الإثنين 27 سبتمبر 2021 / 13:56

وول ستريت جورنال: صراع على السلطة بين طالبان وداعش

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن مقتل مسلحين من تنظيم داعش خراسان يعطي صورة عن الصراع على السلطة في أفغانستان، مشيرة إلى أن الحكام الجدد يحاولون بسط نفوذهم في البلاد، في وقت يشتبك مقاتلوهم مع داعش.

وقالت الصحيفة إن الملا إبراهيم، وهو رجل دين بلحية بيضاء، كان يصلي الفجر مع رجلين في بداية الشهر عندما اقترب من ثلاثة أشخاص من مسجده الذي تحيط به أشجار الرمان في ولاية زبول، وتسلق أحدهم الجدار الطيني خلف المصليين اللذين كانوا في خشوع وتقدم من الشيخ وأطلق النار عليه في وجهه.

وعندما سقط الملا على الأرض، أطلق آخر النار 4 مرات عليه في صدره. ولم يتسن التعرف على القتلة، ولكن الفلاحين في منطقة ميزان، جنوب ولاية زبول، قالوا إن الإمام كان مرتبطاً بتنظيم داعش، عدو طالبان.

وقالت الصحيفة إن ذلك كان آخر حادث قتل لشخصيات مرتبطة بداعش، منذ سيطرة حركة طالبان على السلطة في 15 أغسطس (آب).

ويعتقد المسؤولون الغربيون والأفغان في المناطق المتأثرة أن طالبان وراء القتل، إلا أن الحركة تنفي أي علاقة بذلك، وإن اعترفت في مجلس خاصة بعدد من الاغتيالات لمسلحي داعش.

نظام إسلامي متشدد
وتقول الصحيفة إن حركة طالبان وتنظيم داعش يحاولان فرض نظام إسلامي متشدد على أفغانستان، ولكنهما مختلفان من الناحية السياسية والدينية، ولطالما تواجها في حروب عدة.

ويمثل "داعش خراسان" تهديداً للحكام الجدد لأفغانستان، ذلك أن الذين شكلوا فرع أفغانستان من التنظيم عناصر سابقة في طالبان أفغانستان وباكستان، لم يعجبهم خط الحركة واعتبروها غير متشددة بما يكفي.

ويمكن لداعش أن يستقطب العناصر المتذمرة من طالبان من الذين لا يتفقون مع تنازلات قادة الحركة، الذين يحاولون الحصول على دعم المجتمع الدولي واعترافه، واستئناف الدعم العالمي.

وعليه تحاول حركة طالبان خنق أي تحد لحكامها، وتسعى إلى التحول من حركة تمرد،  إلى سلطة في الحكم.

لا فرق بين داعش والأمريكيين

وقال ضابط المخابرات طالبان في زبول سيف الله هارون: "لا فرق عندنابين داعش والأمريكيين، في أي منطقة يظهرون نحاول سحقهم".

وأوضح أن الحركة حاولت القبض على شيخ من تنظيم داعش في قرية قرب ماكراك ولكنها فشلت، فاعتقلت نجله.

وقلل هارون من خطر التنظيم في الوقت الحالي، قائلاً: "قضينا عليهم جميعا"، ولكنه نفى أي علاقة لطالبان بمقتل ملا إبراهيم.

وقال المتحدث باسم الحركة في زبول حميد الله فطرت، إن طالبان لم تقتل الملا وأنها تحقق في الحادث. ولم يعلق داعش على مقتل الملا إبراهيم.

سلسلة هجمات
وشهدت الأسابيع الماضية سلسلة من الهجمات لتقويض سلطة طالبان التي تحاول توطيد حكمها، منها قنابل بدائية مزروعة في الطرق استهدفت عربات همفي وفورد رينجرز في جلال أباد التي تعد من معاقل تنظيم داعش في أفغانستان.

وكان داعش وراء أشرس الهجمات في أفغانستان في السنوات الماضية، بينها هجمات استهدفت المدنيين الشيعة، ويرفض التنظيم فكرة الدولة القطرية، أو السلام مع من يراهم كفاراً.

ومع اندثار نظام الرقابة الأمني وجمع المعلومات الذي كانت تشرف عليه وانشطن وحلفاؤها في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية، من المحتمل أن يزيد التنظيم هجماته دون خوف أو متابعة أو رقابة، كما يقول المسؤولون الغربيون، ما يمثل مشكلة سياسية لحركة طالبان.

ويقول مايكل سيمبل، الخبير في شؤون أفغانستان بجامعة كوينز في بلفاست إن "وعود طالبان بإحلال السلام الدائم ستكون فارغة لو تعرضت سيارات فورد رينجرز للتفجير"، في إشارة للعربات التي تستخدمها طالبان لنقل مقاتليها.

لا تسامح مع داعش
وفي الوقت الذي عرضت فيه طالبان العفو عن ضباط الأمن والمسؤولين السابقين في الحكومة الأفغانية، لم تظهر أي تسامح مع داعش.

وقتلت الحركة واحداً من أهم قادته في سجن بكابول بعد سيطرة الحركة على العاصمة. وعُثر على جثتي رجلي دين قريبين من داعش، هما أبو عبيد الله متوكل، ومحمد نبي محمدي، في بيت بكابول، هذا الشهر. ونفت حركة طالبان أي علاقة بمقتلهما. وعثر على جثث 4 أشخاص في جلال أباد.

وقال عرفات مهاجر، القائم بمدير استعلامات حركة طالبان في المدينة في رسالة على واتس آب، إن الحركة قتلتهم لعلاقتهم بداعش.

وفي رسالة أخرى، طلبت مخابرات زبول من السكان تقديم معلومات عن الذين يتعاطفون مع التنظيم في مناطقهم. واعتقلت حركة طالبان 6 رجال دين في 3 مناطق من زبول، لشكها في حصولهم على أموال من التنظيم.

وتعتبر منطقة زبول من المناطق الفقيرة في البلاد وفيها عدد من الرموز المسلحة ولديهم القدرة على شن التمرد. وهناك عاش زعيم حركة طالبان الراحل الملا محمد عمر بعد الإطاحة بنظامه في 2001، حسب مسؤولين أمريكيين ومن طالبان.

وعاش الملا عمر قرب قاعدة بناها الأمريكيون حتى وفاته في 2013. ولم تكشف طالبان وفاته، إلا في 2015.