إنفوغراف 24
إنفوغراف 24
الثلاثاء 24 أغسطس 2021 / 08:01

إنفوغراف| أقليات أفغانية تحت سلطة طالبان

24. إعداد: شادية سرحان وناصر بخيت

عقب عودة حركة طالبان إلى حكم الأراضي الأفغانية، تجددت مخاوف أبناء الأقليات في أفغانستان على مستقبل المكونات والأقليات العرقية والقومية والدينية والمذهبية الكثيرة، وتضم أفغانستان أقليات عدة مثل الطاجيك، والهزاره، والأوزبك، والبلوش وغيرهم، فضلاً عن المذهبين السني والشيعي، إلى جانب أقليات مسيحية ودينية مختلفة، ما جعل الانقسامات تحدياً دائماً للاستقرار السياسي.

وتتكون أفغانستان من 34 ولاية ويتوزع سكانها على 14 عرقية أكبرها البشتون الذين ينحدر منهم أغلب مقاتلي طالبان، ويلي البشتون في الترتيب الطاجيك، فيما يشكل الأوزبك، والهزارة، الشيعة، أقليات لا يُستهان بها، لكنها لا تتجاوز 10% لكل منهما، بجانب أقليات أخرى صغيرة بينها التركمان والعرب بنحو 2.5%.

ويشكل المسلمون السنة 90% من الأفغان البالغ عددهم 40 مليون، ورغم غياب إحصائيات رسمية، واقتصار الأرقام على تقارير إعلامية وحقوقية، يتقاسم الشيعة والأقليات الصغيرة التي من بينها السيخ والهندوس وغيرهم النسبة الباقية.

وبجانب الشيعة، يوجد المئات من السيخ، والهندوس، متفرقين على ولايتي كابول وجلال أباد، وحسب تقرير لقناة "طلوع" الأفغانية هبط عددهم بـ99% منذ السبعينيات، فبعد أن كان العدد يقارب الربع مليون، فر أغلبهم للهند وعدد من دول أوروبا إبان الغزو الأمريكي لأفغانستان، ليتراجع عددهم بشكل كبير.

وحسب وكالة "فرانس برس"، حلت أفغانستان، في العام الماضي، في المركز الرابع بين أخطر بلدان العالم في مؤشر الشعوب المهددة الذي أعدته مجموعة حقوق الأقليات الدولية، وأفادت بأن جميع المجموعات الإقنية فيها تواجه خطر اضطهاد عنيف منهجي وقتل جماعي.

وفيما يأتي لمحة موجزة عن المجموعات الإثنية الرئيسية في أفغانستان:

البشتون
البشتون هم أكبر مجموعة إتنية في أفغانستان، ويشكلون أكثر من 42% من السكان. وهيمنت هذه المجموعة التي يغلب عليها السنة، وتتحدث البشتو، على المؤسسات السياسية الأفغانية، منذ القرن الـ18.

وشدد العديد من قادة البشتون على مر السنوات على "الأحقية في حكم" أفغانستان، ما أثار غضب المجموعات الإثنية الأخرى.

ومعظم المنتمين إلى حركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان للمرة الثانية بعد حكمها من 1996 إلى 2001، من البشتون.

والرئيسان السابقان، حميد كرزاي وأشرف غني، من البشتون.

الطاجيك
هم ثاني أكبر مجموعة أقلية في أفغانستان، ويشكلون أكثر من ربع عدد السكان. واللغة الرئيسية التي يستخدمها الطاجيك، هي فرع من الفارسية تسمى داري، وهي أيضا لغة مشتركة في أفغانستان.

وتتوزع المجموعة بشكل رئيسي في شمال البلاد وغربها، ولها معاقل في وادي بانشير ومدينة هرات، وبعض الولايات الشمالية.

ويشتهر وادي بانشير بمقاومته للاحتلال ليس فقط السوفياتي في الثمانينات بل أيضاً نظام طالبان السابق.

ويتصدر القائد الراحل أحمد شاه مسعود الذي يحمل لقب "أسد بانشير" والذي حارب الجيش الأحمر وطالبان، قائمة قيادات بارزة من الأفغان الطاجيك. وعلى القائمة أيضاً برهان الدين رباني وهو طاجيكي تولى رئاسة البلاد بين 1992 و1996، قبل سقوط كابول في أيدي طالبان.

أما عبد الله عبد الله، الرئيس التنفيذي السابق ومفاوض السلام الرئيسي عن النظام الأفغاني السابق، فهو مختلط الإثنية، بشتوني-طاجيكي، لكن ينظر إليه على نطاق واسع على أنه طاجيكي.

الهزارة
أقلية الهزارة التي يُعتقد أن لها أصولا بين شعوب آسيا الوسطى والشعوب التركية، تشكل حوالى 10% من السكان وتتمركز أساسا في وسط أفغانستان. وتتحدث الداري، وغالبيتها من الشيعة.

واجهت هذه المجموعة اضطهاداً وتمييزاً عنيفين في أفغانستان على أساس الدين والإثنية لأكثر من قرن. وتعرضت لمذابح في ظل مختلف الحكومات الأفغانية في العقود الأخيرة، خاصةً  في ظل حكم طالبان. كما استهدف متشددون آخرون في أفغانستان، مثل تنظيم داعش الهزارة بهجمات قاتلة، لم توفر حتى مدارسهم ومستشفياتهم.

الأوزبك
يشكل الأوزبك الأفغان أيضا حوالى 10% من السكان، ويوجدون خاصةً في شمال البلاد قرب الحدود مع أوزبكستان. وهذه الأقلية، من الشعوب الناطقة بالتركية، معظمها من المسلمين السنة.

ومن بين أشهر الأوزبك الأفغان، أمير الحرب عبد الرشيد دوستم الذي حارب مع السوفيات ضد المجاهدين قبل أن يغير ولاءه، ويؤسس معقله في مدينة مزار شريف في شمال البلاد، وكان شخصية بارزة في التحالف الشمالي الذي ساعد على إنهاء حكم طالبان بعد الغزو الأمريكي في 2001، وانضم لاحقاً إلى إدارة غني نائباً أولاً للرئيس. وفر إلى أوزبكستان عندما سقطت مزار شريف في يد طالبان في أغسطس (آب) الجاري.

أقليات أصغر
اعترف الدستور الأفغاني في 2004 رسمياً بأكثر من 12 أقلية، إضافة إلى المجموعات الأربع الكبرى، بما يشمل شعوب إيماق البدوية، والتركمان والبلوش، وشعب النورستانيين، في شمال شرق أفغانستان.

ورغم محاولة طالبان إقناع السكان بأنها غيرت نهجها، وأنها سوف تكون أكثر انفتاحاً من السابق في حكم البلاد، لم تفلح الحركة في وقف تدفق آلاف المواطنين الأفغان لمغادرة البلاد، غير مقتنعين بهذه الوعود، فيما سارعت المنظمات الحقوقية في الدعوة إلى ضرورة ضمان حقوق الإنسان واحترام التنوع العرقي واللغوي والديني في المجتمع الأفغاني، وعدم تهميش أي من مكوناته، والمساواة بينهم على أساس مبدأ المواطنة، فيما دعا مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة التزام الأطراف الأفغانية بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان ووقف جميع التجاوزات والانتهاكات.