الرئيس التونسي قيس سعيد.(أرشيف)
الرئيس التونسي قيس سعيد.(أرشيف)
الأحد 1 أغسطس 2021 / 09:48

النهضة تريد تدمير ديمقراطية تونس.. على بايدن المساعدة

حث الناشر المغربي وعضو المجلس الاستشاري في مؤسسة "ناشونال إنترست" أحمد شراعي الإدارة الأمريكية على تعزيز الديمقراطية التونسية ومؤسساتها في مواجهة الإسلامويين.

انهيار تونس سيكون له تأثير واسع النطاق. سيتصاعد سريعاً تدفق اللاجئين إلى إيطاليا وسيوصل المصابين واليائسين إلى مجموعة دول حلف شمال الأطلسي

فتونس التي كانت دولة عربية مستقرة ومزدهرة نسبياً تقف اليوم على حافة الهاوية. ينتشر متحور عدواني من فيروس كورونا بين أفقر سكانها وأكثرهم تقدماً في السن، بالتوازي مع تدني نسبة التلقيح في البلاد التي تشهد النسبة الأعلى من الوفيات في العالم العربي. كذلك، فاقم الوضع السياسي الأزمة، إذ فشلت حكومات متعاقبة ضعيفة في تأمين قيادة فعالة في السنوات الأخيرة. ويوم الأحد، أقال الرئيس التونسي قيس سعيد آخر تلك الحكومات.

بين الاقتصاد والسياسة
الوضع الاقتصادي هو مصدر آخر للمأساة في تونس وفقاً للكاتب. انتشر الإحباط على امتداد البلاد، حيث يواصل المتظاهرون المطالبة بالوظائف والمزيد من الاستثمار. وأدى تعليق إنتاج الطاقة والفوسفات إلى الإضرار بالاقتصاد وتعميق الانقسامات الاجتماعية. علاوة على ذلك، ثمة توتر سياسي عنيف بين الإسلامويين والعلمانيين داخل نظام هجين ينتج بدوره توتراً شبه دائم بين رئيس الجمهورية ورؤساء الحكومات. دفعت الفوضى السياسية العديد من التونسيين كي يشككوا في فكرة الديموقراطية نفسها بحسب شراعي.


استشهد الكاتب بما أشارت إليه المديرة الإقليمية لبرنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد الجمهوري الدولي باتريسيا كرم: "اليوم، قال 40% من التونسيين فقط إن الديموقراطية أفضل شكل للحكومة، بينما قال 50% إنّ أشكالاً أخرى للحكومات يمكن أن تكون أو هي أفضل من الديموقراطية". يضيف الكاتب أنه من الصعب على الجمهور فصل نظرته إلى الديموقراطية نفسها عن خبرته مع حزب النهضة الإسلاموي الذي استخدم الديموقراطية كوسيلة لتقسيم المجتمع التونسي. لقد ساهم هذا الحزب بشكل هائل في الانسداد المؤسسي الذي تشهده البلاد.
غنوشي المستبد
يتصرف راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة، كمستبد رافضاً إفساح المجال أمام بروز قيادة جديدة الأمر الذي ساهم في المواجهة داخل البرلمان وفي المأزق بين الرئيس التونسي ورئيس الحكومة هشام المشيشي. إن تراجع الحريات الفردية والسلوك الديكتاتوري لأعضاء في الحزب الإسلاموي تسببا في التوتر الشديد ضمن المجتمع التونسي.

طريقة تعبير الإسلامويين!
في هذه الأثناء، تعرضت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي للصفع والركل حين كانت تصور جلسة برلمانية عبر هاتفها الخلوي في يونيو (حزيران). وموسي ناشطة متحمسة ضد الإسلام السياسي في تونس ويؤيد حزبها الصغير الليبيرالية التقليدية. أما بالنسبة للرجلين اللذين ضرباها وركلاها، فقد كانا نائبين في تحالف إسلاموي ولم يلقيا أي عقاب حقيقي.

حذارِ الانهيار

حذر شراعي من انهيار تونس لأن التأثير سيكون واسع النطاق. سيتصاعد سريعاً تدفق اللاجئين إلى إيطاليا وسيوصل المصابين واليائسين إلى مجموعة دول حلف شمال الأطلسي. إذا تحولت تونس إلى دولة فاشلة، فستشكل صحاريها الجنوبية التي كانت مسرحاً لتصوير الأفلام الأولى لحرب النجوم أرضية انطلاق مثالية للإرهابيين. من المتوقع أن تساعد إدارة بايدن واحداً من أعظم حلفاء الولايات المتحدة عبر تسهيل قرض بقيمة 4 مليارات دولار يخطط صندوق النقد الدولي تقديمها لتونس. إن الحصول على هذا القرض، مع كل الإصلاحات التي يستلزمها، هو أمر أساسي لضمان ألا تسقط البلاد في الفوضى.

شهية الإسلامويين للسلطة المطلقة
لفت شراعي النظر إلى أن الولايات المتحدة أرسلت 36 مليون دولار إلى تونس كمساعدة لمواجهة فيروس كورونا منذ مارس (آذار) 2020، ومن ضمنها نصف مليون لقاح في برنامج كوفاكس وأكثر من مليون ليتر من الأوكسيجين لوزارة الصحة. بالرغم من ذلك، ينبغي على إدارة بايدن دراسة طرق لإرسال المزيد من الإمدادات الطبية إليها. وقد يكون هنالك حاجة أكبر للمساعدة السياسية. إن الديموقراطية التونسية تتصدع، حيث أظهر الإسلاميون أن لديهم الشهية نفسها التي كانت لدى الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي للسلطة المطلقة.

بإمكان تونس هزيمة المتطرفين
أضاف شراعي أن على إدارة بايدن مساعدة المسؤولين التونسيين على إنشاء مؤسسات أساسية للديمقراطية مثل المحكمة الدستورية التي ستعمل كقوة موازنة للسلطة التنفيذية وتقيد الغالبيات البرلمانية التي تهدف إلى معاقبة الأقليات السياسية. لقد نص الدستور على إنشاء المحكمة، لكن لم يتم اختيارهم أو تدريبهم. إن عدداً قليلاً من الأكاديميين والتمويل المحدد قادران على التمتع بتأثير ضخم. وينصح شراعي التونسيين كاتباً أنه فقط من خلال تعزيز المؤسسات وفصل السلطات وضمان استقلالية القضاء يمكن لتونس أن تنقذ نفسها من المتطرفين الذين يسعون إلى تدمير الديمقراطية نفسها.