إطفائي تركي في موقع حريق (أرشيف)
إطفائي تركي في موقع حريق (أرشيف)
الثلاثاء 3 أغسطس 2021 / 17:31

حرائق غابات ضخمة تقترب من محطة للطاقة الحرارية في تركيا

يقترب حريق هائل بسرعة من محطة حرارية لتوليد الكهرباء في تركيا الثلاثاء، فيما يعمل مزارعون على جمع قطعان الماشية المذعورة وسحبها إلى الشاطىء، مع استمرار موجة الحرائق التي أوقعت 8 قتلى لليوم السابع.

وتواجه البلاد الحرائق الأكثر فتكا منذ عقود، قضت على مساحات واسعة من الغابات والأراضي الزراعية الغنية على سواحل البحر الأبيض المتوسط، وبحر إيجه.

واضطر سياح خائفون إلى الهروب من الفنادق، والمنتجعات على متن قوارب بحثاً عن الأمان، تزامناً مع إخلاء عشرات القرى، بعدما أدت الرياح العاتية والحرارة المرتفعة إلى تمدد ألسنة اللهب بسرعة.

وشاهد فريق وكالة فرانس برس في مدينة مرماريس الساحلية مزارعين انهمكوا في إنقاذ المواشي من حظائر محترقة، ودفعها باتجاه الشاطئ الآمن نسبياً.

وتتزامن الحرائق مع موجة قيظ قياسية في جنوب شرق أوروبا، يربطها مسؤولون في اليونان المجاورة، حيث اندلع حريقان صغيران، بتغير المناخ.

وأدى ارتفاع درجات الحرارة، التي تجاوزت 40 درجة مئوية في جنوب تركيا، إلى زيادة الضغط بشكل غير مسبوق على التيار الكهربائي، ما تسبب في انقطاعه الإثنين في مدن كبرى بينها أنقرة، وإسطنبول.

وربطت وزارة الطاقة انقطاع الكهرباء بالجفاف الذي أدى إلى انخفاض المياه في السدود التي تولد الطاقة و"معدل قياسي" في الاستهلاك بعد ارتفاع درجات الحرارة.

وأبدى رئيس بلدية مدينة ميلاس الساحلية خوفه من اندلاع حريق، دون السيطرة عليه، وما قد يترتّب من تصاعد لسحب الدخان في المنطقة حيث توجد محطة حرارية لتوليد الكهرباء.

ونشر رئيس بلدية ميلاس محمد توكات سلسلة تغريدات تظهر تمدد الحرائق نحو موقع المحطة القائم على تلة. وقال في مقطع فيديو يظهر الحرائق: "إنّه موقع مهم جداً".

وفي تغريدة أخرى نشرها بعد ساعة قال: "وصلت النيران إلى المجمعات السكنية" موضحاً أن "تجاوز النيران لهذا التل يعني أن الحريق سيأخذ بعداً جديداً كلياً".

وتوكات عضو في أبرز أحزاب المعارضة في تركيا، ومن الأصوات المنتقدة لطريقة استجابة الرئيس رجب طيب أردوغان للكارثة.

وعرضت تداعيات الكارثة أردوغان الذي يخوض انتخابات بعد عامين قد تؤدي إلى تمديد حكمه لعقد ثالث، إلى موجة انتقادات لاستجابته التي بدت بطيئة ومنفصلة عن الواقع.

وتعرّض كذلك لانتقادات شديدة في نهاية الأسبوع لرميه أكياس الشاي للسكان في جولة بإحدى المناطق الأكثر تضرراً فيما رافقه عدد كبير من عناصر الشرطة.

ولجأ العديد من الأتراك إلى مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة الأخبار، منذ حملة القمع التي أعقبت محاولة انقلاب فاشلة ضد أردوغان 2016 وباتت معها قنوات التلفزيوني وكبرى الصحف تدور في فلك الحكومة.

وقال مدير الإعلام في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون: "المعلومات المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي ومجموعات الرسائل السريعة والمنتديات هي أخبار مضللة" وتهدف إلى إظهار تركيا في موقع ضعف.

وقال في تغريدة: "لنعتمد رجاء على تصريحات السلطات الرسمية".

وأعلنت الحكومة في وقت متأخر الإثنين سيطرتها على 145 حريقاً بينما لا تزال تتصدى لتسعة أخرى، في حين أفادت وزارتا الدفاع والداخلية بإرسالهما تعزيزات لمساعدة رجال الإطفاء.

وقالت الشرطة إنها تعتزم استعمال خراطيم رش المياه المستخدمة لتفريق التظاهرات والتجمعات غير المصرّح بها. لكن رئيس بلدية ميلاس قال إن مناشداته السابقة للحصول على مساعدة من طائرات مكافحة الحرائق لم يُرد عليها.

ومع اقتراب الحريق من محطة الكهرباء، كتب على تويتر: "كان من الواضح أن هذا سيحدث ... سأبكي غاضبًا".