الأربعاء 22 سبتمبر 2021 / 15:20

في الحديدة ورغم الحوثيين...يمنية تحول بيتها لمدرسة

تقدم اليمنية آمنة مهدي درساً في العلوم لطلاب وطالبات افترشوا الأرض في منزلها في قرية نائية جنوب محافظة الحديدة اليمنية المطلة على البحر الاحمر، رغم الحر والاكتظاظ.

وبالنسبة للتلامذة من الجنسين، تشكّل الدروس في منزل آمنة الفرصة الوحيدة لتعلم القراءة والكتابة في قرية المحب في مديرية التحيتا، التي تفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية بما فيها المدارس.

تعليم في ظروف صعبة
وحتى قبل بداية النزاع على السلطة الذي يمزّق اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، منذ منتصف 2014، بدأت آمنة تعليم أطفال القرية القراءة والكتابة مجاناً. وتقول: "ما دفعني إلى التعليم ارتفاع نسبة الجهل في هذه القرية وحرمان الأطفال من فرصة التعليم المنير".

وبسبب الازدحام، تقسم آمنة التلامذة إلى ثلاثة فصول، ليحصل كل فصل دراسي على ساعتين من التعليم يومياً.

ويحصل التقسيم حسب الفئات العمرية والقدرة على تحمل درجات الحرارة. ويتعلّم الأطفال القراءة، والرياضيات، والعلوم في البيت الصغير. وتعترف آمنة بأن "المكان غير مهيئ للتعليم" خاصةً في ظل أشعة الشمس الحارقة والجو الحار في المكان.

ويقول الفتى إبراهيم محب: "لم نكن نقرأ ولا نكتب ولم نتعلم. بفضل الأستاذة آمنة تعلّمنا القراءة والكتابة".

وقرر محمد إبراهيم المحب إرسال أولاده الثلاثة للتعلم هناك، قائلاً: "تعلّموا على أيديها من الصف الأول إلى الصف الرابع. الحمد لله تجاهد الأستاذة من أجل تعليمهم".

وتأمل المعلمة اليمنية في الحصول على مساعدات لتوفير صفوف حقيقية، أو حتى الحصول على مساعدة.

وتوضح "أتمنى من الجميع وأهل الخير إتمام فرحة الأطفال المحرومين من التعليم بتقديم المساعدات منها مدرسة، وكل ما يلزمها". وتضيف "منزلي الصغير لن يكفيهم، أصبح مكاناً عاماً لا أستطيع أن اخذ راحتي فيه".

ويدور النزاع في اليمن بين المتمرّدين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وجزء كبير من شمال البلاد وغربها، وحكومة يدعمها تحالف عسكري تقوده السعودية.

وأشارت الأمم المتحدة في تقديرات سابقة إلى وجود مليوني طفل تقريباً خارج المدارس حتى قبل جائحة كورونا، قائلةً إن هذا الرقم مرشح للازدياد.