من احتجاجات الأحواز.(أرشيف)
من احتجاجات الأحواز.(أرشيف)
الإثنين 2 أغسطس 2021 / 10:52

الإيرانيون يتظاهرون لإسقاط النظام... وبايدن يتجاهل تحركاتهم

لم يستبعد الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات علي رضا نادر أن تشكل الاحتجاجات الإيرانية الحالية منعطفاً تاريخياً في البلاد. مع ذلك، لا تريد إدارة بايدن أن يقوم أي حدث بتشتيت انتباهها عن المفاوضات مع النظام الإيراني من أجل العودة إلى اتفاق 2015 المعيوب.

إذا لم يكن باستطاعة بايدن إظهار الغضب حين كشفت وزارة العدل أن طهران سعت إلى خطف الصحافية الأمريكية مسيح علي نجاد، ومن على الأراضي الأمريكية، فمن الصعب أن يكون المرء متفائلاً

 
 كتب رضا نادر في موقع "تاون هول" أن التظاهرات الوطنية تطالب بإطاحة النظام، وقد بدأت في محافظة خوزستان المحرومة من المياه لكنها انتشرت في المحافظات المجاورة والمدن الكبيرة بما فيها العاصمة طهران.

فساد وسوء إدارة الملالي
خوزستان هي مركز صناعة الطاقة الإيرانية وتتمتع بموقع استراتيجي على الحدود مع العراق وعلى شواطئ الخليج العربي. لقد أدى ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى نقص في المياه، لكن فساد الملالي وسوء إدارتهم حولا الوضع إلى أزمة. تم بناء أكثر من 600 سد منذ ثورة 1979، العديد منها، إن لم يكن معظمها، غير ضروري على الإطلاق. كما يحول النظام الموارد المائية من محافظة إلى أخرى. وفي كلتا الحالتين، يبقى المنتمون إلى الحلقة الضيقة من النظام والذين يسيطرون على العقود المستفيدين الأساسيين.

احتجاجات عابرة للخطوط الإثنية
أشار رضا نادر إلى أن التيار الكهربائي يصبح أيضاً مورداً نادراً مع تكرر حالات انقطاع الكهرباء في الصيف الحار والجاف. بالتوازي، تصبح الكثير من المناطق الإيرانية، وخصوصاً خوزستان، غير قابلة للسكن. يعلم الإيرانيون أن مأساتهم كارثة من صنع الإنسان لهذا السبب هم يوجهون غضبهم ضد النظام. معظم سكان خوزستان من الإيرانيين العرب الذين عانوا من التمييز طوال عقود، لكن هذه الانتفاضة غير إثنية بحسب الكاتب.
لقد انضمت إلى الاحتجاجات كل المجموعات الدينية والإثنية البارزة في المحافظة مثل الناطقين بالعربية والفارسية وكذلك اللور والبختيارييين وغيرهم. نتيجة لذلك، كانت المحافظة بأكملها في حالة انتفاضة وقد نزل الإيرانيون إلى المدن الكبيرة كالأهواز وسوسنرد وخرم آباد مغلقين الطرق السريعة الرئيسية ومحتشدين في الشوارع. علاوة على ذلك، تخطت الانتفاضة خوزستان ووصلت إلى طهران ومدن كبيرة مثل تبريز وكرج.

القانون كأداة للإرهاب والقمع
يرى رضا نادر وجود قضايا سياسية أخرى تغذي غضب المتظاهرين. دبر المرشد الأعلى علي خامنئي "انتخاب" ابراهيم رئيسي رئيساً لإيران. أمضى رئيسي مسيرته كمدع عام أسبق ورئيس سابق للسلطة القضائية يستخدم القانون كأداة للإرهاب والقمع بالنيابة عن المرشد الأعلى. وفي أواخر الثمانينات، كان رئيسي عضواً في لجنة الموت المسؤولة عن إعدام الآلاف من السجناء السياسيين.

باختصار، إن رئيسي هو سيف خامنئي لا رئيس السلطة التنفيذية. من هنا، ليس للشعب الإيراني أي سبب لتوقع أن يعالج رئيسي المظالم الكثيرة للإيرانيين العاديين. هم يعلمون أن النظام غير قابل للإصلاح وأنه مجرد ديكتاتورية بقيادة خامنئي. يقول المتظاهرون إن الطريقة الوحيدة لإنقاذ إيران من الكارثة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية هي المطالبة بإطاحة النظام.

سبب خوف بايدن وأوباما
خلال الأشهر الستة التي قضاها في الرئاسة الأمريكية، كانت رسالة جو بايدن إلى العالم هي أن "أمريكا عادت" وأنه سيضع حقوق الإنسان في محور سياسته الخارجية. لكن في ما يتعلق بالإيرانيين، يغيب بايدن عن أي تحرك. بعد أسابيع من الاضطرابات، أصدر الناطق باسم وزارة الخارجية أخيراً بياناً من مقطعين يعرب فيه عن دعم الشعب الإيراني. وكان هنالك صمت حيال الإضرابات العمالية على مستوى البلاد والتي تحدت النظام أيضاً. إن سبب خوف البيت الأبيض هو أن بايدن، وقبله أوباما، رفضا السماح لقضايا حقوق الإنسان بعرقلة مسعاهما إلى المفاوضات النووية بحسب رضا نادر.

لا تفاؤل
لغاية اليوم، لا تزال محادثات فيينا متوقفة حتى تنصيب رئيسي. كان من المفترض أن يؤدي اختيار خامنئي لرئيسي إلى إيضاح أن حث النظام الإيراني على الانضمام إلى اتفاق 2015 هو مأمورية بلا طائل. يفضل الرئيس المقبل سياسة خارجية توسعية بما فيها نهج متشدد تجاه المفاوضات النووية. على بايدن إدراك أن إشاحة وجهه عن الواقع في إيران سيؤدي على الأرجح إلى الإضرار بالمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط وأبعد.

على امتداد المنطقة، يعاني وكلاء إيران مثل "حزب الله" من ضغط شبيه بذاك الذي يثير السخط في إيران. مع ذلك، إذا لم يكن باستطاعة بايدن إظهار الغضب حين كشفت وزارة العدل أن طهران سعت إلى خطف الصحافية الأمريكية مسيح علي نجاد، ومن على الأراضي الأمريكية، فمن الصعب أن يكون المرء متفائلاً وفقاً لرضا نادر.