الأربعاء 13 أكتوبر 2021 / 12:05

أزمة جديدة في الأفق بين أمريكا وإيران

24-زياد الأشقر

توقعت مجلة "إيكونوميست" البريطانية نشوب أزمة جديدة بين الولايات المتحدة وإيران، مذكرة بأن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ربما كان أفضل من لخص الوضع مع إيران عندما قال في 2007، إن الديبلوماسية النووية الصارمة مع إيران، هي الطريقة الأجدى لتفادي الخيار الكارثي بين "قنبلة إيرانية أو قصف إيران".

ولتجنب هذا المأزق، يحاول الرئيس الأمريكي جو بايدن إحياء الاتفاق النووي مع إيران، الذي تفاوض عليه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في 2015، وألغاه الرئيس السابق دونالد ترامب منذ ثلاثة أعوام.

لكن إيران لا تسهل الأمور. إذ رفضت التحدث مباشرة إلى المسؤولين الأمريكيين خلال الجولات الست من المفاوضات في فيينا والتي انتهت في يونيو(حزيران) الماضي، وحاورت الوسطاء الأوروبيين والروس والصينيين.

ومنذ ذلك التاريخ وهي تماطل متعللة بالإنتخابات الرئاسية في يونيو (حزيران) التي أسفرت عن فوز إبراهيم رئيسي الذي ينتمي إلى المعسكر المتشدد، وبالحاجة إلى تعيين وزراء جدد وفريق تفاوضي.


وتقول إيران إن المفاوضات يمكن أن تستأنف في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

الأورانيوم المخصب
وفي الوقت الذي تسخر فيه من أمريكا، تصعد إيران برنامجها النووي، وفي 9 أكتوبر(أكتوبر)، أعلنت أنها أنتجت حتى الآن 120 كيلوغراماً من الأورانيوم المخصب، من 84 كيلوغراماً، أعلنها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الشهر الماضي، واقتربت من الـ 170 كيلوغراماً المطلوبة لصنع قنبلة نووية بعد مزيد من التخصيب.

وباشرت فعلاً تجميع مخزون من الأورانيوم المخصب بنسبة 60%، أي على بعد شعرة من التخصيب اللازم لإنتاج مواد إنشطارية.

وساعد تسريع التخصيب إيران على تركيب المزيد والمزيد من أجهزة الطرد المركزي لإنتاج المواد الإنشطارية. وهناك تطور آخر مثير للقلق يتضمن تحويل غاز سادس فلورايد الأورانيوم إلى معدن الأورانيوم، والذي يرجح أن يستخدم في القنابل، فضلاً عن عرقلة عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

بضعة أشهر
ويقول الجميع إن الوقت الذي تحتاجه إيران لبلوغ "العتبة النووية"،  الوقت اللازم للحصول على المواد المخصبة بنسبة عالية، تقلص إلى نحو شهر فقط، وفق حسابات ديفيد ألبرايت من مؤسسة العلوم والأمن الدولي للأبحاث.

وقدر المسؤولون الأمريكيون المدة "ببضعة أشهر". وفي الحالتين، لا يتعدى الأمر السنة التي فرضها الاتفاق النووي على إيران. كما أن وضع رأس نووي على صاروخ يمكن أن يستغرق سعامين آخرين.

ويسيطر بين الذين يراقبون إيران في الولايات المتحدة، شعور باقتراب المواجهة. ويقول وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن إن "المدرج بات أقصر".

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنه إذا لم يتحقق تقدم في وقت قريب، فسيتعين عليهم التحول إلى "خيارات أخرى".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أوضح، عندما قال أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة غب الشهر الماضي إن "البرنامج النووي الإيراني، وصل إلى منعطف. وكذلك صبرنا".

حملة سرية
لا تخفي إسرائيل كثيراً حملتها السرية لاغتيال العلماء النووين في إيران، وتخريب منشآتها النووية. وقال رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي إن "العمليات لتدمير القدرات النووية الإيرانية ستستمر في مختلف الساحات، وفي أي وقت، وستجد إسرائيل دائماً الرد الفعال في الوقت المناسب".

وقال العضو الجمهوري البارز في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي جيم ريستش، للرئيس جو بايدن إن إحياء الإتفاق النووي، محكوم بإلغائه من أي رئيس جمهوري مقبل. واقترح تشديد العقوبات الإقتصادية والاستعداد للأسوأ.