الممرضة باميلا زينون تحاول انقاذ الخدج الثلاث وإجراءات المكالمات الضرورية لإخراجهم (بلال جاويش)
الممرضة باميلا زينون تحاول انقاذ الخدج الثلاث وإجراءات المكالمات الضرورية لإخراجهم (بلال جاويش)
الأربعاء 4 أغسطس 2021 / 12:35

أين وكيف أصبحت الممرضة الأيقونة بعد انفجار مرفأ بيروت؟

24 - إعداد: محمود غزيّل

بعد مرور عام على الانفجار الذي وقع داخل مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس (آب)، لا تزال محفورة في أذهان العديد من الناس داخل وخارج لبنان صور باتت أيقونة إما بسبب ارتباطها بالأبنية المتضررة أو بسبب الجراح التي تركها هذا اليوم المشؤوم أو حتى بسبب التصرفات التي ساهمت في إنقاذ حياة أناس آخرين.

وبعيداً عن التماثيل والمجسمات المثيرة للجدل التي باتت بشكل شبه يومي ترتفع خارج أسوار مرفأ بيروت، لا تزال صورة الممرضة باميلا زينون (26 عاماً) تخطر في بال كل من يستذكر يوم الرابع من أغسطس، الصورة التي ظهرت من خلالها الممرضة حاملة الخدج الثلاث وهي تحاول الاتصال للحصول على المساعدة عبر الهاتف ويظهر حواليها الدمار الذي لحق بمستشفى القديس جاورجيوس الجامعي (مستشفى الروم) الملاصق للمرفأ.


ويقول صاحب الصورة مصور وكالة "شينخوا" بلال جاويش عبر فيس بوك "لفتني هذه البطلة داخل المستشفى أثناء مسارعتها لإجراء المكالمات رغم توقف شبكة الهاتف وهي ممسكة بثلاثة أطفال حديثي الولادة ويحيطها عشرات الجثث والجرحى"، مضيفاً "خلال 16 سنة من التصوير الصحفي وتغطية الحروب، لم أرى مثل ما رأيته ذاك اليوم"، مضيفاً لاحقاً "بدت الممرضة وكأنها تحمل قوة خفية أعطتها السيطرة، والتحكم بنفسها، وإنقاذ هؤلاء الأطفال".



واليوم، بالذكرى السنوية الأولى على الانفجار الذي أودى بحياة 214 شخصاً وإصابة 6500 بجروح، وتشريد 300 ألف نسمة وتضرر 73000 شقة سكنية، انتشرت صورة فوتوغرافية التقطتها الصحافية في جريدة "النهار" رولا معوض ومعروضة اليوم داخل مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي (مستشفى الروم)، حيث تظهر الممرضة زينون مع الأطفال الرضّع الثلاثة الذين أنقذتهم وهم بصحة جيدة.



وتقول زينون أنها تتمنى إحقاق العدالة للمتضررين جراء الإنفجار وأن يشعر من فقدوا أحبائهم بشيء من الراحة ".

وتستذكر زينون اليوم المشؤوم موضحة: "هؤلاء الأطفال هم أول شيء خطر على بالي لحظة الانفجار. لقد عشت مع هؤلاء الأطفال كل يوم لمدة شهر ولم أستطع حتى أن أتخيل للحظة أنني سأغادر المكان بدونهم".



وعلى الرغم من أن الصورة التقطت داخل المستشفى التي تعمل فيها، إلا أنه بسبب الأضرار التي لحقت بالمبنى، فقد اضطرت إلى سحب الأطفال الثلاثة من الحاضنات والذهاب بهم مشياً على قدميها إلى مستشفى آخر لإعطائهم العناية المطلوبة حيث يتم العثور على أوليائهم.

وتشير زينون إلى أنه بجانب استكمال دراستها للحصول على شهادة الماجستير في إدارة المستشفيات، فقد تلقت العديد من عروض العمل لاسيما من دولة الإمارات والسعودية والكويت نظراً لشجاعتها، لكنها تشدد على أنها لا تريد أن تغادر البلاد "لقد سبق أن مررنا بأسوأ اللحظات".