شاحنات محملة بالوقود الإيراني تدخل إلى لبنان (أرشيف)
شاحنات محملة بالوقود الإيراني تدخل إلى لبنان (أرشيف)
الأحد 19 سبتمبر 2021 / 18:20

النفط الإيراني في لبنان.. تجارة الميليشيات للتربح وإذكاء الصراع

بالتأكيد ناقلات النفط الإيرانية التي توصل الوقود إلى لبنان عبر المرافئ السورية ليست بالأمر العادي، وهي أكبر من "أمر إنساني" كما يحاول حزب الله تصوير حركة إدخال المحروقات عبر الصهاريج، إنها حرب جديدة تقودها الميليشيات في المنطقة ويكون كالعادة أول ضحاياها اللبنانيين والسوريين.

خلال الساعات الماضية نقلت وسائل إعلام لبنانية عن مصادر مطلعة، أن رئيس الحكومة الجديدة، نجيب ميقاتي، لم يطلب أي شحنة وقود من إيران، لحل أزمة المحروقات الخانقة.

ويأتي ذلك بعدما ذكر مسؤولون إيرانيون بأن طهران أرسلت شحنات الوقود إلى لبنان عن طريق سوريا، بناء لطلب من السلطات اللبنانية.

وكان ميقاتي اعتبر في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأمريكية، قبل يومين، بأن شحنة الوقود التي أدخلتها ميليشيات حزب الله إلى البلاد "انتهاك لسيادة لبنان". قائلاً: "أنا حزين بسبب انتهاك سيادة لبنان".

لكنه أضاف "ليس لدي خوف من عقوبات على لبنان، لأن العملية تمت بمعزل عن الحكومة"، التي قالت إنها لم تتلق طلباً للسماح باستيراد الوقود، رغم أن مسؤول بالخارجية الإيرانية قال إن النفط أدخل لبنان بطلب من حكومته.

إذا، ليس عادياً الإعلان الإيراني عن إرسال النفط بطلب من بيروت، بالنسبة لطهران طالما حزب الله هو الآمر الناهي في لبنان فذلك يعني أنه الحكومة والسلطة، ولن يكون هناك سلطة أعلى منه.

وكانت الميليشيات الموالية لطهران، بدأت الخميس الماضي بجلب شاحنات تحمل وقوداً إيرانياً إلى لبنان. ورست حاملة ناقلة وقود إيرانية في سوريا، قبل أن يتم تفريغ حمولتها في الشاحنات.

مصادر اقتصادية في بيروت لفتت خلال حديثها مع موقع "24"، إلى كذبة اخترعتها الميليشيات، وهي إعلان اهتمامها بوضع الفقراء والمؤسسات الإنسانية، ولكن كما ظهر لاحقاً، فإن الميليشيات غطت بإدخال النفط الإيراني المدفوع ثمنه من جيوب اللبنانيين على الإعلان عن وصول ناقلة نفط عراقية كبيرة، تنقل المواد الكافية لتشغيل محطات الكهرباء، وهي مواد تبرع بها الشعب العراقي عبر حكومة مصطفى الكاظمي للبنان للمساهمة بوقف الانهيار.

كذلك تنبه المصادر إلى أن حزب الله لا يوزع المحروقات بالمجان كما أوحى زعيمه حسن نصرالله حين أعلن عن استقدام النفط الإيراني، بل هي تباع بأسعار السوق، ما يعني أنها تحقق أرباحا للميليشيات لتستمر بعملها التخريبي في دول الإقليم وفي لبنان وسوريا على الخصوص.