صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الثلاثاء 12 أكتوبر 2021 / 10:58

صحف عربية: الانتخابات تعيد العراقيين إلى المربع الأول

يقترب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من فوز كبير في الانتخابات البرلمانية العراقية وتشكيل حكومة جديدة، حسب النتائج الأولية التي تشير لتقدم كتلته، وسط منافسة شرسة مع الأحزاب الموالية لإيران.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، شهدت الانتخابات العراقية تراجعاً ملحوظاً في التصويت في دلالة على مقاطعة كبيرة من شبان "ثورة تشرين" الرافضين للعملية السياسة، لتكرس الانتخابات المأزق السياسي المنتظر في العراق، الذي عاد بعد الانتخابات إلى المربع الأول، بعد أن كانت تمثل بوابة العبور إلى مستقبل أفضل.

مقاطعة
قالت صحيفة العرب اللندنية، إن النتائج الأولية للانتخابات التشريعية العراقية أدخلت المشهد السياسي في مأزق من شأنه أن يزيد الخلافات بين الكتل والأحزاب الشيعية، ومقاطعة للانتخابات واسعة بين العراقيين خاصة من فئة الشباب.

وأظهرت نتائج الانتخابات التي قاطعها أكثر من 60% من العراقيين وفق المفوضية العليا للانتخابات، أن الشارع الشيعي في العراق لم يعد يثق في الأحزاب الدينية، ولا في دعوة المرجع الأعلى علي السيستاني إلى المشاركة في التصويت واختيار الأفضل.

وكشفت النتائج الأولية في محافظات جنوب العراق، أيضاً حصول نشطاء انتفاضة تشرين على مقاعد تصل إلى عشرة في ذي قار والنجف والديوانية. ويتوقع أن يشكل المستقلون من الرافضين لسطوة الأحزاب على المشهد السياسي كتلة مؤثرة داخل البرلمان العراقي عند التحالف في مواجهة الكتل النافذة.

وكشفت مصادر سياسية عراقية أن القوى الشيعية تعيش مأزقاً معقداً لا يتوقع الاتفاق على تجاوزه قريباً، مستبعدة أي احتمال لتحالف الصدر مع المالكي، والعامري، بعد اجتماع " ضم كبار قادة الكتل الشيعية باستثناء الصدر، في منزل المالكي مساء الإثنين لتدارس نتائج الانتخابات" وفق مراسل الصحيفة في بغداد.

مشهد منقسم
وبدورها، ذكرت صحيفة الجريدة الكويتية أن الانتخابات العراقية، التي يبدو أن التيار الصدري في طريقه للفوز بها، لن تسمح للعراق بتجاوز مشاكله السياسية والاقتصادية، بسبب التوجه نحو برلمان بلا أغلبية واضحة ما "يبقى المشهد السياسي في العراق منقسماً" خاصةً على "وجود القوات الأمريكية والنفوذ المتزايد للجارة إيران" ما يعني دفع الطبقة السياسية إلى العمل، على "الاتفاق على اسم رئيس للحكومة يحظى أيضاً بمباركة ضمنية من طهران وواشنطن، لكن ذلك قد يتطلب وقتاً طويلاً، ما قد يؤخر الاتفاق على اسم لرئيس وزراء جديد، علما أن العرف يقتضي بأن تتولى المنصب شخصية شيعية". 

ويتوقع خبراء أن تحافظ الكتل السياسية الكبرى على هيمنتها على المشهد السياسي، بعد هذه الانتخابات التي اختار ناشطون وأحزاب منبثقة عن التظاهرات مقاطعتها، معتبرين أنها تجري في مناخ غير ديموقراطي.

رهان الكاظمي
من جهتها، قالت مينا العريبي في صحيفة الشرق الأوسط، إن الانتخابات العراقية الأخيرة شهدت "أقل نسبة مشاركة من قبل الناخبين، في مؤشر واضح على رفض غالبية العراقيين للعملية السياسية الحالية التي لم تلبِ أبسط متطلبات الشعب" وأضافت أن النتائج المؤقتة تكشف سطوة طبقة سياسية قديمة على البرلمان المقبل، ما يطرح أسئلة "عن مصير رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي كان مسؤولاً عن الإعلان عن انتخابات مبكرة لإرضاء الشارع العراقي، ولكن بالمقابل قاطع الشارع الانتخابات لأنها لم تأتِ ضمن عملية إصلاح شاملة تجعله من الممكن تصحيح المسار السياسي".

واعتبرت الكاتبة، أن الكاظمي، رهن مستقبله السياسي لإرادة الصدر، والقوى الفائزة في الانتخابات، مضيفة "هذا رهان الكاظمي، ولكنه يعتمد على الافتراض بأن الصدر لن يصر على مرشحه، أو أن يفشل في إقناع حلفائه بأن مرشحاً من التيار الصدري أفضل من الكاظمي في تحقيق أهدافهم. من غير المعلوم إذا كان الكاظمي سيفوز بالرهان ولكنه على الأقل يستطيع أن يقول إنه أوفى بوعديه بإجراء انتخابات مبكرة وعدم المشاركة في الانتخابات. والباقي سيعتمد على الكتلة الأكبر.. ومراعاة المشاركة الأصغر للناخبين".

أمريكا في العراق
أما موقع الحرة، فرجح اعتماداً على محللين ألا تشهد السياسة العراقية تغييراً في الموقف من الحضور  العسكري الأمريكي، رغم حصول التيار الصدري على 73 مقعداً في البرلمان من أصل 329 مقعداً.

ونقل الموقع عن صحيفة وول ستريت جورنال، أن النتائج المخيبة للكتلة الشيعية المتحالفة مع الميليشيات المدعومة من إيران، التي تطالب بانسحاب القوات الأمريكية "انتكاسة مفاجئة لطهران"، فيما قال مسؤولون أمريكيون إن "حكومة جديدة يسيطر عليها الصدر قد لا تتخذ خطوات لتسريع الانسحاب الأمريكي الكامل، رغم أنه تاريخياً كان أحد الخصوم الرئيسيين للولايات المتحدة".

ويرى مدير برنامج العراق في المجلس الأطلسي بواشنطن، عباس كاظم، أن الصدر يتبنى موقفاً براغماتياً من الولايات المتحدة، ورغم ذكره في تصريحاته الأخيرة رفض التعامل مع الولايات المتحدة باعتبارها دولة احتلال، إلا أنه يرحب بعلاقات دبلوماسية معها في حدود الأعراف الدولية ويؤيد الانسحاب العسكري.

ولفت عمر النداوي، الباحث في الشأن العراقي ومدير البرامج في "مركز تمكين السلام" في العراق إلى أن فكرة إنهاء الحضور العسكري الأمريكي من الشعارات الرئيسة للتيار الصدري، لكن بعد تحول الأخير إلى مكون في الحكومة المقبلة، سيصبح الأمر سلاحاً ذو حدين للصدريين.

ويؤكد المحلل السياسي، عباس كاظم، من جهته أن الصدر، لن يُغير كثيراً الأمريكية العراقية، حتى لو  مع المالكي، وهما المتفقان على "علاقات معقولة" مع الولايات المتحدة، أما إذا تحالف الصدر مع السنة والأكراد، مثل الحلبوسي، ومسعود البارزاني، وأطراف أخرى كردية، وشيعية، وسنية أقل حجماً، فإن لهذه "الجهات علاقات قوية بالولايات المتحدة، وفي نهاية المطاف سيرغب الجميع في إقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية وسياسية وثقافية معها بصرف النظر عمن سيكون في الحكومة".