صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الأربعاء 20 أكتوبر 2021 / 11:05

صحف عربية: فلول نظام البشير تعمق الأزمة السودانية

تتفاقم الخلافات بين المكون المدني والعسكري في السودان الذي يعيش ظروفاً استثنائية في ظل التظاهرات المتصاعدة مع تلميح من العسكريين باستخدام ورقة الاحتجاجات لضمان البقاء على رأس مجلس السيادة.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، فإن المخاوف تتزايد من دخول السودان في أزمة كبيرة مع رصد دعم من فلول النظام السابق لمؤيدي الثورة السودانية وأيضاً للطامحين بالانقلاب عليها.

"سيناريوهان"
في صحيفة "العرب" اللندنية يقول الكاتب المصري محمد أبوالفضل، وسط السحب التي تراكمت الأيام الماضية وما أضافه الاعتصام المفتوح من تعقيد في الأزمة، أصبح السودان أمام سيناريوهين، يدور أحدهما في فلك الفشل التام وفتح الباب أمام ما يصفه البعض من السياسيين بـ"الجحيم"، والآخر لا يستبعد انكسار حدة الأزمة والعودة بها إلى مربع الهدوء.

ويضيف أبوالفضل، يستند كل سيناريو إلى محددات تجعل الوصول إليه سهلة، وكوابح يمكن أن تمنع ذلك، وما يرجح كفة خيار على آخر ما يتوافر له من معطيات تعززه، فالتصعيد الذي ظهرت ملامحه في خطاب قوى عديدة يشي بعزمها الاستمرار فيه والذهاب به إلى حافة الهاوية، والليونة التي يحاول البعض التحلي بها لتفويت الفرصة على الخيار السابق قد تفتح نافذة لتصويب الأوضاع المتدهورة.

وقال، أكدت حصيلة أكثر من عامين من توافق الضرورة في هرم السلطة الانتقالية المكون من مجلسي السيادة والوزراء، أن استمرار التفاهم السياسي عملية صعبة بينهما، واختبر كل طرف قدرات الآخر وعرف مكامن قوته ومواضع ضعفه، ما يعني أن هذه الأزمة مختلفة عن غيرها من الأزمات، فإذا لم يستثمرها الجيش لفرض إرادته التامة قد لا تتاح أمامه فرصة أخرى. وأكد الكاتب المصري، أن المؤسسة العسكرية جهزت المسرح السياسي جيداً لاعتصام المتظاهرين أمام مقر رئاسة الجمهورية، وهي المنطقة التي كانت مُحرمة من قبل عليهم، ووصولهم إليها بسهولة واستقرارهم فيها يفيد بأن هناك خطة تم تجهيزها، فالكثير من الترتيبات التي اتخذت تشير إلى أن السودانيين أمام "اعتصام مصطنع" أو "ثورة مضادة" يتم تجهيزها تريد تحقيق هدفها في استمرار العسكريين على رأس مجلس السيادة، وعدم تسليم رئاسته إلى المدنيين في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

فلول البشير
ذكرت صحيفة "الاتحاد"، أن المحتجين التابعين لجبهة "ميثاق التوافق الوطني" المنشقة عن قوى الحرية والتغيير، واصلوا اعتصامهم الذي يدخل يومه الخامس اليوم، على التوالي أمام القصر الجمهوري بالعاصمة السودانية الخرطوم، في وقت توالت الاتهامات والشكوك في الأطراف التي تقف خلف الاعتصام والدوافع التي تحرك منفذوه.

وأكدت الصحيفة، أن في هذه الأثناء، تكثفت استعدادات قوى "الحرية والتغيير" من أجل الإعداد لمظاهرة دعت لها من أجل "دعم الحكومة والتصدي لأي انقلاب عسكري أو مدني". وجاء ذلك وسط تحذيرات سياسيين ومراقبين سودانيين من خطورة استمرار أطراف الأزمة في التعنت واستمرار انسداد الأفق السياسي، وخطورة الانقسام الراهن على كل المستويات، في ظل مخاوف من الانزلاق إلى العنف والفوضى والاقتتال.

وقالت قوى "الحرية والتغيير": إنها تدعم وتشارك في مواكب "دعم الانتقال المدني الديمقراطي، والعدالة". وقال عروة الصادق القيادي بقوى الحرية والتغيير لـ"الاتحاد"، إن "الخلاف الحالي بين مؤيدي الثورة السودانية والساعين للانقلاب عليها، مدعومين بفلول النظام السابق".

من جانبه، أكد ياسر عرمان المستشار السياسي لرئيس الوزراء السوداني، أن يوم غدٍ الخميس سيكون يوماً من أيام ثورة ديسمبر (كانون الأول) التي أطاحت بنظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، وأنه سيعيد للثورة ذروتها. فيما أكد محمد حسن التعايشي، عضو مجلس السيادة السوداني، أهمية الالتزام بالوثيقة الدستورية، والربط المحكم بين بناء جيش وطني واحد والانتقال المدني الديمقراطي الكامل.

الشراكة..هي الحل
يقول الكاتب فؤاد مطر في صحيفة "الشرق الأوسط"، الصيغة التشاركية التي حدثت وبمقتضاها كان التعاون العسكري - المدني الذي أثمر طمأنينة وأجواء ارتياح عربي ودولي واحتمالات عوائد تستتبع إلغاء ديون متراكمة وجدولة ديون غير قابلة للإسقاط، هذا إلى جانب اختراق محسوب لمحرمات ارتبطت برؤية لم تأخذ واجب التوضيح اللازم هي أفضل مفتاح لبوابة الاستقرار للسودان المحروم من هذه النعمة منذ الخمسينات ويتقاسم السياسيون والعسكريون على حد سواء وزر هذا الحرمان.

وعندما تكون هذه هي النظرة إلى الصيغة التشاركية العسكرية - المدنية، فلأن كنه المسألة يؤكد بعض الحقائق ومنها أن الانتفاضة الشعبية التي حدثت ضد نظام الرئيس عمر حسن البشير كانت خطوة شجاعة من حيث عفويتها، إنما لولا الدخول السلس من جانب بعض العسكريين على خط الأزمة ودعمهم المتدرج للمنتفضين لكانت هذه الانتفاضة التي بدأت مثل شمعة تنير عتمة سياسية واجتماعية أبلغها النظام البشيري مداها، ستنطفئ ويتكسر الاندفاع الشعبي الذي ملأ شوارع العاصمة المثلثة وأسطح رحلات القطار الآتية من الولايات البعيدة، على أسوار المؤسسات البشيرية الحزبية وتبدأ حرب أهلية من نوع غير مألوف، يواجه فيها السوداني المعترض شقيقه السوداني "الإنقاذي".

ويقول مطر، كان العسكريون الذين اصطفوا إلى جانب المحتجين على درجة من الحكمة والبصيرة. سجلوا مواقف لكنهم لم يصدروا بلاغات وإنما بعض التوضيحات والتنبيهات عند الضرورة والخشية من فلتان الأمور، كون البلاغات أولاً وثانياً وتباعاً معناها انقلاب عسكري. وهم بهذا التصرف صانوا الحراك الشعبي وفي الوقت نفسه سجلوا صيغة معادلة موضوعية خلاصتها أن الانتفاضة من دون موقفهم كانت ستتكسر.