الحكومة اليابانية تبدأ في مواجهة الأمر الواقع بعد انتهاء "الحمى الأولمبية"

وعلقت صحيفة أساهي شيمبون اليابانية في افتتاحية عددها الصادر اليوم الإثنين على الوضع الراهن في اليابان فيما يتعلق بأزمة جائحة كورونا.

وذكرت صحيفة أساهي وهي أحد رعاة أولمبياد طوكيو، أن سوء الإدارة من جانب حكومة رئيس الوزراء يوشيهيدي سوجا و"التأجيل القسري لدورة الألعاب تسبباً في تعميق فقدان الثقة وانقسام المجتمع"، مشيرة إلى أن إصلاح ذلك يمثل التحدي الأكبر الذي يواجهه رجال السياسة".

من جانبها كتبت وكالة أنباء "كيودو" اليابانية أنه نظرا لهذه الجهود الخاصة بتنظيم الأولمبياد وسط الأزمة العالمية للجائحة، منحت اللجنة الأولمبية الدولية سوجا وسيكو هاشيموتو رئيسة اللجنة المنظمة للأولمبياد ميداليات ذهبية شرفية، ولكن بحسب "كيودو" فإن سوجا كان أبعد ما يكون عن الذهب.

زيادة أعداد الحالات المصابة بكورونا خلال دورة الألعاب "كانت فشلاً سياسياً" لحكومة سوجا، بحسب ما قال إيواو أوساكا أستاذ العلاقات السياسية بجامعة كومازاوا في طوكيو.

وأسدل الستار على الأولمبياد بعد تسجيل 430 إصابة بالعدوى في صفوف المعنيين بالأولمبياد، لكن الأعداد زادت بشكل هائل في باقي نواحي طوكيو خلال دورة الألعاب، وأغلب هذه الإصابات جاءت نتيجة تفشي متحور دلتا.

وتزامناً مع حفل ختام الأولمبياد، تم تسجيل 4066 إصابة جديدة بالعدوى في طوكيو الأحد، وهو اليوم الخامس عشر على التوالي الذي تتجاوز فيه الإصابات الجديدة حاجز الـ4000 حالة.

وشهدت اليابان خلال اليوم الأول من الأولمبياد في 23 تيوليو (تموز) الماضي، تسجيل 1359 حالة إصابة بالعدوى.

ورغم المقاومة الهائلة من جانب الشعب الياباني، قررت الحكومة تنظيم الأولمبياد بعد تأجيلها لمدة عام بسبب الجائحة، مع حظر حضور الجماهير.

ووسط مدرجات خالية من الجماهير كان التحدي بالنسبة للرياضيين يتمثل في كيفية صناعة الأجواء الحماسية، وفي أغلب الحالات نجحوا في إشعال حماس الجماهير التي تتابع الفعاليات عبر شاشات التلفاز.

وانتقد الخبراء في اليابان فشل حكومة سوجا في زيادة الوعي بالجائحة وسط العامة خلال الأولمبياد، ونتيجة لذلك تزايدت حالات الإصابة بالعدوى بشكل كبير وسط انتشار متحور دلتا بين أفراد الشعب.

وأشار يو يوشيياما الباحث في مجال السياسة في جامعة طوكيو "ثقة الناس في الحكومة انهارت".

ومع تبقي أيام قليلة على انطلاق دورة الألعاب الباراليمبية تبين إصابة رياضي من غانا بفيروس كورونا، بحسب ما ذكرته محطة "ان اتش كيه" التلفزيونية اليابانية اليوم الإثنين.

ومع ذلك لاتزال اللجنة المنظمة تخطط لاستضافة الألعاب الباراليمبية في حضور الجماهير.

ومباشرة بعد الألعاب الباراليمبية ستنتهي ولاية حكومة سوجا، وتقام انتخابات جديدة في 21 أكتوبر (تشرين الأول)، على أقصى تقدير، ويتوقع المحللون السياسيون في اليابان أن يخسر الحزب الليبرالي الديمقراطي التابع له سوجا، مقاعد في الانتخابات.

ولكن، نظرًا لتشرذم المعارضة وحالة اللامبالاة السياسية بين الناخبين، فمن غير المحتمل أن يخسر الحزب أغلبية مقاعده في مجلس النواب.