الثلاثاء 19 أكتوبر 2021 / 15:10

"كباتن الزعتري".. وثائقي يحلق بأحلام اللاجئين خارج أسوار المخيمات

خاض المخرج المصري علي العربي رحلة طويلة امتدت لأكثر من سبع سنوات ليرى فيلمه الوثائقي الطويل الأول يشارك في مهرجانات سينمائية كبرى، لكن الفيلم لم يقدم على الشاشة حلم المخرج فحسب بل أحلام آلاف اللاجئين في مخيم الزعتري في الأردن من الذين يبحثون عن حياة أفضل.

يتتبع فيلم كباتن الزعتري قصة اللاجئين السوريين محمود وفوزي منذ المراهقة عندما كانا في الـ 16 والـ17 عاما وصولا إلى العشرينات من العمر ورحلتهما مع كرة القدم التي كانت تسليتهما الوحيدة داخل المخيم، حتى تحولت إلى عشق ونافذة أمل يمكن أن تأخذهما بعيدا عن إحباطات اللجوء والغربة.

وبعد أن يصبح محمود وفوزي من أمهر اللاعبين في المخيم يبتسم لهما القدر حين تأتي أكاديمية اسباير القطرية الرياضية لاختيار مجموعة من المواهب لتشكيل فريق "أحلام سوريا" الذي ينتقل من المخيم إلى داخل الأردن ومنه إلى قطر حيث يشارك في بطولة كبيرة تذاع مبارياتها على شاشات التلفزيون ويراهما أهلهما في الزعتري.

وأثناء مؤتمر صحافي قبل إحدى المباريات يأتي حديث محمود للإعلام معبراً عن جيله الذي نشأ وتربى في مخيمات اللاجئين قائلاً: "اعطوا جميع اللاجئين فرصة، فرصة للتعليم، فرصة للرعاية الصحية، فرصة للرياضة، كل ما يحتاجه اللاجئ، هو فرصة وليس الشفقة".

وبعد وصوله للذروة يكمل الفيلم رحلة عودة محمود وفوزي إلى المخيم حيث تجاوز كلاهما العشرين، ويشرعان في نقل الخبرات القليلة التي اكتسباها خلال رحلتهما إلى جيل أصغر من أطفال المخيم، ربما يكون حظه أفضل في العيش يوماً خارج أسوار الزعتري وإيجاد فرصة احتراف بأندية كبيرة.

الفيلم مدته 75 دقيقة وساهمت فيه جهات إنتاج متعددة، نظراً لطول فترة تصويره كما حصل على تمويل من منصة الجونة السينمائية وحظي بمساندة ودعم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وقال المخرج علي العربي عقب عرض الفيلم بمهرجان الجونة: "قبل التصوير ركزنا على كسر الحاجز بيننا، وبين بطلي الفيلم فعكفنا على توطيد علاقتنا بهما لمدة عام تقريباً، حتى أصبحنا أصدقاء وزالت عنهما رهبة الكاميرا".

وأضاف "على مدى سنوات تراكمت لدينا مادة مصورة تزيد على 700 ساعة  ما جعل المونتاج صعباً ومرهقاً لكن دخول شركاء جدد معنا ساعدنا على الاستفادة بأكبر عدد من الآراء للوصول إلى الأفضل".

وأوضح أن البداية لم تكن سهلة إذ تطلب الأمر تصوير بضع ساعات ويعدها فريق الفيلم ويعرضها على السلطات في الأردن والجهات المسؤولة عن مخيم الزعتري لطمأنتهم عن غياب محتوى مسيء أو ضار بقضية اللاجئين وكسب دعمهم، إلا أن هذا لم يمنع كثيراً من المتاعب لاحقاً.

ومثلما كانت البداية صعبة وخاضها العربي وحيدا قبل انضمام شركاء آخرين إليه جاءت النهاية أصعب إذ يحكي عن آخر يوم تصوير في الفيلم قائلاً: "قررنا التوقف عن التصوير عندما وجدنا أن لدينا رحلة طويلة نستطيع الحكي عنها ولأن الاثنين كبرا ووصلا إلى الـ 22 والـ23 عاماً، حينها سألني فوزي متى ستأتون في المرة القادمة ؟".

وأكد أن مخيم الزعتري ملئ بالحكايات المفعمة بالأمل والطموح التي تستحق السرد مثل قصة محمود وفوزي لذلك فإنه يعتبر فيلمه نقطة ضوء على القضية يتمنى أن تجذب المزيد من الاهتمام نحوها وألا يتحول الأمر إلى "موضة" لأفلام اللاجئين تظهر لبعض الوقت ثم تختفي.