زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله يقبل يد المرشد الإيراني علي خامنئي (أرشيف)
زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله يقبل يد المرشد الإيراني علي خامنئي (أرشيف)
الإثنين 27 سبتمبر 2021 / 11:43

حزب الله والبنك الدولي

ميرفت سيوفي -الشرق اللبنانية

سمع اللبنانيون الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون أثناء استقباله رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وهو يعد أنه لن يخذل لبنان، فيما اللبنانيون يراقبون بحذر شديد إحكام إيران قبضتها على لبنان بواسطة حزب الله كأن الزمن يعيد نفسه مرة جديدة، فمنذ التفجير الذي أطاح بالمارينز والمظليين الفرنسيين ذات صباح من نوفمبر (تشرين الأول) 1983 طردت إيران الغرب من منطقة الشرق الأوسط.

منذ جاء الخميني إلى المنطقة فهم النظام الإيراني أهميّة إرهاب العالم، والمؤسف أنّ التخطيط الإيراني للاستيلاء على لبنان لم يدفع العرب للتفكير في أهمية لبنان، وأنه كان "حجر الزاوية" في المخطط الإيراني للتغلغل في المنطقة.

تدرك دول العالم، وقبلها الدول العربية، أن حزب الله أصبح مشكلة تحتاج إلى حل دولي على طاولة مجلس الأمن وبقرار منه، وهو مشكلة تركتها دول العالم تتضخم على حساب الدولة اللبنانية، ونفض الجميع يده من هذه المشكلة تاركين للحزب أن يمعن في سيطرته على لبنان، حتى بات حالنا اليوم يشبه حال الرهائن الذين اختطفهم حزب الله في ثمانينات القرن الماضي، للضغط بهم على أمريكا، وأوروبا بحسب هوياتهم لمصلحة الجبهة الإيرانية في حربها مع العراق، حتى أن اختطاف لبنان ودولته وشعبه أسهل بكثير على حزب الله من اختطاف رهائن أجانب!

بقدر ما يجعلك اختناق لبنان الداخلي تعتقد أنه غارق فقط في عقده الداخلية على كثرتها، تأتيك نُذُر إيران توقظك من هذه الأوهام، إيران تتغلغل في العالم كله، وليس في لبنان فقط، إيران فكرت في أهمية لبنان لتمددها في كل المنطقة، من بوابة لبنان الذي غالباً ما صنّفه العرب دولة "ترفيهية" ليس إلا، فيما وبحسب حجة الإسلام فخر روحاني، سفير إيران في لبنان، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "اطلاعات" الإيرانية في نهاية الشهر الأول من 1984، يقول روحاني عن لبنان: "لبنان يشبه الآن إيران عام 1977، ولو نراقب ونعمل بدقة وصبر، فإنه إن شاء الله سيجيء إلى أحضاننا، وبسبب موقع لبنان وهو قلب المنطقة، وأحد أهم المراكز العالمية، فإنه عندما يأتي لبنان إلى أحضان الجمهورية الإسلامية، فسيتبعه الباقون، وهكذا صار!

منذ البداية في ثمانينات القرن الماضي تعامل حزب الله مع اللبنانيين بمبدأ "التقية"، ثم اشتغل على بناء صورة غلفها بالتقوى وبالمقاومة، لإبعاد كل ملمح إيراني عن مظهره، إلى أن أماط اللثام ونهائياً عن مشروعه الإيراني والعقيدة، والذي يختلط فيه الديني بالسياسي، حيث يمسك الأول بتلابيب الثاني ويخلع القداسة على المشروع الإلهي، للأسف الخدعة الإيرانية التي انطلت على المؤمنين الشيعة، حتى قال حسن نصرالله مرّة للبنانيين إن الزمن "زمننا"، وللذين يؤكدون أنّ لا حل لإنقاذ لبنان إلا بالتفاوض مع البنك الدولي، هل يتذكرون عندما خرج عبر الشاشة حسن نصرالله ليقول لهم: "لا يوجد شيء اسمه تسليم البلد لصندوق النقد الدولي، ولا نقبل بتسليم رقابنا له".