الخميس 23 سبتمبر 2021 / 12:40

قبل القمة الروسية التركية... تعزيزات من أنقرة إلى إدلب

24-زياد الأشقر

أرسلت تركيا مزيداً من القوات إلى شمال غرب سوريا في الوقت الذي تستعد فيه لاجتماع حاسم مع القادة الروس في الأسبوع المقبل، ما يشير إلى تصميمها على منع أي هجوم على آخر الجبهات في سوريا.

يتوقع أن يثير أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما يلتقيه في 29 سبتمبر(أيلول) فضلاً عن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مسألة التصعيد في إدلب

وتخشى حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تعمد القوات السورية المدعومة من روسيا إلى التقدم نحو معقل المعارضة في إدلب، ما سيتسبب في تدفق المزيد من اللاجئين نحو الحدود التركية.

وفي غياب إشارات على إحتمال شن هجوم شامل، فإن تصعيد غارات المقاتلات والقوات الروسية،  لفت انتباه المسؤولين الأتراك، الذين يواجهون فعلاً انتقاداً متزايداً بسبب إرتفاع كلفة إستضافة عدد كبير من اللاجئين في العالم.

ويتوقع أن يثير أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما يلتقيه في 29 سبتمبر(أيلول) فضلاً عن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مسألة التصعيد في إدلب، وفقاً لما قال مسؤولان تركيان.

وأضاف المسؤولان أن إرسال المزيد من الجنود سيساعد في منع  أي محاولة للتقدم من قبل القوات البرية السورية نحو إدلب للسيطرة على الطرق المؤدية إلى الحدود التركية.

وكانت مواقع المقاتلين حول إدلب ثابتة منذ مارس (آذار) 2020، عندما أبرم أردوغان وبوتين هدنة أنهت القتال بين القوات السورية والتركية.
 
انسحاب

لكن الرئيس السوري بشار الأسد عازم على إعلان نصر كامل في البلاد التي دمرتها حرب مستمرة منذ عشرة أعوام، وفي إجتماع نادر في الكرملين في الأسبوع الماضي، وصف بوتين الوجود المستمر للقوات الأجنبية التي لم تدخل بتفويض من الحكومة السورية بـ"بالمشكلة الأساسية" في سوريا، في إشارة إلى المطالب الروسية المتكررة لتركيا ولقوة أمريكية صغيرة في الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد في شرق سوريا، بالإنسحاب.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي آكار خلال زيارة للحدود التركية السورية في 11 سبتمبر (أيلول)، إن هذا لن يحدث "ولا يمكننا تحمل موجة جديدة من اللاجئين".

وتزامنت زيارة آكار مع قتل ناشطين إسلاميين ثلاثة جنود أتراك في إدلب. وأضاف الوزير "يجب أن نبذل قصارى جهدنا لمنع التهجير. إن الأساس في ذلك يكمن في جعل المنطقة آمنة ومستقرة. إننا نناضل من أجل ذلك".

تعهدات 2018
ورفض آكار انتقادات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي قال إن تركيا أخفقت في الالتزام بتعهدات 2018 للفصل بين الإسلاميين المتطرفين والمعارضين الآخرين للأسد في إدلب.

وبموجب اتفاق في 2016، دفع الإتحاد الأوروبي لتركيا مليارات الدولارات لتستضيف السوريين الفارين من الحرب، والساعين إلى الهجرة إلى أوروبا، حيث يتسببون في تشنجات سياسية في عدد من الدول.

ويوجد في تركيا الآن، أربعة ملايين لاجئ سوري، في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد من الركود، ومن تداعيات فيروس كورونا، بينما يهدد استيلاء طالبان على الحكم في أفغانستان بتفجير أزمة لاجئين جديدة، وسط تزايد المعارضة التركية لاستقبال المزيد منهم.

وتطرق أردوغان أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إلى الموضوع، فقال: "بصفتنا بلداً أنقذ الكرامة الإنسانية في الأزمة السورية، فإنه ليست لدينا الوسائل أو الصبر لنتحمل موجات جديدة من اللجوء".

وقالت الخبيرة الروسية في شؤون الشرق الأوسط إلينا سوبونينا، إنه بينما تنتشر القوات التركية للردع، فإن كل ما في وسع القوات السورية عمله هو استعادة الأراضي خطوة خطوة و"إذا لم تتغير الأمور دراماتيكياً، عندها يمكن بذل جهود لاستعادة مناطق معينة".