إكسبو 2020 (أرشيف)
إكسبو 2020 (أرشيف)
الخميس 21 أكتوبر 2021 / 11:42

"إكسبو".. مكاسب استراتيجية إماراتية

يوسف الحداد - الاتحاد

لا تقتصر عوائد استضافة "إكسبو 2020 دبي" على الجانب الاقتصادي، بل تتعداه لتشمل الجوانب الثقافية والسياحية والعلمية والإعلامية، حيث أن هذه المعارض العالمية ذات الموروث التاريخي الكبير والآثار الممتدة، تمثل منصةً مهمةً تتلاقى فيها جميع النخب المؤثرة، على الصعيد العالمي، لاسيما أن هذا المعرض لا يقام سوى كل 5 أعوام، وتشارك فيه مئات الدول التي تستعرض أحدث قدراتها التكنولوجية والابتكارية والعلمية، فضلاً عن أن استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة، بكل ما تمتلكه من خصائص وسمات ترويجية وسياحية عالمية لهذه الدورة من إكسبو، تضفي عليها خصوصية فريدة، لما تمثله الإمارات من وجهة عالمية مثالية في هذا التوقيت الذي تعاني فيها معظم دول العالم تبعات تفشي فيروس كورونا.

وتسهم استضافة هذا المعرض العالمي في دولة الإمارات في تسريع وتيرة إنعاش الاقتصاد الوطني، ومعالجة آثار تفشي وباء كورونا محلياً وعالمياً، حيث تعاني اقتصادات جميع الدول آثار هذه الجائحة التي تسببت في انكماش الاقتصادات العالمية.

وفي هذا الإطار تشير التوقعات إلى أن مشاركة هذا العدد الضخم من الدول في أول حدث من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، يمكن أن يعزز اقتصاد الإمارات بمقدار 33 مليار دولار، حيث تتوقع الدولة استقبال 25 مليون زائر للمعرض، وبالتالي يتوقع أن يعيد "إكسبو 2020 دبي" الاقتصاد الإماراتي إلى معدلات نمو ما قبل الوباء.

كما تعزز استضافة إكسبو مكانةَ الدولة على خارطة السياحة والاستثمارات في العالم، فعلى الرغم من ريادة الإمارات إقليمياً في جميع مؤشرات التنافسية العالمية، فإن هذا المعرض الذي حظي باهتمام كبير من القيادة الرشيدة، سيرتقي بمكانة الإمارات بما سيشهده من استعراض لتقنيات متطورة على صعيد الاستدامة والتنقل والفرص.

قد لا تكون هناك مناسبة مثالية لتسويق الإمارات عالمياً كأرض للتسامح والتعايش بين البشر من مختلف الجنسيات والأديان والأعراق والمذاهب، حيث يمثل "إكسبو 2020 دبي" هذه المناسبة من خلال هذا التجمع العالمي المهم للبحث في حلول للتحديات العالمية على قاعدة التعاون الدولي الذي تحتاجه البشرية بشدة في مرحلة ما بعد كورونا، فوجود ملايين الزائرين فرصة مثالية للتعرف على نموذج الإمارات القيمي والأخلاقي الفريد، حيث يعد إكسبو أكبر حدث دولي من حيث الشمول واستقطاب الزائرين.

ولا شك في أن حصول الإمارات على أعلى عدد من الأصوات في تاريخ المكتب الدولي للمعارض خلال التصويت لاختيار المدينة التي ستستضيف هذه الدورة من إكسبو الدولي، يمثل تصويتاً عالمياً بالثقة، ويجسد الاهتمام الدولي الكبير بتعزيز التعاون والتواصل مع شعوب منطقتنا، وهو أيضاً إقرار بمكانة الإمارات المرموقة على الساحة الدولية، وشهادة فخر بما حققته الدولة على مستوى مؤشرات التنافسية العالمية في جميع مؤشرات التنمية، والصعود اللافت في المكانة والنفوذ والعلاقات الدولية والعمل الإنساني العالمي.

كما يبعث "إكسبو 2020" برسالة إماراتية للعالم من خلال الشعار الخاص بالمعرض، والذي يدل على أن الإماراتيين أبناء حضارة، ويحملون اليوم قيم الحضارة للعالم، كما أنهم سيبقون أهل انفتاح وتواصل مع بقية الحضارات، ويعزز دور الإمارات كحلقة تواصل مع حضارات قديمة، واستمرارها في كونها نقطة التقاء وتواصل حضاري عبر إكسبو وما بعده.

إن "إكسبو 2020" يمثل فرصة مثالية للجمع بين أهداف هذا الحدث العالمي الفريد وهوية الإمارات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالابتكار والتجديد والانشغال بالمستقبل والبحث عن الأفكار الرائدة الجديدة، ما يعكس حالة التماهي التي تجعل من المعرض منصةً عالميةً استثنائية لاكتشاف الحلول المبتكرة والرائدة للمواضيع الفرعية الثلاثة التي تم تحديدها كعوامل رئيسة للتنمية العالمية، وهي الاستدامة والتنقل والفرص.

كما يعزز "إكسبو 2020" قوة الإمارات الناعمة على الساحة الدولية، ويضيف إلى مكانتها وسمعتها العالمية المرموقة، بما ينعكس إيجاباً على سعيها للوصول إلى الرقم (1) عالمياً في مختلف مؤشرات التنمية والتنافسية العالمية، فضلاً عن تعزيز قدرتها على استقطاب وتوطين التكنولوجيا، ويجعل الإمارات منصةً رئيسية لانطلاق التقنيات التكنولوجية الحديثة، ونقطة انطلاق كذلك للشركات الأجنبية، ومركزاً للإبداع والابتكار العالمي، خاصةً أن الإمارات توفر بيئة حاضنة للإبداع، نظراً لما تتسم به من مناخات الحرية والشفافية والاستثمار في العقول والمواهب.

سيشكل معرض "إكسبو 2020 دبي" منصة مميزة لتكريس نماذج جديدة لتدفق القدرات المالية والفكرية الكفيلة بتعزيز روح ريادة الأعمال والابتكار، كما سيركز على اكتشاف سبل الترابط وتحديد الشراكات المحتملة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى إنتاج إرث من الابتكارات الجديدة التي تفيد الإمارات في تحقيق تطلعاتها التنموية من ناحية، وتفيد دول العالم أجمع وشعوبه من ناحية ثانية.