إحدى جلسات التفاوض على الاتفاق النووي الإيراني.(أرشيف)
إحدى جلسات التفاوض على الاتفاق النووي الإيراني.(أرشيف)
الأحد 19 سبتمبر 2021 / 09:53

ماذا وراء مماطلة إيران في العودة إلى المفاوضات؟

24-زياد الأشقر

كان الأمريكيون في يونيو (حزيران) واثقين من إنعقاد جولة أخرى من مفاوضات فيينا، وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" في حينه، أن أحد المفاوضين الأمريكيين البارزين ترك ثيابه في مخزن الفندق في فيينا. لكن المفاوضات معلقة الآن بين الجانبين، ومضى على ثياب المفاوض في فيينا أكثر من 80 يوماً.

بخلاف الإدارة السابقة في إيران، فإن مستشاري رئيسي للسياسة الخارجية هم من أشد المعارضين للتقارب مع الغرب، إنسجاماً مع الخط الإيديولوجي الإيراني المعادي أميركا

وجمد النظام الإيراني المفاوضات التي كان يجريها الرئيس السابق حسن روحاني، في الأيام الأخيرة من رئاسته. ومذذاك، تم إرجاء المفاوضات في إنتظار الإدارة الإيرانية الجديدة.

والرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي وهو محافظ تتلمذ على يد المرشد الأعلى علي خامنئي، تم إنتخابه بنسبة 61.95 في المئة من الأصوات في يونيو، وتسلم مهام منصبه في 3 أغسطس (آب) 2021.

وقال رئيسي في خطاب لدى تسلمه منصبه إن "العقوبات يجب أن ترفع، وندعم أي خطة ديبلوسية لتحقيق هذا الهدف".
كتوب محمد جواد موسوي زادة في موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي، أنه بينما كان الديبلوماسيون الأمريكيون يتهيأون لمعاودة المفاوضات قبل أربعين يوماً عندما تولى رئيسي مهامه، كان الإدارة الجديدة في طهران تعلق كل شيء حتى تعين وزراءها وتحدد سياساتها.

وتحتاج إيران إلى المفاوضات مع الغرب للتخفيف من العقوبات التي تشل إقتصادها. وقد جعل رئيسي من الإقتصاد في مقدمة جدول أعماله. لكن إيران ليست في عجلة من أمرها لمعاودة المفاوضات، ولكن لا أحد قادر على فك فك لغز عدم ذهاب إيران إلى التفاوض بسرعة مع القوى الدولية.

بين شهرين إلى ثلاثة أشهر
ومؤخراً، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أنه سيستغرق الحكومة الجديدة ما بين شهرين إلى ثلاثة لتتولى مسؤولياتها ووضع خطة لأي قرار.

ويعتقد بعض المراقبين أن إيران تستفيد من إضاعة الوقت وتستمر في بناء رافعة لطاولة المفاوضات من خلال زيادة كمية الأورانيوم المخصب لديها وتقييد عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفضلاً عن ذلك، يتوقع بعض الخبراء، أن البرنامج النووي الإيراني هو في أكثر مراحله تقدماً لإنتاج أسلحة نووية، وأن النظام يخطط للعودة إلى المفاوضات بمزيد من التأخير، مع مكاسب للتفاوض عليها.

مستشارو رئيسي
وبخلاف الإدارة السابقة في إيران، فإن مستشاري رئيسي للسياسة الخارجية هم من أشد المعارضين للتقارب مع الغرب، إنسجاماً مع الخط الإيديولوجي الإيراني المعادي أميركا والذي تأسس عام 1979.

إن سياسة الحكومة الخارجية لم تبدأ من خطة العمل المشتركة الشاملة، ولن تكون محددة بالإتفاق. وبعد الإنتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو، قال رئيسي في أول مؤتمر صحافي: "لن نربط الإتفاق بالشروط الإقتصادية".

ويبدو أن إدارة رئيسي تحاول أن تظهر أن التفاوض مع الغرب ليس أولوية على أجندة السياسة الخارجية لإيران. ومع ذلك، فإن عدم الرغبة الإيرانية في معاودة المفاوضات، قد تسببت بإستفزاز قادة العالم، الذين ينتظرون معاودتها.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن "إيران يجب أن تعاود المفاوضات بسرعة للتوصل إلى خلاصة، ووضع حد، من دون تأخير، لكل النشاطات النووية التي تنتهك اتفاق (2015)".

إسرائيل تحشد

وإلى ذلك، فإن إسرائيل، عدوة إيران، قد حشدت المجموعة الدولية ضد مزيد من التأخير الإيراني في العودة إلى المفاوضات. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت خلال إجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي في 12 سبتمبر (أيلول)، إن إيران "تماطل، ويجب أن نحدد لها مهلة قاطعة".

إلى ذلك، سرعت إسرائيل مؤخراً من خططها لضرب إيران وهددت بعمل سري ضدها. وفي مقابلة مع موقع "واللا" الإسرائيلي الإخباري، قال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، إن الإستعدادات لمثل هكذا ضربة قد تم تكثيفها. ولفت إلى أن "جزءاً مهماً من الموازنة المعززة لوزارة الدفاع، كما تم الإتفاق عليه مؤخراً، كان الهدف منها العمل على تقليل الحضور الإيراني في الشرق الأوسط".