صور شهداء انفجار مرفأ بيروت (أرشيف)
صور شهداء انفجار مرفأ بيروت (أرشيف)
الخميس 23 سبتمبر 2021 / 21:39

حزب الله يشتبك مع القضاء اللبناني

يستعجل حزب الله للتخلص من ملف التحقيق بانفجار مرفأ بيروت الذي وقع العام الماضي.


وهذا الاستعجال يحصل مثلما تخلص سابقاً من "ثورة 17 تشرين" التي رفعت فيها شعارات ضد الميليشيات، وكذلك مثلما قضى على منافسيه السياسيين مثل "قوى الرابع عشر من آذار"، أو كما استطاع تفريغ مؤسسات الدولة اللبنانية ليبني دويلته التي تدر الأرباح له، أو ما فعله سابقاً بالتشكيك بعمل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري ومنعها من الوصول إلى المشتبه بهم، وغيرها الكثير من النقاط السوداء في سجل هذه الميليشيات.

آخر أفعال الميليشيات بملف مرفأ بيروت، رسالة تهديد شفهية من مسؤول التنسيق الأمني بحزب الله وفيق صفا لقاضي التحقيق طارق البيطار، بعدما أصر الأخير على استدعاء نواب ووزراء محسوبين على الميليشيات بتهمة السكوت عن وجود مادة "نيترات الأمونيوم" التي انفجرت بالمرفأ وأدت إلى تدمير نصف العاصمة اللبنانية ومقتل وجرح الآلاف.

هذا التهديد الذي أكده القاضي البيطار، يعيد التذكير بتهديدات كثيرة تعرض لها سياسيون وأمنيون انتهت بمقتلهم آخرها اغتيال الصحافي والمفكر لقمان سليم في الجنوب اللبناني.

قبل أشهر اغتيل سليم، كان واضحاً أن الميليشيات عملت جيداً على إفشال التحقيقات، ومطاردة أي شخص يدلي بمعلومات عن الملف، وإطلاق الشائعات الشخصية بحق سليم، لينتهي الملف في أدراج وزارة العدل، من دون تحريك، وفق ما يؤكده مصدر متابع للقضية.

وكان سليم تعرض للتهديد مواربة ومباشرة من مسؤولين بحزب الله بسبب عمله على فتح ملفات تتعلق بالحرب الأهلية اللبنانية والتي تظهر مشاركة الميليشيات بالخطف والإخفاء القسري والمجازر التي أدت إلى مقتل الآلاف.

إلا أن السلطات في بيروت وتحديداً المرتبطة برئيس الجمهورية ميشال عون تلقت رسالة من الميليشيات بمنع التحقيق بالقضية، وهو ما يشبه إلى حد كبير الرسالة التي نقلها مسؤول الميليشيات صفا إلى عدد من القضاة حين زارهم بقصر العدل قبل أيام "ينصحهم" فيها بالبحث في قضايا أخرى، بدلاً من "التلهي" بقضية انفجار المرفأ.

وبينما كان القاضي البيطار يؤكد رسالة التهديد التي تعرض لها، كان الإعلام المرتبط بحزب الله يوجه له الاتهامات، ويحاول تحوير ملف استيراد مادة "نيترات الأمونيوم" من شركات وأشخاص مرتبطين بالميليشيات إلى أشخاص من قوى سياسية أخرى مثل "تيار المستقبل" أو "القوات اللبنانية".

ويشير المصدر إلى أن ما تعيشه بيروت اليوم يشبه إلى حد كبير ما وقع بعد نهاية الحرب من تحكم "الجهاز الأمني المشترك" بالوضع الداخلي وإطلاق حملات الاعتقال، والقيام بتفجيرات أدت إلى سجن رئيس حزب القوات سمير جعجع أحد عشر عاماً.
ويرى المصدر أن سيطرة الميليشيات أدت إلى الانهيار الاقتصادي والأمني والاجتماعي، وهي تساهم مع شركائها بتأبيد الفساد، وتستفيد من هذه الظروف لحكم اللبنانيين وفرض ما تريده عليهم، حتى ولو جاء التغيير الكبير بالانتخابات المزمع عقدها العام المقبل، فهي لو خسرت كل البرلمان لن تسمح بتغيير سياسي.