الإثنين 27 سبتمبر 2021 / 12:34

ناشيونال إنترست: قمة بوتين وأردوغان أمام تحدي تجاوز الخلافات

24-زياد الأشقر

يلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود في 29 سبتمبر (أيلول) الجاري. ومن المتوقع أن يناقش الزعيمان التوتر المتصاعد في شمال غرب سوريا.

من غير المتوقع التوصل إلى أي نوع من التسوية الدائمة وبعيدة المدى في إدلب

وصعدت القوات الروسية غاراتها ضد مواقع المعارضة في إدلب، ما أثار مخاوف أنقرة من مزيد من الإضطرابات على الحدود الجنوبية لتركيا.

وقال أردوغان الجمعة، إن "النظام في سوريا يشكل تهديداً في جنوب تركيا. ولأني صديق لروسيا، أتوقع من بوتين وروسيا مقاربة مختلفة، شرطاً للتضامن".
 
خيبة
وستأتي قمة سوتشي عقب تصريح لأردوغان عبر فيه عن خيبة الأمل من المحادثات الثنائية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقوله: "في النقاشات مع بايدن التي كنت أتطلع إليها، لم نحصل على النتيجة المرجوة...ولأننا بلدان عضوان في الناتو، نحتاج إلى وجهة نظر مختلفة".

ومضى أردوغان في انتقاد الدعم الأمريكي للتنظيمات الكردية في سوريا، مضيفاً أنه يتطلع إلى "تعزيز" العلاقات التركية الروسية في الاجتماع المقبل مع بوتين.

وأكد قرار أنقرة المثير للجدل بشراء نظام الدفاع الجوي الروسي إس-400، وأنه عازم على استيراد بطارية ثانية من هذه الصواريخ بنهاية 2021.

إدلب
وقال الكاتب مارك أيبسكوبوس في "ناشيونال إنترست": "من غير المتوقع التوصل إلى أي نوع من التسوية الدائمة وبعيدة المدى في إدلب". ونقل عن المحلل السياسي فيودور لوكيانوف قوله إن المصالح الروسية والتركية "على طرفي نقيض"، مشيراً إلى أن "كل الاتفاقات السابقة على إنسحاب الناشطين من شمال غرب سوريا، وإعادة تركيا توطنيهم في مكان آخر، وهي التي تحافظ على وجود مهم في المنطقة، لم تنجح".

ورغم استمرار المأزق الروسي التركي خاصةً بسبب مسائل أكبر تخص الدولة السورية، فإن القمة يمكن ان تبقى مؤشراً على الجهود المستمرة لخفض التصعيد والتقليل من مخاطر تصعيد عسكري بين المعارضة المدعومة من أنقرة، والقوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا.

القرم

ومن جهة أخرى يرى البعض في روسيا، أن القمة المخصصة لأجندة شرق أوسطية، اختلطت فيها تطورات قريبة من الداخل الروسي، إذ رفضت وزارة الخارجية التركية رفضت إلى حد ما الاعتراف بنتائج انتخابات مجلس دوما الدولة الأخيرة، وقال المتحدث باسم الوزارة تانجو بيلجيك، إن "تركيا تحافظ على دعمها لوحدة الأراضي الأوكرانية، وترفض الضم غير القانوني للقرم". واعتبر أن نتائج الانتخابات في القرم "بلا قيمة قانونية عند تركيا".

وحدد أردوغان شخصياً موقفه في وقت لاحق من المسألة في الأسبوع الماضي، مؤكداً في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أن تركيا لا تعترف بضم روسيا للقرم في 2014، وجدد التزام أنقرة "بالدفاع عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها".

واستدعت تعليقات أردوغان رداً وتنديداً سريعين من الكرملين. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: "تركيا تعلم جيداً أن القرم جزء سيادي من الاتحاد الروسي، وتعلم جيداً أننا لن نتجاهل مطلقاً مثل هذه التصريحات، لا نقبل مثل هذه التصريحات، ونقول ذلك علناً لزملائنا الأتراك".

وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إن "القرم، مسألة تختلف فيها مواقفنا اختلافاً جذرياً. إننا نبدي الأسف بسبب هذا الموقف، لكن نأمل أن يُغير الوقت الموقف التركي، والاعتراف بحقيقة الأشياء".