة الإكتفاء الذاتي في المنتجات الزراعية على حساب "نهب الثروات المائية" أسفرت عن "انقراض الزراعة" في جنوب جبال زاغروس

ويدعي مسؤولون بأن 700 قرية في المحافظة تتلقى إمدادات منتظمة من المياه بواسطة الصهاريج. وتروي السهول والمستنقعات والبحيرات في المناطق الجنوبية من الأحواز أنهر رئيسية، بما فيها نهر كارون الذي يبلغ طوله 870 كيلومتراً والذي ينبع من جبال زاغروس في الشمال. وتنتج تلك السهول الخصبة القمح والأرز والتمر والسكر. وفضلاً عن قطاع النفط، هناك صناعات أساسية للسكريات والفولاذ والبتروكيماويات.

السدود
وأدت السدود التي بنيت على الأنهر، بما فيها سدا غوتفاند وكارون، مع تحويل المياه إلى مناطق أخرى مثل أصفهان من أجل دعم صناعات كالفولاذ، إلى خلل في التوازن البيئي، وتالياً إلى ملوحة المياه والتربة، فضلاً عن عواصف الغبار المتكررة. وقد جفت المستنقعات والبحيرات ومزارع البلح وقطعان الماشية النهرية، التي لعبت دوراً مهماً في يوم من الأيام في الإقتصاد والثقافة الريفيين.

كما يلوم المنتقدون صانعي القرار، لتشجيعهم على تحقيق اكتفاء ذاتي في منتجات مثل القمح والأرز وقصب السكر، على حساب نضوب المصادر المائية في المنطقة.

الاكتفاء الذاتي

وكانت إيران قد وضعت هدفاً لها في تحقيق الإكتفاء الذاتي على صعيد القمح والأرز وقصب السكر على حساب نضوب المصادر المائية في المنطقة.
وكان وزير الري السابق عيسى كالانتاري الذي يتولى حالياً رئاسة دائرة البيئة، من أشد المنتقدين لسياسة تحقيق الإكتفاء الذاتي منذ أعوام. وخلال حديث له عبر الإنترنت عن استراتيجيات ضد الجفاف في 17 مايو (أيار) الماضي، قال كالانتاري إن الكثيرين من صانعي القرار في إيران قد أخفقوا في فهم التنمية المستدامة. ولفت إلى أن 20 عاماً من سياسة الإكتفاء الذاتي في المنتجات الزراعية على حساب "نهب الثروات المائية" أسفرت عن "انقراض الزراعة" في جنوب جبال زاغروس. وأشار كالانتاري إلى أن "حرب على المياه بدأت بين المحافظات وستتوسع إلى القرى... والطبيعة كانت ضحية السياسات الإقتصادية للبلاد". ولفت إلى أن الزراعة كانت تستهلك سنوياً 20 مليار مكعب من المياه التي لم تعوضها الأمطار.

وفي الحديث نفسه، انتقد كالانتاري سياسة تشجيع النمو السكاني. وقال إن عدداً أكبر من السكان كان ليكون شيئاً جيداً، لو كانت الحاجات الغذائية لا تتجاوز "الإمكانات الطبيعية" مثل الثروات المائية.

وسبق للمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي أن شجع بوضوح على تحقيق الإكتفاء الذاتي زراعياً في العقود الثلاثة الأخيرة. وقال في خطاب عام 2000 إنه "على رغم وجود نقص في المياه، فإن شاء الله ستكون الكمية نفسها من الأمطار في بلادنا كافية (من حيث الإنتاج) لإطعام السكان أربعة أضعاف أكثر مما يأكله السكان الحاليون، ولجعل البلاد أقل حاجة (للإستيراد) من الآخرين". وفي خطابين آخرين في يوليو (تموز) وأغسطس (آب) 2001، شدد خامنئي على أن سياسة الإكتفاء الذاتي على صعيد المنتجات الأساسية مثل القمح والأرز، يجب أن تكون الهدف الأساسي للزراعة.

المحافظة الأغنى
وتضم الاحواز نحو خمسة ملايين نسمة، وهي المحافظة الأغنى على صعيد إجمالي الناتج القومي، بعد محافظة طهران. وكانت ميداناً لأكثر المعارك ضراوة في الحرب الإيرانية-العراقية (1980-1988) وخصوصاً في المستنقعات حول مدينة خورمشهر، التي قال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إنها عربية. ويقطن شمال الأحواز بشكل أساسي قبائل بختياري بينما يقطن المناطق الجنوبية العرب واللور والفرس.