غواصة أوسترالية.(أرشيف)
غواصة أوسترالية.(أرشيف)
الأحد 19 سبتمبر 2021 / 11:18

بايدن يخيّب الحلفاء: لا يختلف عن ترامب

تولى الرئيس جو بايدن منصبه واعداً باستعادة الكفاءة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة بعد أربع سنوات من ديبلوماسية سلفه دونالد ترامب والتي كانت قائمة على "إلقاء القنابل".

المشكلة هي التنفيذ الذي شابته أخطاء من النوع التي أكد فريق بايدن للجميع أنه لن يرتكبها

ولكن بعد ثمانية أشهر، أثارت سلسلة من الأخطاء غضب الحلفاء، وانتقادات حتى من المؤيدين وأثارت مخاوف من أن بايدن ليس متمكناً في الشؤون الدولية كما هو معلن. وحتى بعد ظهر الجمعة، استدعت فرنسا سفيرها في واشنطن، في تصعيد دراماتيكي للتوتر بين الحليفين.

إلغاء صفقة الغواصات

وكان السبب الأكثر إلحاحاً لاستياء فرنسا هو قرار أستراليا إلغاء عقد غواصة بقيمة 66 مليار دولار لصالح تكنولوجيا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. واستدعت فرنسا سفيرها في أستراليا أيضاً، لكن المسؤولين شعروا بالاستياء بشكل خاص لأن الولايات المتحدة لم تبلغ أقدم حليف لها سلفاً بأن الصفقة قيد التنفيذ.

وقال وزير الخارجية جان- إيف لودريان في بيان إن قرار الغواصات كان سلوكًا غير مقبول يعكّر "مفهومنا عن تحالفاتنا وشراكاتنا وأهمية منطقة المحيطين الهندي والهادئ لأوروبا".

تجاهل الغضب الفرنسي
وكتب نيك فادهامس في موقع "بلومبرغ" أن العديد من المسؤولين الأمريكيين تجاهلوا الغضب الفرنسي ووصفوه بأنه أكثر بقليل من تكدّر وموقف انتخابي قبل الاستحقاق الرئاسي العام المقبل. لكن خطوة استدعاء السفير فيليب إتيان أظهرت مدى سوء تقدير إدارة بايدن للرد الفرنسي. كما أنه يتناسب مع نمط أوسع جعل فيه بايدن حلفا بلاده، رغم تعهداته المتكررة بوضعهم في قلب السياسة الخارجية الأمريكية، يشعرون بالهلع والغضب.


وقالت سيليا بيلين، الزميلة الزائرة في مركز الولايات المتحدة وأوروبا في معهد بروكينغز: "عليك أن تتوقع المزيد من التحركات الأمريكية الأحادية   عندما يخدم ذلك مصلحتهم على الرغم من كلماتهم الطيبة للحلفاء..أعتقد أن الأوروبيين يشعرون بأنهم قد تم اعتبارهم أمراً مسلماً به".

فحتى قبل قرار الغواصة، جادل النقاد في أوروبا بأن تصرفات بايدن تجاه أوروبا لا تتوافق مع تعهداته بالصداقة. لقد أزعج حلفاء الناتو بقراره المضي في الانسحاب السريع من أفغانستان، والذي تسارعت وتيرته بسبب استيلاء طالبان السريع على السلطة.

قيود السفر

وكانت الدول الأوروبية، بما في ذلك فرنسا، غاضبة أيضاً طوال الصيف بشأن رفض بايدن رفع قيود السفر المتعلقة بفيروس كورونا على الرحلات الجوية من القارة، رغم أن أوروبا كانت تسمح للأمريكيين بالزيارة.

وغادر بايدن بولندا وأوكرانيا وهو يشعر بأنه منبوذ بسبب التخلي عن الجهود المبذولة لوقف خط أنابيب الغاز نورد "ستريم 2" من روسيا إلى ألمانيا، والذي قال النقاد إنه سيقوض الأمن الأوروبي.

أخطاء تعهد بعدم ارتكابها
وبالنسبة لبعض الحلفاء، لم تكن سياسة الولايات المتحدة هي المشكلة: فقليلون لم يوافقوا على أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب في أفغانستان أو، في حالة صفقة الغواصات، لتعزيز القدرات العسكرية لمواجهة الصين في الهند-المحيط الهادئ. ولكن المشكلة هي التنفيذ الذي شابته أخطاء من النوع التي أكد فريق بايدن للجميع أنه لن يرتكبها.

ورفض بعض المسؤولين الأمريكيين سراً غضب لودريان العلني ووصفوه بأنه نوبة غضب، وأطلقوا النكات حول التفاهة الفرنسية عندما ألغت السفارة في واشنطن حفلاً كان مقرراً الجمعة الماضي. والأخطر من ذلك، مجادلة الأمريكيين بأنها مسؤولية أستراليا إبلاغ فرنسا بقرارها.

ويلفت الكاتب إلى أن لودريان هو وزير دفاع سابق ساعد شخصياً في التفاوض على صفقة الغواصات الأسترالية، وكان المشروع يعني وظائف لبلدته، لوريان. وسبق لأستراليا أن أبدت مخاوف من أن المشروع كان يتحرك ببطء، وأن الغواصات لن تكون متقدمة بما فيه الكفاية.

وعندما سئلت عن موقف بايدن من تصريح لودريان، أجابت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن "الرئيس لا يفكر في الأمر كثيراً".