الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.(أرشيف)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.(أرشيف)
الثلاثاء 21 سبتمبر 2021 / 16:24

فرنسا تفكر بالانسحاب من القيادة العسكرية للناتو

رأت صحيفة "نيويورك تايمز" أن رد فعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد إعلان الشراكة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، يعتبر "مقامرة كبيرة"، بتوجبهه وزير الخارجية لاستخدام لغة لا ترتبط عادة بالدبلوماسية، ناهيك عن الدبلوماسية بين الحلفاء.

على الرغم من تصريحات ماكرون العام 2019 بأن الناتو "ميت سريريا"، فإن فكرة انسحاب فرنسا من حلف الناتو ستكون خطوة "راديكالية"

واندلعت أزمة بعدما أعلنت الدول الثلاث في الأسبوع الماضي، إطلاق شراكة استراتيجية لمواجهة الصين تتضمن تزويد كانبيرا بغواصات تعمل بالدفع النووي، ما استدعى رد فعل عنيفاً من باريس. وتعتبر فرنسا أن الاتفاقية، التي تأتي في الفترة التي تسبق الانتخابات الفرنسية المزمع إجراؤها في أبريل (نيسان)، بمثابة خيانة لها.

ورأت "نيويورك تايمز" أن باريس استخدمت لغة بعيدة عن الدبلوماسية، ناهيك عن الدبلوماسية بين الحلفاء. وجاء في التصريحات الفرنسية مفردات مثل "الأكاذيب"، "الازدواجية"، "الوحشية" و"الازدراء". كما استدعت فرنسا سفيرها لدى الولايات المتحدة للمرة الأولى على خلفية أزمة الغواصات النووية.وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن ماكرون اختار التصعيد قبل ستة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية.
 
الناتو
ولفتت الصحيفة إلى أن إحدى الأفكار المتداولة في أروقة الإليزيه تقضي بانسحاب فرنسا من هيكل القيادة العسكرية المتكاملة لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتي عادت للانضمام إليه عام 2009 بعد غياب دام 43 عاماً.

وعلى الرغم من تصريحات ماكرون العام 2019 بأن الناتو "ميت سريريا"، فإن فكرة انسحاب فرنسا من حلف الناتو ستكون خطوة "راديكالية".

الاتفاقية التجارية
كانت فرنسا انسحبت من هيكل القيادة العسكرية للناتو العام 1966 واقتصر تواجدها على عضوية الحلف.
وقال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، كليمنت بيون اليوم الثلاثاء، إنه سيطرح الاتفاقية التجارية والتداعيات الأمنية للاتفاق، المعروف باسم "أوكوس"، في اجتماعه مع نظرائه في بروكسل، مشيرا إلى أن فرنسا ستصر على مناقشته في قمم الاتحاد الأوروبي والاجتماعات الوزارية الشهر المقبل.

وقال بيون للصحافيين: "إنها مسألة ثقة. عندما تقطع وعداً، يكون له قيمة بين الحلفاء وبين الديمقراطيات وبين الشركاء، وفي هذه الحالة لم يحترم الوعد.. وهذا يشكل بطبيعة الحال خيانة للثقة..يجب أن نتحلى بالحزم، لا كفرنسيين بل كأوروبيين، لأن الأمر يتعلق بالطريقة التي نتعاون بها سويا كحلفاء". ورداً على سؤال حول ما إذا كانت فرنسا ستدعو إلى وقف المحادثات التجارية مع أستراليا، الجارية منذ 2018، قال بيون "هذا من بين النقاط التي يجب أن نناقشها سويا".