الإثنين 18 أكتوبر 2021 / 11:23

حزب الله في ورطة...اللبنانيون كسروا حاجز الخوف

كتب أيال زيسر في صحيفة "إسرائيل اليوم" أن حزب الله في ورطة، مضيفاً أن الانتخابات في العراق، التي ألحقت هزيمة شديدة بالميليشيات المؤيدة لايران، بما فيها حزب الله العراقي، تبين تزايد النقد للذين يعلقون آمالهم على طهران، حتى في أوساط الشيعة.

كما تفيد الانتخابات في العراق، التي ألحقت هزيمة شديدة بالميليشيات المؤيدة لإيران بما فيها حزب الله العراق، يتبين أنه حتى في أوساط الشيعة يتعاظم النقد للذين يعلقون آمالهم على طهران

في لبنان المجاور، تعد الاشتباكات المسلحة في الشوارع بين العصابات أو الميليشيات المتخاصمة أمراً عادياً، فلبنان دولة فاشلة، حكومته تفتقر للسيطرة والتأثير على مراكز القوة العاملة فيها، وعلى رأسها، بالطبع حزب الله. فبعد كل شيء، فإن السياسيين اللبنانيين، بمن فيهم وزراء الحكومة، هم الذين يقفون على رأس الميليشيات التي تعربد في الشوارع. وغياب القدرة على الحُكم تخدم مصالحهم السياسية والتجارية، وبالتالي لا يحتمل أن يعملوا بجدية لتغيير هذا الواقع.

ولكن زيسر، يرى أنه حتى بمقاييس لبنانية، فإن المعارك في وسط العاصمة بيروت كانت حدثاً شاذاً. ليس بسبب استخدام الرشاسات وقذائف الـ "آر.بي جي"، بل لأن النار صوبت نحو حزب الله، القوة السياسية والعسكرية المهمة والقوية في لبنان اليوم.

فقد أخرج حزب الله وحركة أمل، رجالهما للتظاهر مطالبين بإقالة قاضي التحقيق في قضية انفجار مخزن نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت في أغسطس (آب) 2020، الذي قتل المئات وأصاب الآلاف، وتقدر أضراره بمليارات الدولارات.

ويبدو أن حزب الله يخشى أن يوجه القاضي نحوه أصبع اتهام، إذ زعم في الماضي أن التنظيم هو الذي اشترى الأمونيوم خدمة للحرس الثوري الإيراني، ورجاله هم الذين جعلوا أجزاء من المرفأ مناطق خارجة عن النفوذ الحكومي، تحت سيطرتهم.

في الأوقات العادية، لا يخشى حزب الله سلطات القضاء في لبنان. فمنذ بضع سنوات قالت محكمة دولية إن الحزب يقف خلف اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، وتجاهل التنظيم قرار المحكمة.

ولكن الوضع اليوم أكثر حساسية بالنسبة لحزب الله، فلبنان يعيش أزمة سياسية واقتصادية متواصلة، وتوفير الكهرباء والماء متعثر، ونفد الوقود من المحطات، والأدوية من الصيدليات. وفي مثل هذا الوضع فان مزيداً من اللبنانيين، بما فيهم من أبناء الطائفة الشيعية، يرون حزب الله مسؤولاً عن الأزمة ولا الذي يمكنه أن يساعد في حلها.

حادث القرية الدرزية
يُعتقد أن حاجز الخوف من حزب الله قد تحطم. قبل أشهر فقط، هاجم سكان القرية الدرزية قرب حاصبيا رجال الحزب الذين أطلقوا الصواريخ من أطراف قريتهم نحو إسرائيل. ضربوهم بشدة وسلموهم مع السيارة التي أقلتهم للجيش اللبناني، الذي سارع إلى تسليمهم للحزب!.  

ومع ذلك، فان الأجواء في لبنان ليست مشابهة لتلك التي سادت عشية الحرب الأهلية قبل نحو 50 عاماً، فلا أحد معنياً بالحرب كما أن لا أحد قادر على أن يصطدم بحزب الله عسكرياً، فمعظم الجمهور المسيحي يرتبط بعلاقات مريحة مع التنظيم بينما يفتقد السُنة للقوة العسكرية والقيادة وخاصةً للرغبة في القتال.

أما نصرالله، من جهته، فسارع إلى إعلان رجال "القوات اللبنانية" مذنبين. ويدور الحديث عن جناح مسيحي ماروني متطرف كان ينتمي في الماضي للكتائب.

ومع ذلك يحتاج حزب الله الى الشرعية وإلى التأييد الجماهيري، غير أنه كما تفيد الانتخابات في العراق، التي ألحقت هزيمة شديدة بالميليشيات المؤيدة لإيران بما فيها حزب الله العراق، يتبين أنه حتى في أوساط الشيعة يتعاظم النقد للذين يعلقون آمالهم على طهران.

ورغم أن حزب الله في مشكلة، لكنه لن يشيح بنظره عن إسرائيل. وكما في الماضي، هو غير معني بالمواجهة، ولكنه مصمم على الإبقاء على معادلة الردع ومنع إسرائيل من استغلال ضعفه.

وبعد كل شيء لا يوجد في نظره أي تضارب بين المواجهات في شوارع بيروت، وبين الحفاظ على قدرته على إطلاق الصواريخ نحو اسرائيل.