المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.(أرشيف)
المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.(أرشيف)
الخميس 21 أكتوبر 2021 / 12:27

وول ستريت جورنال: إيران لن تتوقف قبل حصولها على القنبلة

24-زياد الأشقر

كتب المعلقان رويل مارك غيرشيت وراي تقيه عن مواصلىة إيران زيادة مخزونها من الأورانيوم المخصب وصولاً إلى حيازتها ما يكفي من المواد الإنشطارية التي تكفي لصنع قنبلة نووية، معتبرين أن ثمة أملاً سائداً في المؤسسة الأمريكية الرسمية، بأنه مهما إقتربت إيران من العتبة النووية، فإنها لن تفجر قنبلة.

على البيت الأبيض والكونغرس البدء في التفكير في ما يجب القيام به بعد أول تفجير نووي إيراني

وتزعم الإستخبارات أن طهران لا تتخذ في الوقت الحالي خطوات لإنتاج سلاح نووي. ويريد الكثير تصديق أن فتوى المرشد الاعلى علي خامنئي التي تحرم إنتاج وإستخدام الأسلحة النووية، ستمنع إيران من تجاوز العتبة النووية، ولكن الكاتبين يعتبران في مقالهما في صحيفة "وول ستريت جورنال" إن هذه الآمال هي مجرد أوهام.

وقالا "إن الجمهورية الإسلامية هي عبارة عن نظام إيديولوجي متحمس يعتمد دائماً على المؤمرات لتفسير أزماته. ويتحدث قادة النظام على نحوٍ متكررٍ عما يسمونه بجمعيات سرية من الصهاينة واليهود الذين يسيطرون على أمريكا ويعدون مخططات ضد الثورة الإسلامية. إن خامنئي وحاشيته لم ينفقوا المليارات ولم يتحملوا موجات من العقوبات والإضطرابات الإجتماعية من أجل الإقتراب فقط من السلاح النووي. إنهم سيصنعون القنبلة في أقرب وقت يتمكنون من ذلك، ومن ثم يجدون التبرير لها".

ويضيف الكاتبان إن النظام الديني يجري تحولات تدريجية على نفسه. لقد طهر خامنئي البراغماتيين من القيادة الإيرانية. وأُجبر الإصلاحيون الذين إحتشدوا حول محمد خاتمي (الرئيس بين عامي 1997و 2005) وظنوا أنه يمكن إضفاء المرونة على رجال الدين، على التقاعد، من طريق صناديق الإقتراع ومنعوا من أروقة السلطة. وحتى المحافظين الذين فكروا في الإنخراط الديبلوماسي مع الغرب من أجل تعزيز موقع النظام وقوته الإقتصادية، على غرار الرئيس السابق حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى السابق علي لاريجاني، قد منعوا من الحصول على مقعد على الطاولة. إن الرئيس الجديد إبراهيم الرئيسي هو التجسيد للنخبة الجديدة-المتشددة والعقائدية والمتجاهلة لحساسيات الغرب".

ووفق ما يرى رجال النظام الديني، فإن الولايات المتحدة تستخدم مؤسسات مثل مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية للضغط على النظام من أجل إخضاعه. إن مواثيق حظر الإنتشار النووي والإتفاقات الدولية لا تعني شيئاً بالنسبة إلى طهران. وكما قال خامنئي مؤخراً "عندما تجعل من شؤونك رهينة للتعاون الغربي، فإنك تفشل، وعندما تتقدم وتبادر من دون الوثوق بالغرب، فإنك تنجح".
وفي رأي الكاتبين أن إيران لن تحاول الإنضمام إلى أسرة دولية يديرها أعداءها.

كما أن ثمة أسباباً ترغم إيران على تطوير الأسلحة النووية. فحتى الآن، اعتمد النظام الديني على الوكلاء والميليشيات الشيعية لبسط قوته ونفوذه في أنحاء الشرق الأوسط، بثمن بخس نسبياً. ومن أجل ضمان أن إيران يمكنها مواجهة الغرب وإسرائيل ودول الخليج العربية، يحتاج النظام إلى مزيد من الأسلحة. إن بناء الجيوش والأساطيل البحرية والسلاح الجوي، هي عملية مكلفة وتتطلب الكثير من المداخيل الأجنبية، كما أن الإعتماد على الوكلاء لمواجهة خصوم مسلحين بشكل جيد، يبقى مهدداً. لذلك، فإن تأمين الهيمنة بثمن رخيص لا يتوافر إلا من طريق القنبلة النووية.

وأكد الكاتبان أن لا معوقات ذات معنى أمام الطموحات النووية للنظام الإيراني. وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحسب الكثير من الحسابات وتشعر بالخوف. إن مأزق أفغانستان والتشديد على وضع حد "للحروب التي لا تنتهي"، قد جعلت طهران أكثر جرأة، وهي تتلاعب بالولايات المتحدة من خلال المحادثات النووية المتقطعة. وفي خطابه المليء بالمشاكسات أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، سخر رئيسي من أمريكا قائلاً: "من الكابيتول إلى كابول...رسالة واحدة إلى العالم: إن نظام الهيمنة الأمريكي لا صدقية له، سواء داخل البلاد أو خارجها".

لا قوة في التاريخ أقوى من خداع الذات. وخامنئي يعتقد أنه على وشك تحقيق توازن مع الغرب. ولذا يتعين على البيت الأبيض والكونغرس البدء في التفكير في ما يجب القيام به بعد أول تفجير نووي إيراني، كي يضمنا تحول القنبلة إلى عبء على النظام وليس رصيداً له.

وخلص الكاتبات إلى أن على الإدارة الأمريكية أن تحاول تحقيق إجماع دولي ضد التجارة مع طهران، والتوجه إلى إشراك فرنسا، الدولة الأوروبية الأكثر إهتماماَ بحظر الإنتشار النووي، ويمكن الكونغرس أن يتبنى قوانين تقيد الوصول إلى الأسواق الأمريكية من قبل الدول التي تتعامل تجارياً مع إيران. وإذا لم يتم فعل شيء في هذا الإتجاه، فإن الواقعية والإنهزامية، يمكن أن يصبا في مصلحة النظام بشكل حاسم.