صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الخميس 14 أكتوبر 2021 / 10:30

صحف عربية: بعد تعليق التحقيق في انفجار بيروت... حزب الله يهدد بتفجير حكومة ميقاتي

يصر حزب الله اللبناني، وحركة أمل، على الإطاحة بالقاضي طارق البيطار المحقق في جريمة انفجار مرفأ بيروت، بالتهديد بإسقاط الحكومة التي تشكلت حديثاً وسحب وزرائهما منها، إذا رفض نجيب ميقاتي الاستجابة لطلبهما.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الخميس، فإن الحزبين يبتزان حكومة ميقاتي والبلاد بشكل عام، فإما أن تقيل بالبيطار، أو تسقط.

ابتزاز ميقاتي
قالت صحيفة "العرب" اللندنية، إن الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل هدد بإسقاط حكومة نجيب ميقاتي إذا رفضت إقالة البيطار، وهدّدا باللجوء إلى الشارع لإجبار السلطات على التخلص من القاضي.

ورأى سياسيون لبنانيون، أن ما أقدم عليه الحزب فضيحة كبرى، لأنه سكت طيلة الفترة الماضية عندما كان يحقق بعيداً عن الحزب، وكان يستطيع "التلهي" باتهام نواب ووزراء سابقين مثل غازي زعيتر، وعلي حسن خليل، ونهاد المشنوق، ويوسف فنيانوس، ولكن عندما وصل الأمر إلى لبّ الموضوع أي إلى خفايا تخزين نيترات الأمونيوم على مدى سنوات في مرفأ بيروت، تغيّرت نغمة الحديث.

ولاحظ هؤلاء أن نصرالله قطع الطريق باكراً على استمرار التحقيق بوضع حد له تفادياً للوصول إلى كيفية استقدام مواد نيترات الأمونيوم إلى بيروت وتخزينها، في أحد عنابر المرفأ.

وفي هذا الإطار دعا رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع الأربعاء الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والحكومة مجتمعة إلى أن "يتحملوا مسؤوليتهم في رفض الإذعان لترهيب حزب الله". وشدد على أنه "إذا أوقفوا التحقيقات في ملف المرفأ خضوعاً لهذا الترهيب، فعليهم الاستقالة فوراً، بدءاً من رئيس الجمهورية".

تحريك الشارع
أما صحيفة "الأنباء" الكويتية، فقالت إن حركة أمل استنفرت مجموعاتها في الضاحية الجنوبية وبعض مناطق الجنوب، وبعلبك، والحركة وزعت رسالة صوتية على مواقعها، تدعو المحازبين إلى البقاء في بيروت، في انتظار "قرار ما"، بعد جلسة مجلس الوزراء الأخيرة التي ألغيت أمس الأربعاء، ونشرت أيضاً لوحة بشعاري أمل وحزب الله، داعيةً للاستنفار: "رصوا الصفوف فالجميع تكالب علينا، والذي سيكسر لنا غصناً سنقطع شجرته" وأخرى تضيف إلى الشعارين شعار "المردة"، ووزعت لاحقاً دعوات للتحرك نحو قصر العدل اليوم الخميس، مع الاستعداد لتنفيذ لكل "ما تطلبه القيادة من إغلاق طرقات وغيره".

وأضافت الصحيفة، أن "حكومة نجيب ميقاتي أصبحت في مهب الريح فجأة، فإما أن تطيح بالمحقق العدلي طارق البيطار، الساعي الى كشف خبايا جريمة تفجير مرفأ بيروت، أو أن تواجه السقوط المبكر باستقالة وزراء حزب الله وأمل والمردة والقومي، او بنزول حركة أمل، ومن خلفها حزب الله الى الشوارع"، ما يعني فتح المجال أمام تصعيد منتظر، ذلك أن وزير العدل اللبناني، "لم يتوصل إلى المخرج القانوني المناسب، خلال الوقت المتاح، فيما طرحت صيغة على مستوى رؤساء الحكومات السابقين، حظيت بقبول الرئيس بري، وتقضي حسب معلومات الأنباء بتعيين عدد من القضاة لمساعدة القاضي البيطار، في مهامه وتحت إمرته، بما يضمن تصحيح مسار التحقيق العدلي، من وجهة نظر المعترضين على البيطار".

تفجير الحكومة
من جهته قال موقع إندبندنت عربية، إن حزب الله نقل التهديد بإقالة القاضي البيطار من مجرد إعلان لفظي، إلى قرار سياسي، بعد تحرك الوزراء المحسوبين على "الثنائي الشيعي" في الحكومة اللبنانية للمطالبة بإزاحة القاضي.

وأَضاف الموقع استناداً إلى معلوماته "أن حزب الله مصمم على تنفيذ قراره بإزاحة بيطار عن تحقيقات انفجار المرفأ تحت ذريعة أن التحقيقات مسيّسة وتستهدفه بشكل مباشر، ولو أدى ذلك إلى شلل الحكومة وتطييرها، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان الحملة التي شنّها الحزب على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عقب اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري".

وحسب الموقع "يتخوف مصدر وزاري من أن يؤدي مطلب الحزب بإدراج قضية إزاحة بيطار، إلى "تفجير" الحكومة التي تشكّلت أخيراً بعد 13 شهراً من الانتظار، لافتاً إلى أن الحزب يلوح بالانسحاب من الحكومة، بالتالي إسقاطها بضربة "الفيتو الطائفي" إذ أن الثنائي، استأثر بمقاعد جميع الوزراء الشيعة، كاشفاً أن الحزب أيضاً يمتلك ثلثاً معطلاً داخل الحكومة من خلال ستة وزراء شيعة، ووزيري تيار المردة، ووزيرين مقربين منه من ضمن حصتَي عون وميقاتي".

اختطاف لبنان
وفي السعودية قالت صحيفة "الرياض"، إن "القرار في لبنان مختطف، والخاطف معروف لدى القاصي والداني، ولكن من الصعب على كثير من اللبنانيين الإشارة إليه، لأنهم يعرفون أن حزب الله، هو المتهم الأول والأخير دون أن نغفل أن هناك قوى لبنانية تسانده إما خوفاً أو طمعاً".

وأضافت الصحيفة "تأكيداً للمؤكد جاءت المطالب من قبل حزب الله وحركة أمل بعزل قاضي التحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت مثلما عُزل سلفه بعد ضغوط سياسية".

واختتمت الصحيفة بالقول: "الوضع اللبناني بما هو عليه حالياً أقل ما يقل عنه إنه وضع مزرٍ، لا يمكن السكوت عليه، فإلى متى سيظل لبنان واللبنانيون رهائن لدى حزب الله؟، وإذا ظل الوضع على ما هو عليه فإلى أين سيصل لبنان؟ أسئلة تحتاج إلى إجابات من اللبنانيين أنفسهم، فهم الذين يعانون من أوضاع بلدهم وارتهانه، قد تنقشع هذه السحابة السوداء عن سماء لبنان حال انفك الارتهان، وأصبح لبنان سيد موقفه".