عناصر من حزب الله اللبناني (أرشيف)
عناصر من حزب الله اللبناني (أرشيف)
الإثنين 20 سبتمبر 2021 / 19:22

قبل الجلسة النيابية.. حكومة لبنان تحظى بـ"ثقة" الميليشيات وحلفائها

تكتمل "مسرحية" تشكيل حكومة لبنان، مجلس نيابي يجتمع، وينقطع التيار الكهربائي، يختلف اثنين من النواب، يرتفع صوتهم، فيتدخل "المصلحون" لتأخذ الحكومة الثقة على بيانها الوزاري المؤلف من صفحتين فقط. حكومة لولا بعض الأسماء "المعادية" فيها للميليشيات لأمكن القول إنها حكومة جهاز أمن حزب الله المعروف باسم "الأمن المضاد".

وسبق جلسة الثقة النيابية جلسات سريعة للوزراء لوضع الخطوط العامة لبيانهم الوزاري، لا يوجد فيه أكثر من بعض المعلومات يمكن لأي حكومة "مدرسية" وضعها كخطوط عامة جداً تتعلق بالفقر والبيئة والشؤون الاجتماعية وتطوير الكهرباء، أفكار سهلة يمكن تحقيقها في أي مكان بسرعة البرق، إلا في لبنان حيث يسيطر الفساد والهدر وسلاح الميليشيات.

وبالنسبة للتيار الكهربائي، أكدت مصادر وزارية في حكومة نجيب ميقاتي خلال حديثها إلى موقع "24"، استيائها من أفكار "حل الأزمة" التي طرحها وزير الطاقة المحسوب على "التيار الوطني الحر" الذي يرأسه جبران باسيل صهر رئيس الجمهورية.

وأشار المصدر إلى أن وزير الطاقة وليد فياض اقترح استئجار عدد جديد من بواخر إنتاج الطاقة من تركيا لحل أزمة الكهرباء، وتمويل المشروع من دفعة صندوق النقد الدولي للبناني، التي قدمها الصندوق لحل مشكلة الأدوية من الأسواق ومواجهة جائحة كورونا، وليست للصرف على مشاريع أثبتت فشلها خلال الأعوام الماضية وكلفت اللبنانيين مليارات الدولارات استفادت منها الشركات التركية وبعض المسؤولين اللبنانيين.

كهرباء جلسة الثقة
قبل بدء جلسة الثقة النيابية بحكومة ميقاتي، انقطع التيار الكهربائي، وكادت أن تطير الجلسة ولكن، تدخل حزب الله سريعاً لإنقاذ حكومته عبر إرسال صهريج لنقل المحروقات، ومعه مولدين للكهرباء. وبسرعة تلقف "المبادرة" أحد مسؤولي الميليشيات ليعلن "نصراً" جديداً يتجلى بتوفير الإضاءة ومكيف لقصر الاونيسكو حيث عقدت جلسة مجلس النواب لمناقشة البيان الوزاري.

وففق المصدر الوزاري، فإن الميليشيات أرادت أن تبلغ اللبنانيين أنها هي من ستكون المسؤولة عن تسيير أعمالهم، مثلما يفعل الحوثيين في اليمن، أو ميليشيات الحشد الشعبي في بعض مناطق سيطرتها بالعراق.

كأنما أرادت الميليشيات أيضاً أن تقول للبنانيين أن "الوقود الإيراني" الذي عليه عقوبات أميركية ليس فقط لاستعمالها، بل أيضاً لتسيير الدولة اللبنانية ووضعها بمواجهة مع المجتمع الدولي.

وخطوات حزب الله دفعت الأمانة العام لمجلس النواب، لإصدار بيان، نفت فيه استقدام المازوت، لكن من دون أن توضح كيف عولج "العطل الكهربائي"، وأبقت الأمر ضبابياً.

ورغم ذلك استمرت إيحاءات حزب الله بأنه المسؤول عن إنارة البرلمان، وهو المساهم في تسيير المرافق العامة، ويؤمن الدعم للحكومة التي لا يمكن أن تستهل عملها، من دون موافقة الميليشيات.