شعار الخمسين (أرشيف)
شعار الخمسين (أرشيف)
الإثنين 27 سبتمبر 2021 / 11:36

حكومة تحولات الخمسين التاريخية

منى بوسمرة - البيان

الطموحات العالمية العالية، التي تنقل الإمارات إلى مرحلة تاريخية جديدة من الإنجاز، تمضي اليوم قدماً، بروح من الإصرار، وبفكر متفرد في قدرته على ترسيخ الأسس والعوامل الفاعلة، الكفيلة بتحقيق التطلعات، فالتشكيل الوزاري الجديد لحكومة الإمارات، الذي اعتمده رئيس الدولة، وأعلن عنه محمد بن راشد، أمس، بعد التشاور مع محمد بن زايد، وكذلك منهجية عمل الحكومة للأعوام الخمسين القادمة، تدلان على أن الدولة على أعتاب تحول تاريخي كبير، عنوانه تسريع ومضاعفة الإنجازات، وغايته التطوير الشامل في كل القطاعات، ومحركه أدوات وآليات جديدة كلياً، بكفاءة ومرونة أعلى، تستبق المتغيرات العالمية.

أول ما يؤشر إليه التشكيل الجديد، أنه ضم قدرات شبابية، بخبرات قيادية واسعة، وفي صدارة ذلك، تعيين مكتوم بن محمد نائباً لرئيس مجلس الوزراء، وزيراً للمالية، ما يعد إضافة استثنائية، ستعزز مع الوزراء الشباب الجدد أيضاً، آليات العمل الحكومي، بأدوار مؤثرة في مسارات التطوير للسنوات الخمسين القادمة، خصوصاً أن هذه الإضافات، تأتي في وزارات محورية، وتعنى بملفات وطنية ذات أولوية، تشمل وزارة المالية، والموارد البشرية والتوطين، والعدل، وكذلك وزارة التغير المناخي والبيئة، التي انتقل إليها أيضاً ملف الأمن الغذائي والمائي.

هذا التشكيل، يضيف عناصر قوة جديدة، لفريق العمل الحكومي، ليكون بكل أقطابه، قادراً على تنفيذ منهجية العمل الجديدة، التي ستركز، كما أكد محمد بن راشد، على الأولويات التي نصت عليها "مبادئ الخمسين"، وستواكب المرحلة القادمة، بكل متغيراتها وتحدياتها وسرعة تطوراتها.

وهي منهجية تُظهر توجهاً نحو التغيير الشامل لمنظومة العمل الحكومي، بالانتقال إلى دورات قصيرة المدى في صنع تحولات في القطاعات المستهدفة، اعتماداً على المشاريع الكبرى، وتحقيق النتائج الميدانية، وكذلك الانتقال من المسؤولية المنفردة للوزارات، إلى المسؤولية المشتركة لفرق العمل، وتغيير أنظمة الحوافز الحكومية، لمكافأة الفرق المتميزة.

النقلة التاريخية المنشودة، التي تسعى لها الإمارات، من خلال هذه المنهجية، ليست ضرباً من الأحلام المنفصلة عن العمل والجد، فهي تخطو إلى الغايات، بتمتين الأسس، وإعداد الخطط المدروسة، وتستند إلى نجاحات قياسية، حققتها "رؤية 2021" في عشر سنوات، استطاعت قيادتنا خلالها، وضع الإمارات في صدارة 100 مؤشر تنموي عالمي، و470 مؤشراً حكومياً واقتصادياً وتقنياً إقليمياً، لتدخل رحلة الخمسين الجديدة، بطموحات لا تقبل إلا بالرقم واحد، في كل القطاعات والمجالات.

هذه الإنجازات والأسس والمنهجيات، كفيلة بالانتقال بالإمارات إلى مرحلة نوعية متفوقة، من خلال عمل حكومي أقرب إلى الواقع والميدان، ومواكب لكل التطورات العالمية، وبفكر قيادي مرن، يعطي في كل مرة درساً في ابتكار أدوات التغيير، لصناعة مستقبل مختلف للوطن، وتقدمه الحضاري.