الأحد 17 أكتوبر 2021 / 19:13

المجهول اللبناني.. التأسيس بالجولات لحرب أهلية جديدة

يذهب لبنان بخطى سريعة إلى المجهول، انهيار اقتصادي واجتماعي وانخفاض سعر صرف الليرة مقابل العملات الأجنبية نحو 13 عشرة مرة، وخروج لعشرات الآلاف من المنتجين والأطباء والمهندسين إلى بلاد الله الواسعة، وعلى الأرض يبقى حزب الله وسلاحه وتهديده المستمر لمن تبقى من مواطنين

اليومين الماضيين شهدا ارتفاع مستوى التهديدات من الميليشيات ضد حزب القوات، واليوم بدأت تهديداتها تتحول نحو للجيش اللبناني، بعدما تبين أن الجيش وخلال الاشتباكات التي وقعت في منطقة الطيونة عين الرمانة، كان المبادر لإطلاق النار حفاظاً على بيوت المدنيين وأرزاقهم التي هاجمها عناصر حزب الله خلال تظاهرتهم.

وأظهرت التحقيقات الأولية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية اللبنانية جملة معطيات تدين حزب الله بمحاولة إشعال حرب أهلية بسبيل منع استكمال التحقيق القضائي بانفجار مرفأ بيروت، الذي يقوم به القاضي طارق البيطار.

المعطى الأول، ما أظهرته مشاهد فيديو سجلتها كاميرات cctv موضوع في المنطقة، وقبل إطلاق الرصاص، دخول مجموعات من عناصر حزب الله إلى أحياء منطقة عير الرمانة، لتعتدي على الأبنية والسيارات وكذلك العابرين في الشوارع.

المعطى الثاني بحسب مصدر أمني تحدث إلى موقع 24، فإن مطلق الرصاص الأول، وصل من جهة منطقة صفير أو ما يعرف بالمربع الأمني لحزب الله بسيارة سوداء رباعية الدفع، وهو ما سجلته الكاميرات الموزعة في تلك الطريق، مرورا بكنيسة مار مخايل، ليصل إلى "الطيونة"، حيث أطلق الرصاص من رشاش باتجاه تجمع لعناصر "حركة أمل" فأصاب شخصين من بين الجموع.

المعطى الثالث، هو قيام عناصر الميليشيات بإطلاق النار نحو أحياء عين الرمانة، ولكن بما أن هؤلاء العناصر قادمون من مناطق بعيدة ولا يعرفون المنطقة جيداً فإنهم أطلقوا الرصاص والقذائف الصاروخية باتجاه أبنية يسكنها "شيعة"، وهي الأبنية التي ظهرت على شاشات التلفزة تتعرض لإطلاق النار، ما أدى لمقتل امرأة مناصرة لحزب الله وإصابة العشرات من المدنيين في بيوتهم.

المعطى الرابع، أبلغ الجيش اللبناني المعنيين من الأحزاب بأنه سيطلق النار على كل من يحمل سلاحاً أو يطلق الرصاص، وهو ما حصل بالفعل، بعدما أطلق الجنود رصاصات تحذيرية لوقف المعارك.

المعطى الخامس، لم يطلق الرصاص من جهة أحياء منطقة عين الرمانة على عناصر حزب الله، والدليل أنه لم تصب أي بناية في منطقة الشياح بالرصاص، بينما تعرضت الأبنية في عين الرمانة لتخريب كبير، ويستغرب المصدر عدد القتلى من مقاتلي حزب الله، على الرغم من خبراتهم الحربية التي اكتسبوها خلال حربهم على الشعب السوري.

ويتخوف من تحول الصراع كما هو حالياً من جولات "حروب صغيرة" إلى حرب كبيرة، فالجولات بدأت في قرية شويا بالجنوب حين منع الأهالي الميليشيات من قصف مناطق إسرائيلية انطلاقا من بلدتهم، لتنتقل بعدها إلى منطقة خلدة جنوب بيروت حيث قتل عدد من عناصر الميليشيات في اشتباك مع أهالي حي العرب، لتصل الجولة الثالثة إلى الطيونة عين الرمانة.