مؤيديون لأقصى اليمن في ألمانيا يتظاهرون ضد المستشارة أنجيلا ميركل (أرشيف)
مؤيديون لأقصى اليمن في ألمانيا يتظاهرون ضد المستشارة أنجيلا ميركل (أرشيف)
الأربعاء 22 سبتمبر 2021 / 14:57

رحيل ميركل يُفقد اليمين المتطرف الألماني توازنه

مع رحيل أنجيلا ميركل المقرر عن السلطة، سيفقد اليمين المتطرف الألماني الهدف الرئيسي الذي كان يصب عليه غضبه، وسيكون عليه تجديد ترسانته السياسية.

رغم أن استطلاعات الرأي تتوقع نتيجة سيئة لحزب "البديل من أجل ألمانيا" في الانتخابات التشريعية، إلا أن الحركة باتت راسخة بقوة في المشهد السياسي.

وشعار "ميركل يجب أن ترحل" الذي كان يكرره الحزب المناهض للهجرة والمؤسسات، سيحل محله مع مغادرة المستشارة، غضب أكثر انتشارا ومتعدد الأشكال.

يقول أبرز مرشحي الحزب في الانتخابات التشريعية في 26 سبتمبر (أيلول) تينو شروبالا، إن "رحيل المستشارة أمر جيد لأنه يخلق مجالاً للتغيير".

وأضاف، أن "نتائج عهد ميركل ستلقي بثقلها على ألمانيا لفترة طويلة، أنجيلا ميركل ستبقى أسوأ مستشارة في تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية".

ويحملها الحزب مسؤولية "الهجرة الجماعية غير الشرعية" بعد قرارها في 2015 فتح الحدود أمام اللاجئين الفارين من سوريا، والعراق، ويتهمها بـ"انتقال مكلف للطاقة" بعدما قررت في 2011 التخلي تدريجياً عن الطاقة النووية، و حتى عن"تعويم أبدي لليورو" في دول جنوب أوروبا.

هذه الاستراتيجية المناهضة لميركل، أتاحت لحزب "البديل من أجل ألمانيا" في 2017 أن يدخل بقوة إلى مجلس النواب ليصبح أكبر قوة معارضة بـ 12.6% من الأصوات.

وتقدم الحزب الذي تأسس في 2013 بناء على نهج مناهض لليورو، في استطلاعات الرأي على أساس نهج مناهض للأجانب، والإسلام لا سيما في شرق البلاد، الذي يعتبر أكثر حرماناً.

لكن هذه الاستراتيجية استنفدت. ولم يحصل الحزب سوى على 11% من النقاط في استطلاعات الرأي الأخيرة، وهو يسعى إلى تجديد نفسه.

وقال شروبالا: "فترة التركيز على شخصية ما انتهت الآن، يجب أن نهاجم البرنامج السياسي للعولمة، حتى وإن لم يحمل اسماً".

ويضيف زعيم المجموعة الصغيرة كريستوف برنت "زوكونفت هيمات" مستقبل وطن، "ميركل الشخص ليس هناك اهتمام كبير بها إنما هي تجسد نظاماً، سنستبدل سريعاً شعار ميركل يجب أن ترحل، بـلاشيت يجب أن يرحل، أو شولتز يجب أن يرحل أو بيربوك يجب أن ترحل، في إشارة إلى المرشحين الأوفر حظاً لخلافة ميركل.

ويرى أن الهدف لن يتحقق "إلا حين محو قراراتها السياسية وحين تحمل ميركل سياسياً، وإذا لزم الأمر، قضائيا المسؤولية".

يقول يان ريبي من مؤسسة مكافحة العنصرية "أماديو أنطونيو": "برفض إغلاق الحدود الألمانية عمداً في 2015 حين وصل اللاجئون إلى ألمانيا عبر المجر وطريق البلقان، أصبحت ميركل تجسد الشر في نظر اليمين المتطرف الألماني".

ويضيف المتخصص في مرصد اليمين المتطرف "سيماس" ميرو ديتريتش، أن شعار "ميركل يجب أن ترحل" كان "شعاراً ضد النظام أكثر مما هو شعار ضد شخص ميركل".

ويوضح ريبي، أن من سيخلفها "لن يكون هدفاً جيداً كما كانت ميركل، ولكن هذا لن يؤدي بالطبع إلى إضعاف دائم لليمين المتطرف".

ويضيف "سيمضون في تشويه صورة ألمانيا بصفتها ديكتاتورية، وفي اعتبار شولتز ولاشيت امتداداً لنظام ميركل. إذا أصبحت أنالينا بيربوك مستشارة فإن حقد البعض قد ينفجر" في إشارة الى مرشحة حزب الخضر التي باتت أحد الأهداف المفضلة للمشككين في قضايا المناخ.

بعيداً عن استهداف الأشخاص، على حزب "البديل من أجل ألمانيا" أن يعدل برنامجه، لأن موضوع الهجرة لم يعد يحظى باهتمام كبير كما كان عليه في 2017، وهناك 20% فقط من الألمان يعتبرونه أولوية حسب استطلاع للرأي لصحيفة "بيلد" أخيراً بفارق كبير عن أولوية إنقاذ المناخ 35%، أو رواتب التقاعد، 33%.

يضاف إلى كل ذلك الخلافات الدائمة داخل حزب "البديل من أجل ألمانيا" الذي يشهد حرباً بين شريحته الأكثر تطرفاً ومناصري اعتماد نهج أكثر ليونة، وفشله النسبي حتى الآن في الاستفادة من موجة الحركة المناهضة لوضع الكمامات، وهي كبيرة في ألمانيا.