صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الخميس 21 أكتوبر 2021 / 11:14

صحف عربية: التسوية السياسية في اليمن.. ورقة ضغط بيد إيران

كشفت جولة المبعوث الأمريكي إلى إيران روبت مالي لدول الخليج، ارتباط أجندة الزيارة بملف الحرب في اليمن، وبحث تداعياتها مع اللاعبين الإقليميين المؤثرين في الملف اليمني للتوصل إلى تسوية سياسية وسلام شامل وعادل.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، ندد مجلس الأمن بهجمات ميليشيا الحوثي المتصاعدة ضد السعودية، في حين أكد مسؤول أن العملية السلام في اليمن تحظى بدعم أوروبي كامل.

حراك دبلوماسي
في صحيفة العرب اللندنية، قالت مصادر سياسية يمنية إن الجهود الدبلوماسية الأمريكية لوقف الحرب في اليمن والدفع باتجاه تسوية سياسية باتت أكثر وضوحاً في الآونة الأخيرة، في سياق صفقة إقليمية تشمل التوافق مع إيران حول الملف النووي.

وأشارت المصادر إلى الكشف مؤخراً عن جولات من الحوار بين الرياض وطهران شجع الإدارة الأمريكية على ربط تحركاتها الخاصة بالملف اليمني مع تلك المرتبطة بالحوار الجاري مع النظام الإيراني حول استئناف العمل بالاتفاق النووي، من خلال زيارات قام بها كل من المبعوثين الأمريكيين لليمن وإيران إلى المنطقة وشملت الالتقاء بمسؤولين يمنيين وسعوديين.

ويعتقد مراقبون للشأن اليمني أن الحراك الدبلوماسي الأممي والأمريكي النشط في هذا التوقيت لا يتوافق مع حالة التصعيد العسكري الحوثي على الأرض، والتي تنذر بالمزيد من التوتر السياسي والعسكري في الأزمة اليمنية.

واعتبر رئيس مركز فنار لبحوث السياسات عزت مصطفى أن "توظيف إيران أذرعها في المنطقة خلال المباحثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن ملفها النووي، هو بمثابة ورقة ضغط قوية تستغلها طهران سواء نجحت مفاوضات دفعها إلى العودة لملفها النووي أو فشلت".

وأضاف حول ارتباط مسار المباحثات مع إيران بالملف اليمني "لاحظنا في اليمن أن التصعيد العسكري الحوثي بمأرب وإطلاق المسيّرات والصواريخ الباليستية باتجاه السعودية يساعدان طهران كثيراً في قضية الملف النووي، إذ تربط من خلاله الصراع المحلي بالبعد الإقليمي والمساومة به على تحقيق الأهداف الدولية".

وتابع "ملف التسوية السياسية في اليمن أهم أوراق الضغط بيد إيران، خاصة أنه سبق لها أن نشرت منظومة صواريخها الباليستية في اليمن بشكل خاص، ويشكل ذلك إفلاتاً لهذه المنظومة الصاروخية خارج الحدود الإيرانية من أي اتفاق قد يتم لعودة إيران إلى الملف النووي".

تنديد أممي
ومن جهتها، كشفت صحيفة عكاظ السعودية عن تنديد مجموعة من أعضاء مجلس الأمن الدولي بهجمات الحوثيين عبر الحدود ضد المملكة، مسلطين الضوء على هجوم 8 أكتوبر(تشرين الأول) الجاري على مطار الملك عبدالله، وهجمات الطائرات دون طيار التي استهدفت مطار أبها المدني.

وأعربوا عن إدانتهم العدد المتزايد للحوادث قبالة السواحل اليمنية، بما في ذلك الهجمات على السفن المدنية والتجارية، التي تشكل خطراً كبيراً على الأمن البحري للسفن في خليج عدن والبحر الأحمر، مشددين على ضرورة وقف التصعيد من قبل الجميع، بما في ذلك الوقف الفوري لتصعيد الحوثيين في مأرب، معربين عن إدانتهم تجنيد الأطفال واستخدامهم العنف الجنسي في الصراع.

وطالب أعضاء مجلس الأمن في بيان بوقف فوري لإطلاق النار على الصعيد الوطني، وفقاً للقرار 2565 (2021)، داعين إلى حل الخلافات من خلال الحوار الشامل ورفض العنف لتحقيق أهداف سياسية، ومرحبين في هذا الصدد بإعلان المملكة العربية السعودية في 22 مارس(أذار) الماضي الذي حظي بدعم الحكومة اليمنية.

وأشاروا إلى التزامهم القوي بوحدة وسيادة واستقلال وسلامة أراضي اليمن، معربين عن قلقهم من أن عدم إحراز تقدم في عملية السلام يمكن أن يستغل من قبل الإرهابيين في اليمن، داعين جميع الدول الأعضاء والجهات الفاعلة الأخرى إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب حظر الأسلحة المستهدف.

وأكد ‏بيان مجلس الأمن صحة الموقف الذي أعلنته قيادة المملكة عن خطورة جماعة الحوثي الإرهابية على الأمن الإقليمي والدولي وعلى سلامة حركة التجارة العالمية وإمدادات الطاقة، كما نوه بالمبادرة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن والموقف الإنساني الحكيم الذي تقوم به قيادة المملكة، لتجنيب الشعب اليمني ويلات الحرب وعودة الحياة الطبيعية واستئناف تقديم الإغاثة للمدنيين.

دعم أوروبي كامل
وبدوره، شدد المبعوث السويدي إلى اليمن بيتر سيمنبي في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط، على أن الحوثيين يحتاجون الآن إلى اغتنام الفرصة للانخراط بجدية أكبر في المفاوضات مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ومن دون أي شروط مسبقة.

ويعتقد المبعوث أن أهم خطوة فورية يمكن للحوثيين اتخاذها لإظهار رغبتهم في السلام تتمثل في وقف الهجوم في مأرب، الذي يرى أنه يتسبب في كثير من المعاناة البشرية وخسائر في الأرواح.

واعتبر أن تعيين مبعوث أممي جديد فرصة مهمة لمنح طاقة جديدة لجهود السلام في اليمن، يجب أن يكون الهدف المشترك هو إطلاق عملية سياسية شاملة والمحافظة عليها، لمساعدة اليمنيين على إيجاد طريق السلام، مضيفاً أنه "يجب عليه مساعدة اليمنيين في إيجاد طريقة لحل الخلافات القائمة فيما بينهم".

وفي معرض إجابته عن سؤال يتعلق بالاتحاد الأوروبي، قال الدبلوماسي السويدي إن "اليمن هو القضية التي تتحد بشأنها دول الاتحاد الأوروبي بالكامل في دعم جهود السلام"، وأضاف "آمل أن نشهد جهوداً مشتركة أقوى من جانب الاتحاد الأوروبي إزاء اليمن في المستقبل، مؤكداً أن بلاده سوف تواصل المشاركة في اليمن إذا كان بإمكانها أن تُحدث فرقاً ملموساً.

وأرجع المبعوث الأممي اتصالات بلاده المنتظمة مع الحوثيين إلى ما قبل انعقاد مشاورات استوكهولم نهاية عام 2018، ويجزم بأن السويد ليس لها أي تأثير خاص على جماعة الحوثي، لكنه يقول إن بين الطرفين علاقة احترام، وأوضح "اتصالاتنا مع طرف معين ليست وحدها ذات الصلة، بل إنها حقيقة المشاركة بانتظام وبصورة مكثفة مع جميع أصحاب المصلحة في الصراع اليمني".