أدوات ذات وجهين، إحدى اختراعات الأشوليين المميزة.  متحف تولوز، "كرياتيف كومونز" (أ ف ب )
أدوات ذات وجهين، إحدى اختراعات الأشوليين المميزة. متحف تولوز، "كرياتيف كومونز" (أ ف ب )
الخميس 29 يوليو 2021 / 09:59

اكتشاف أداة حجرية في المغرب هي الأقدم في شمال أفريقيا

توصل فريق من الباحثين من جنسيات عدة إلى اكتشاف أداة حجرية من المرحلة الأشولية في أطراف مدينة الدار البيضاء في المغرب، وهي تُعتبَر الأقدم بين هذا النوع من الأدوات الأثرية في شمال أفريقيا، إذ تعود إلى 1.3 مليون سنة، على ما أفاد الأربعاء باحثون مغاربة شاركوا في البرنامج البحثي.

وكان علماء الآثار يعتقدون حتى الآن أن الحضارة الأشولية التي تميزت بابتكار الأدوات ذات الوجهين خلال العصر الحجري القديم السفلي، نشأت قبل 700 ألف عام في هذا الجزء من شمال إفريقيا.

وأوضح عالم الآثار المغربي عبد الواحد بن نصر أن الأداة المكتشفة تعود إلى حقبة أقدم بنحو الضعف مما يجعل للمغرب موقعه في هذا المجال "على نطاق القارة" الإفريقية، إذ تظهر الاكتشافات الموثقة أن الأشولية في شرق إفريقيا تعود إلى نحو 1.8 مليون سنة، وأنها وُجدَت في جنوب القارة قبل 1.6 مليون سنة.

أما المدير المشارك لبرنامج "ما قبل تاريخ الدار البيضاء" الفرنسي المغربي عبد الرحيم محب فاعتبر خلال مؤتمر صحافي في الرباط أن هذا الاكتشاف "المهم" يساهم "في إثراء النقاش حول ظهور الأشولية في إفريقيا".

وشارك في هذا البحث المنشور في مجلة "نيتشر ريبورت" البريطانية 17 باحثاً مغربياً وفرنسياً وإيطالياً.

ويستند البحث على دراسة الأدوات الحجرية (ذات الوجهين أو الفؤوس أو النوى) والمعطيات الجيولوجية المستخرجة من موقع طوما 1 الواقع غرب الدار البيضاء حيث تجرى حفريات منذ ثمانينات القرن العشرين.

أقدم استيطان بشري في المغرب
واكتشف علماء الآثار في الموقع "واحداً من أغنى التجمعات الأشولية في إفريقيا"، بحسب محب الذي شدد على أهمية هذا الاكتشاف نظراً إلى أنه يتعلق بحقبة "ما قبل التاريخ وهي فترة معقدة لا يتوافر في شأنها سوى القليل من البيانات".

كذلك أتاح البحث اكتشاف "أقدم استيطان بشري في المغرب"، وفق ما أكد المدير المشارك، موضحاً أنهما "متغيرات من الإنسان المنتصب".

وكان علماء الآثار اكتشفوا عام 2017 في موقع جبل ايرهود (جنوب غرب المغرب) العائد إلى حقبة ما قبل التاريخ رفات إنسان معاصر أو"إنسان عاقل" يعود إلى 300 ألف عام، وهو الأقدم في العالم.

وساهم هذا الاكتشاف في تغيير جذري في النظرة إلى التطور البشري.