لجنة الانتخابات في العراق (رويترز)
لجنة الانتخابات في العراق (رويترز)
الأحد 17 أكتوبر 2021 / 15:27

عراقيون يدعون إلى احترام نتائج الانتخابات وعدم جر البلاد إلى العنف

دعا عراقيون اليوم الأحد الزعامات السياسية والحزبية في البلاد إلى الابتعاد عن الخطابات التحريضية المتشنجة وتهديد السلم المدني للحيلولة دون جر البلاد إلى العنف بعد إعلان نتائج  الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في العراق يوم العاشر من الشهر الجاري.

وأجمع عراقيون لوكالة الأنباء الالمانية(د. ب. أ) أن جميع الكتل السياسيّة المتنافسة في الانتخابات البرلمانية أعلنت صراحة بعد إغلاق صناديق الاقتراع أن الانتخابات نجحت  وأن العملية السياسية سجلت تقدما كبيرا من حيث التهيئة والإعداد والتنظيم  وضبط عملية التصويت وتوفير الحماية الكاملة للمراكز الانتخابية فضلا عن حضور دولي وأممي غير مسبوق وعشرات آلاف من المراقبين المحليين.

وشدد العراقيون على أن الجميع يدرك أن عملية الإعلان المبكر لنتائج الانتخابات بعد 24 ساعة من إغلاق مراكز التصويت من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق رافقها إخفاق بسبب عدم إتمام العمليات الحسابية لجميع  المحطات الانتخابية  بسبب خلل فني رافق العد الإلكتروني لكن هذا لم يمنع من أن الانتخابات لم يثبت رسميا حصول عمليات تزوير وتلاعب بها كما حصل في جميع العمليات الانتخابية التي شهدها العراق منذ عام 2005 وحتى الآن.

وذكر صادق خليل 39عاماً، موظف حكومي أن "الانتخابات العراقية سارت بشكل هادئ ومنظم رغم أن المشاركة الشعبية  لم تكن بمستوى الطموح كون هذه الانتخابات جاءت برغبة شعبية على خلفية المظاهرات الاحتجاجية الشعبية التي طالبت بإعادة رسم العملية السياسية في البلاد".

وقال" اعتقد أن الحكومة ومفوضية الانتخابات قدما نموذجا جيدا في هذه الانتخابات وبالتالي فإن إعلان النتائج بشكلها الحالي  يعكس رغبة الجمهور في إحداث تغيير وهو أمر مشروع وعلى الخاسرين والفائزين أن يستعدوا للمرحلة المقبلة وإعادة حساباتهم والإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة ".

وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أنها تسلمت  أكثر من 1300 طعن وشكوى تتعلق بخروقات رافقت العملية الانتخابية وأن الهيئة القضائية في مفوضية الانتخابات ستحقق بهذه الطاعون وإعلان النتائج خلال 10 أيام .

ورحب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ، الذي حصد تياره على  73 مقعدا في البرلمان الجديد، بنتائج الانتخابات فيما أعربت تسعة  كيانات شيعية رفضها نتائج الانتخابات وتشكيلها كيانا تنسيقيا للمرحلة المقبلة.

وأوضح تحسين السامرائي (57 عاماً) متقاعد :"علينا احترام نتائج الانتخابات أيا كانت والتحذير من  التلويح بحالة الصدام الشعبي لأن هذا أمر خطير يجر البلاد إلى المجهول وعلى المرجعيات الدينية أن تتدخل لإيقاف الهجمة الإعلامية للكيانات الخاسرة وعدم جر العملية السياسية إلى الانزلاق والعنف والاقتتال الشعبي".

وذكر أن "الحرب وضعت أوزارها وانتهى مشهد الانتخابات واتضحت الصورة النهائية  أمام الكيانات السياسية وبالتالي لابد  أن يبدأ الجميع مرحلة جديدة من خلال إعادة النظر في برامجهم والسماح للفائزين بتشكيل العملية السياسية للسنوات الأربع المقبلة وأن يذهب الخاسرون إلى المعارضة في البرلمان لتقوية مسار العملية السياسية.

وبموجب نتائج الانتخابات العراقية الأولية فإن التيار الصدري بات الأقرب للدخول في مفاوضات مع الأطراف الأخرى الفائزة بنتائج الانتخابات وأبرزها تحالف "تقدم" بزعامة محمد الحلبوسي والحزب الديمقراطي الكردستاني لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

ومن أبرز نتائج الانتخابات العراقية أنها أفرزت تياراً مستقلاً معارضاً يضم 40 مقعداً وهو مالم يتحقق منذ تشكيل العملية السياسية الجديدة في العراق.