الأحد 26 سبتمبر 2021 / 19:25

المحروقات الإيرانية في لبنان.. تمويل للميليشيات و"الداتا" مطلوبة

يحتفل "حزب الله" بوصول المحروقات الإيرانية إلى مناطق لبنانية عدة، يطلق عناصره الرصاص بالهواء ويرمون الأرز على الصهاريج المتنقلة فرحاً بما يسمونه انتصار جديد، رغم أنه لا أحد يمنع الحكومة اللبنانية من استيراد الوقود.

رسائل الميليشيات مع كل منطقة تدخلها صهاريج المحروقات واضحة، المال أولاً وبالعملة الصعبة أو ما يعادلها بالليرة، وكذلك بيانات ومعلومات عن المؤسسات التي تستفيد من التقديمات.

ويرافق كل صهريج من الحدود اللبنانية السورية إلى مناطق التوزيع مواكب سيارة فيها مسلحين يطلقون الرصاص، ما يؤكد أن تكلفة هذه المشاريع أكبر بكثير، ولكن ثمنها سيطرة الميليشيات على مناطق لبنانية جديدة من خلال زرع الخوف مع المحروقات.

ويؤكد مصدر أمني في بيروت لموقع 24، أن الميليشيات أعدت استمارة خاصة بالأفراد فيها نقاط دقيقة وحساسة تطلب من المؤسسات التي تحصل على المحروقات معلومات عن أرقام الحسابات المصرفية وغيرها، وصولا إلى معلومات شخصية.

والنموذج يشبه نماذج أخرى يستخدمها "الأمن المضاد" التابع للميليشيات لجمع المعلومات عن سكان المناطق التي يسيطر عليها في البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت.

وتتضمّن الاستمارة معلومات خطرة تطرح العديد من التساؤلات حول الغاية من جمع كل تلك "الداتا" خصوصاً في المناطق غير الخاضعة للسيطرة المباشرة لـ"حزب الله".

وينبه المصدر الأمني من "نشر" هذه المعطيات التي يحصل عليها حزب الله من المؤسسات، ما يعرض أصحابها لعقوبات أمريكية، خصوصاً أن الولايات المتحدة لم تسمح للبنان باستيراد النفط الإيراني، ولا بيعه.

ويشير المصدر إلى ما وقع في بداية العام حين قامت مجموعة من "القراصنة الإلكترونيين" بتسريب بيانات مؤسسة "القرض الحسن" التابعة لحزب الله، أو ما عرف لاحقا بمصرف الميليشيات، حيث نشر "القراصنة" معلومات عن آلاف الأشخاص الذي وضعوا أموالهم لدى "صندوق" الميليشيات، ما جعلهم عرضة للمساءلة في العالم العربي والدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة.

ويدعي المشرفون على مؤسسة "القرض الحسن" إنه جمعية خيرية، ولكن اتضح من التحقيقات أنه مصرف الميليشيات وأحد أكبر المساهمين بالانهيار الاقتصادي اللبناني. ويستثمر الأموال من المصرف المركزي اللبناني عبر بنوك أخرى ويحقق بالتالي أرباحاً بمئات الملايين من الدولارات.

ويشير المصدر الأمني إلى أن المرحلة المقبلة ليست بعيدة عن "فضيحة" جديدة لعدد من المؤسسات التي تحصل على المحروقات الإيرانية وتسلم الميليشيات كافة المعطيات عنها. فيما هذه المؤسسات تتعامل مع المؤسسات الدولية، حيث ستضطر لتقديم كشف حساب كامل يؤكد أن أموال الاتحاد الأوروبي أو المقدمة من الشعب الأميركي لم تذهب للميليشيات مقابل المحروقات، والتي يستعملها حزب الله لتمويل عملياته ضد الغربيين وضد شعوب اليمن والعراق وسوريا ولبنان.