الثلاثاء 21 سبتمبر 2021 / 12:09

ذا هيل: بايدن لم يلتزم بوعوده حيال الحلفاء

اعتبر الباحثان مورغان شالفانت وبريت صاموئيل أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يتلزم بوعوده بتعزيز العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة، حيث تجلّى ذلك في تحركاته الأخيرة التي أثارت القلق.

على بايدن وصف ما حدث في أفغانستان بطرق واقعية، ولكن أيضاً محاولة توضيح أن هذا ظرف استثنائي، ولا ينذر بانسحاب الأمريكيين من العالم أو الشرق الأوسط بأكمله

وأشار الباحثان، في تقرير لصحيفة "ذا هيل" الأمريكية، إلى أن فرنسا تشعر الآن بالغضب من الشراكة الجديدة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا بشأن الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، فيما جعل الانسحاب الفوضوي من أفغانستان الحلفاء يتشكّكون في التزامات واشنطن الخارجية.
وأضافا أن الأوروبيين محبطون أيضاً من قرار الإدارة الأمريكية بالإبقاء على قيود السفر المتعلقة بفيروس كورونا، حتى مع فتح البلدان حدودها أمام الأمريكيين الذين تلقّوا اللقاح.

جهود بايدن تتعقّد
ويُصرّ البيت الأبيض على أن بايدن يُقدّر شراكات الولايات المتحدة مع حلفائها، ويلتزم بتعزيز تلك الروابط، خاصة بعد أربع سنوات من اختبار الرئيس السابق دونالد ترامب، لتلك العلاقات "بطبيعته القتالية وسياسة أمريكا أولاً". لكنّ التطورات الأخيرة، تُعقّد جهود بايدن بشكل كبير، لا سيما مع الحلفاء الأوروبيين.
وقال ريتشارد فونتين، الرئيس التنفيذي لمركز الأمن الأمريكي: "لا يمكنك أبداً إبقاء جميع الحلفاء سعداء في كل مكان طوال الوقت، والسياسة الخارجية تدور حول إجراء المقايضات وإدارة المخاطر، واغتنام الفرص والتلاعب بها".

وعن صفقة الغواصات الأسترالية، قال: "لا أعتقد أن هذه نكسة لنا... أعتقد أن هذه خطوة كبيرة إلى الأمام، لكن لها انتكاسات واضحة على الجانب الفرنسي والأوروبي".

فرصة ضائعة
ويعتقد الخبراء والمسؤولون السابقون أن الاتفاقية الثلاثية الجديدة، هي خطوة مهمة بالنظر إلى القوة العسكرية المتنامية للصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، على الرغم من أن البيت الأبيض يرى أن الاتفاقية ليست استجابة لدولة واحدة.

وجعل بايدن مواجهة النفوذ الصيني محوراً رئيسياً لسياسته الخارجية، وستعمل الاتفاقية على تعميق العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، وتقويض الميزة الإقليمية العسكرية لبكين.

بدورها، أشادت إيفلين فاركاس، التي شغلت منصب نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، أن الاتفاق "خطوة مناسبة لردع الصين"، لكنها "فرصة ضائعة" لعدم إدراج الفرنسيين في هذه الشراكة الإستراتيجية.

وأضافت: "من الواضح أن هذه ليست أحادية الجانب، كما فعلنا في ظل الإدارة السابقة"، مشيرة إلى أن بايدن على عكس ترامب، ليس "متهوراً".

طريقة اشكالية
ورأى تشارلز كوبتشان، المدير السابق للشؤون الاوروبية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، أن طريقة طرح الاتفاقية الجديدة -رغم حسن النية- كان "إشكالياً".

وقال: "في نهاية المطاف، من أجل الوقوف بوجه الصين في جميع المجالات، فإن أفضل رهان لأمريكا، هو تحالف واسع النطاق من الديمقراطيات، وهذا الاتفاق يعطي قوة للتحالف".

لكن بأي ثمن؟ يُجيب كوبتشان أنه "كان ينبغي القيام بمزيد من الواجبات المنزلية كحد أدنى لإبلاغ الأوروبيين، أن هذه المبادرة كانت على وشك الحدوث، وربما حتى للحصول على مزيد من المشاركة الأوروبية".

إحباط أوروبي
ويتطلّع المسؤولون الأمريكيون أيضاً إلى طمأنة الحلفاء القلقين بعد الانسحاب من أفغانستان. وقال بريت بروين، الذي خدم في البيت الأبيض خلال إدارة أوباما، قوله إن بعض الدبلوماسيين الأوروبيين أعربوا عن إحباطهم من أن بايدن وفريقه لم يمضوا وقتاً كافياً في الاجتماع أو التحدث مع الحلفاء، خاصّة بعدما اعتبروا الانسحاب من أفغانستان "خطوة أحادية الجانب" من قبل الولايات المتحدة.

وأضاف بروين أن "القادة الحلفاء يريدون أن تُتاح لهم الفرصة للتعبير عن مظالمهم ومخاوفهم، وأيضاً الشعور بأن بايدن يستمع إليهم".

هل تبحث الدول عن بديل قيادي؟
ويعقد بايدن هذا الاسبوع اجتماعات ستكون بمثابة فرصًا لتبديد بعض مخاوف الحلفاء بشكل مباشر.
وقال فونتين إنه سيكون من المهم بشكل خاص أن يحاول بايدن طمأنة الشركاء في أوروبا، حيث يتطلب الأمر "درجة أعلى من صيانة التحالف"، مضيفاً: "على بايدن وصف ما حدث في أفغانستان بطرق واقعية، ولكن أيضاً محاولة توضيح أن هذا ظرف استثنائي، ولا ينذر بانسحاب الأمريكيين من العالم أو الشرق الأوسط بأكمله".