محمد القايد (وام)
محمد القايد (وام)
الثلاثاء 21 سبتمبر 2021 / 14:38

محمد القايد: التضحيات.. الطريق الوحيد لتحقيق الإنجازات الكبرى

أكد البطل الإماراتي محمد القايد صاحب فضية طوكيو لمسافة 800 متر للكراسي المتحركة، وبرونزية البطولة نفسها في مسافة 100 متر، أن التضحيات هي الطريق الوحيد لتحقيق الإنجازات الكبرى، وأنه لولا معسكر الـ7 أشهر المتصلة في تايلاند قبل منافسات طوكيو بعيداً عن بيته وأسرته، ما كان قد وصل إلى المستوى الذي دخل به المنافسات ولما حقق الإنجازات، مشيراً إلى أن الكثير من التحديات قد واجهته قبل وأثناء دورة طوكيو، وأن الإصرار على النجاح، والتمسك بالأمل، والثقة بالنفس كلها عوامل لها قيمتها في رسم ملامح الإنجاز.

وقال محمد القايد: " شعوري بالفرحة كان كبيراً بعد الميدالية البرونزية الأولى في طوكيو لأنها كانت أول إنجاز لبعثة الإمارات، خصوصاً أنها تحققت في ظل ظروف صعبة واجهتنا في مراحل الإعداد على خلفية جائحة كورونا، كما أنه لم يسمح لنا لأول مرة في تاريخ الأولمبياد بالتدريب على ميادين التنافس ولو لمرة واحدة قبل المنافسات، في الوقت نفسه الذي كانت فيه الأمطار تتساقط من آن لآخر لتؤثر على الحركة والاندفاع والسباق، وبالإضافة إلى ذلك فإن الميدالية في مسافة 100 متر كانت بشارة خير لي حيث أن الـ100 متر لم تكن ضمن المسافات التي أحرزت فيها إنجاز في بارالمبية ريو دي جانيرو عام 2016".

أما عن قيمة الإنجاز بالنسبة له شخصياً.. أكد القايد أن أي ميدالية في بارالمبية طوكيو تساوي الكثير فيما سواها من دورات سابقة أو لاحقة، خاصة أنها تأجلت لمدة عام، فقد كان مقرراً لها أن تقام في صيف 2020، وتأجلت إلى صيف 2021 بسبب الجائحة، وبالنسبة له شخصياً فقد تضرر كثيراً بسبب التأجيل لأنه كان قد وصل إلى قمة مستواه في نهاية 2019، حيث فاز بـ4 ميداليات ملونة في 4 فئات ببطولة العالم شهر نوفمبر (تشرين الثاتي) 2019، وعندما جاءت الجائحة توقف النشاط والتدريب لفترة لا تقل عن 6 أشهر، وتوقف السفر، وتجمدت البطولات، وبالتالي تأثر مستواه في الوقت الذي أعطى هذا التأجيل الفرصة للاعبين آخرين لم يكونوا في أفضل مستوياتهم، للاستعداد مجدداً، والتدريب بقوة لرفع مستواهم.

وعن كيفية تعامله مع هذا التحدي وماذا فعل.. قال: "لم يكن أمامي سوى خيار واحد وهو السفر إلى تايلاند والتدريب مع المنتخب التايلاندي بموجب بروتوكول التعاون المشترك بين الإمارات وتايلاند، ولذلك سافرت قبل الدورة بـ7 أشهر كاملة، وكنت أتدرب بشكل يومي مع المنتخب التايلاندي تحت قيادة المدرب الشهير سا بورت ومدربي عبيد الغربي الذي كان يزورني من وقت لآخر.. كان لابد من التضحية لأحافظ على أرقامي وأطور منها للوصول إلى المعدلات العالمية، وابتعدت عن بيتي وأسرتي طوال هذه الفترة، مضافاً إليها شهر آخر في طوكيو بالمنافسات لأكون قد أكملت 8 أشهر بعيداً عن الإمارات، ولم يتوقف الأمر عند ذلك لكني فوجئت بحدث آخر مؤسف وضعني أمام تحد صعب جديد قبل البطولة بـ 3 أشهر أثناء وجودي في المعسكر".

وتابع القائد: "قبل الدورة بـ 3 أشهر تعرض الكرسي الذي أدخل به السباقات للكسر، والكرسي بالنسبة لي مثل قدمي التي أجري عليها، لأنني كنت معتاداً عليه، وحققت به أبرز إنجازاتي، وأشعر معه بالراحة الكاملة والتفاؤل الكبير عند مشاركتي به في السباقات العالمية، وعندما فكرنا في السفر لأمريكا من أجل شراء كرسي بديل بمقاساتي، كان السفر مستحيلاً، وكذلك عندما فكرت في السفر إلى بريطانيا كان من الصعب أن أسافر أيضاً، فارتضينا بشراء الكرسي الجديد عبر الإيميل، ولم يصلني إلا قبل البطولة بشهر واحد، فلم يكن أمامي وقت طويل للتكيف معه، ومن أجل ذلك فإن فرحتي كبيرة ولا توصف بالميداليتين اللتين حققتهما في ظل هذه التحديات".

وعن تكليفه برفع علم الدولة في حفل الافتتاح الرسمي للدورة قال: "رفع علم الدولة في حدث أولمبي عالمي شرف كبير لأي رياضي وفرحتي برفع العلم كانت توازي فرحة تحقيق ميدالية، وسبق لي أن حملت علم الدولة في دورة ريو دي جانيرو، وفي ظني أن اللاعب الذي يتم ترشيحه لحمل علم الدولة تكون عليه مسؤولية كبيرة في تمثيل بلاده في الحدث، ومن واقع مسؤوليتي كنت أدعو الله أن يوفقني لتحقيق إنجاز لوطني يقودنا إلى صعود منصة التتويج، والاحتفاء بالعلم عليها أمام كل الكاميرات، وهنا أشكر اللجنة البارالمبية التي رشحتني، وأثمن ثقتهم في للمرة الثانية على التوالي في الدورة البارالمبية".

وفيما إذا كان قد وصلته مشاعر فرحة الشعب الإماراتي والمسؤولين لإنجازه في فئتي الـ 100 متر و800 متر أوضح القايد: "كان كل تركيزي في المنافسة، ولكني لمست حجم الفرحة في عيون من حولي من مسؤولي البعثة فور التتويج بالميدالية الأولى، والاتصالات التي انهالت على البعثة من كبار المسؤولين بعد الفوز، والأمر نفسه تكرر بعد الميدالية الثانية، وبالنسبة لي فإن معنى السعادة هو أن أكون سببا في إسعاد من حولي، وسبباً في رفع علم بلادي في المحافل الكبرى، العلم الذي رفعته في حفل الافتتاح والذي أحمله على قميصي وفي قلبي، والذي أعتز به في كل مكان".

وعن مجموع إنجازاته في الدورات الأولمبية وأيهما أفرب إلى قلبه.. قال: "في دورة لندن 2012 حققت ميداليتين فضية وبرونزية في سباق الـ100 متر والـ200 متر، وفي ريو دي جانيرو حققت ذهبية 800 متر، ثم فضية وبرونزية طوكيو في 800 متر و100 متر على التوالي، أما عن أقربها لقلبي فهي ميداليتي طوكيو لأنها جاءت من رحم المعاناة، وأتوجه بالشكر إلى قيادة دولة الإمارات التي توفر كل الدعم لأبنائها، وأشكر كل من دعمني وساندني في معسكري الخارجي، وخصوصاً اللجنة البارالمبية الإماراتية، ومنتخب تايلاند ومدربه سا بورت، ونادي الثقة للمعاقين الذي انتمي إليه، وأشكر عائلتي أيضاً التي ساعدتني على التركيز في تدريباتي وتحملت فترة غيابي الطويلة".

وحول خطته لدورة باريس 2024.. أضاف: "لا وقت للراحة.. لن أدخر أي جهد في الاستعداد لها بشكل جيد، ولن أتأخر في بدء برنامج الإعداد لها لأن 3 سنوات ليست كثيرة، يجب أن نعمل من الآن، ولا نضيع أي وقت، وأنا مستعد للتضحية من جديد، ويجب أن تكون إنجازاتي في لندن وريو دي جانيرو وطوكيو حافزاً لي ولكل زملائي وحتى الأسوياء في تحقيق إنجازات أولمبية ترفع علم بلادنا، وتترجم شعار قادتنا بالبحث عن الرقم واحد على المستوى العالمي، وسأستقر مع المعنيين ببرامج إعدادي على خطة التجهيز لبارالمبية باريس قبل نهاية العام الجاري للبدء فيها".