مقاتلون في داعش الإرهابي (أرشيف)
مقاتلون في داعش الإرهابي (أرشيف)
الأحد 25 يوليو 2021 / 10:31

الإرهاب الذي لم يُهزم

قال وزير خارجية العراق فؤاد حسين في مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في واشنطن، مع انطلاق الجولة الرابعة والأخيرة من الحوار الاستراتيجي بين البلدين التي ستحدد مستقبل وجود القوات الأمريكية في العراق، إن "داعش لا يزال موجوداً في العراق"، مؤكداً أهمية "ديمومة الجهود الدولية التي تقودها الولايات المتحدة من خلال التحالف الدولي لتحقيق الانتصار على الإرهاب".

كلام الوزير العراقي يعني أن هناك مخاوف عراقية من وجود داعش، وما ينفّذه من عمليات إرهابية كان آخرها تفجير مدينة الصدر عشية عيد الأضحى والذي حصد عشرات الأبرياء، ويعني أن العراق لا يزال بحاجة إلى الوجود العسكري الأمريكي المتمثل في تدريب القوات العراقية وتزويدها بالأسلحة والدعم اللوجستي في مواجهة داعش.

الحقيقة أن الإرهاب لا يزال يؤرق العراق وغيره من الدول، من خلال داعش والقاعدة، والمنظمات الأخرى المماثلة التي لا تزال قادرة على التحرك، وإلحاق الأذى بالمدنيين وتهديد سلامة الدول وأمنها، على الرغم من الجهود التي تبذل لمواجهتها، لكنها تبدو غير كافية، وتحتاج إلى جهد وتنسيق أكبر، وإلى عدم استخدام هذه المنظمات في تنفيذ أجندات سياسية في إطار صراع المصالح بين الدول والحكومات؛ لأن أحداث السنوات القليلة الماضية أكدت أنه لا يمكن الركون إلى هذه التنظيمات الإرهابية واستخدامها وسيلة للضغط والابتزاز، ذلك أنها سرعان ما تنقلب على من أوجدها ورعاها، كما ينقلب السحر على الساحر، مثل ما حصل مع القاعدة التي كانت صناعة أمريكية لمواجهة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان.

الخوف من الإرهاب صار حالة عالمية لا تقتصر على دولة واحدة، مثله مثل فيروس كورونا، يستطيع التحوّر والتناسل بأسماء وأشكال جديدة، ما يجعل من مواجهته أمراً صعباً إذا لم تحسم دول العالم موقفها من التعامل معه كخطر فعلي، بمعزل عن سلالاته المتجددة، وليس بشكل انتقائي وفقاً للمصلحة الخاصة. فلا يوجد إرهاب خبيث وآخر حميد، فالإرهاب هو الإرهاب.

وعندما يدعو وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمنان، حكام المناطق الفرنسية إلى "اليقظة" هذا الصيف في مواجهة الهجمات الإرهابية المحتملة، بعدما نشر تنظيم داعش شريطاً مصوراً قبل أيام، مستغلاً فيه قضية "التجديف الذي تجسده الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة" للرسول الكريم، داعياً "إلى استهداف مصالحها"، فهذا يعني أن فرنسا باتت مستهدفة مجدداً بعمليات إرهابية.

ودعوة الوزير الفرنسي لليقظة والحذر في شهري يوليو (تموز)، وأغسطس (آب)، المقبل، مع الاستئناف الجزئي للنشاطات الاقتصادية والثقافية، تحمل في طياتها حالة خوف وقلق لا يزال الفرنسيون يعانونها، جراء العمليات الإرهابية التي استهدفتهم خلال السنوات الخمس الماضية، حيث نفذ الإرهابيون أكثر من 50 هجوماً، وكانت هجمات 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 الأكثر دموية، حيث قتل الإرهابيون 130 شخصاً وأصابوا المئات في استهداف المقاهي والمطاعم وقاعة باتاكلان للحفلات الموسيقية في باريس.