صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الجمعة 22 أكتوبر 2021 / 10:20

صحف عربية: الحوثيون عقبة السلام في اليمن

تواصل ميليشيا الحوثي، انتهاكاتها وتصعيدها الميداني الكبير في مديرية العبدية قرب مأرب ضمن مساعيها للسيطرة على المحافظة، حيث تهاجمها الميليشيا الحوثية بالصواريخ الباليستية وتفرض حصاراً مشدداً عليها.

وسلطت صحف عربية صادرة اليوم الجمعة، الضوء على ممارسات ميليشيا الحوثي وإعاقتها بشكل مستمر لأية مبادرات تهدف لإنهاء الأزمة في اليمن، والبدء في مسار سياسي يفضي للتخفيف من وطأة الأزمة السياسية والاقتصادية والإنسانية التي تعيشها البلاد.

تضييع فرص السلام
وقالت صحيفة "الخليج" في افتتاحيتها الجمعة، إن "الدبلوماسية الدولية تقاتل على أكثر من جبهة لتأمين وقف إطلاق النار في اليمن، وكفّ يد ميليشيات الحوثي الانقلابية عن اعتداءاتها المتصاعدة، لا سيما في مأرب، حيث تعيش مديرية "العبدية" كارثة إنسانية، وتتعرض مناطق أخرى لهجمات متكررة بالصواريخ الباليستية، والطائرات المسيّرة، من دون أن تسمع الميليشيات الانقلابية النداءات العاجلة لإفساح المجال لإغاثة المنكوبين والاستجابة لدعوات استئناف العملية السياسية، وصولاً إلى إنهاء الحرب".

وأضافت أن "هناك أزمة إنسانية مستفحلة في كل مكان، وعشرات الآلاف هجّروا من ديارهم وأصبحوا بلا مأوى، وسط نقص فادح في الغذاء والدواء في أوساط شديدة الفقر، ملايين الأطفال بلا تعليم، والآلاف منهم يجري تجنيدهم قسراً والزجّ بهم في جبهات القتال".

وتابعت "في صنعاء، هناك مجتمع أعاده الانقلاب إلى العصور الوسطى بتحريف التاريخ، وبث السموم الطائفية، ومصادرة الأملاك، والجرائم ضد الدولة، والسجون السرية، والإعدامات الميدانية المشينة، وكلها انتهاكات موثقة، وتجري أمام سمع العالم وبصره، ولكن قلّ من يدين أو يستنكر، كأن الشعب اليمني لا يستحق هبّة دولية تنقذه من مأساته التي تجاوزت حدود الاحتمال".

وقالت الصحيفة إنه "رغم أن الكل متفق على أن الأزمة اليمنية لن تحل إلا سلمياً، إلا أن هذه الجهود تتطلب آليات، ووسائل ضغط لإلزام جميع الأطراف، وبالأخص قادة الانقلاب الحوثي، بتسريع إنهاء القتال، واللقاء مع مكونات المجتمع اليمني الأخرى، والتوافق على مشروع للعيش المشترك وبناء المستقبل من دون تهميش أو إقصاء لأي كان"، مشيرة إلى أن الحوثي الذي يتوهم نفسه أكبر من اليمن، يتحمل المسؤولية الأكبر في تبديد فرص إنهاء الحرب وحقن الدماء.

جرائم حرب
وفي السياق نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية في تقرير نشرته الجمعة، عن حقوقيين يمنيين أن ميليشيا الحوثي ارتكبت جرائم مروعة في مديرية العبدية ومحافظة مأرب، واصفين الصمت الدولي تجاهها بأنه "وصمة عار" في وجه دعاة الإنسانية.

وصنفت رئيس الائتلاف اليمني للنساء المستقلات وسام باسندوة ما يحدث في العبدية بأنه جرائم حرب وإبادة جماعية مكتملة الأركان وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي يتجاهل إرهاب الحوثي.

وقالت إن "هناك عشرات الجرحى من الأسرى جرى إعدامهم بالقصف العشوائي للقرى أو بالمداهمات والاختطاف والتصفية المتعمدة"، مؤكدة أن المنظمات المحلية اليمنية تلقت عشرات البلاغات والمناشدات طوال الفترة الماضية، لكنها أصيب بخيبة أمل جراء عدم تجاوب المجتمع الدولي، مشيرة إلى أن الحوثيين اختطفوا 500 مدني ونقلوهم إلى جهة مجهولة، وأن حملة المداهمات لاتزال جارية.

ونقلت الصحيفة عن رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات عرفات حمران، أن المليشيا حاصرت العبدية التي يتجاوز سكانها 38 ألف نسمه شهراً تقريباً، ومنعت عنهم الغذاء والدواء والمواد والمشتقات النفطية بما فيها الغاز المنزلي، وظلت تقصف القرى بجميع أنواع الأسلحة ومنها الصواريخ الباليستية وصواريخ الكاتيوشا.

ولفت إلى وجود أكثر 300 جريح لم يستطيعوا الخروج للعلاج ولم يتدخل الصليب الأحمر لعلاجهم ولم يطلق حتى نداء للحوثي للسماح له بالتدخل، ما يعد جريمة بحق الإنسانية لا تقل عن جرائم الحوثي ولا يزال مصيرهم مجهولاً، لافتاً إلى أن صمت المنظمات الأممية يقتل اليمنيين كما تقتلهم صواريخ المليشيا.

وأوضح أن هناك 9 آلاف طفل وأكثر من 300 امرأة حامل يواجهون الموت وسط تجاهل منظمتي اليونيسف والصحة العالمية مسؤولياتهما خصوصاً بعد تدمير مستشفى العبدية الوحيد الذي كان يتواجد فيه أطفال وجرحى يتلقون العلاج.

وأفصح أن 3000 مدني تمكنوا من الفرار من المديرية والنزوح منها فيما ظل البقية يواجهون مصيرهم المحتوم في ظل قطع المليشيا للاتصالات وحرصها على إخفاء جرائمها عن العالم، كاشفاً عن تصفية 100 مدني بشكل متعمد خلال اقتحام القرى.

جهود دولية
ونقل موقع صحيفة "الشرق الأوسط" عن سفير المملكة المتحدة لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم، قوله إن المجتمع الدولي جاهز لقرار جديد يضفي الشرعية على أي تسوية سياسية شاملة تتوصل لها الأطراف اليمنية عبر الأمم المتحدة ممثلة في مبعوثها الجديد هانس غرندبرغ.

وشدد السفير البريطاني على أهمية تنفيذ اتفاق الرياض وتعامل أطرافه بإيجابية، نصح الانتقاليين بدعم الحكومة التي هم جزء منها، قائلاً: "في المستقبل لن تكون أي فرصة لأهدافهم السياسية إذا لم يتعاونوا مع الحكومة الآن، هذا ليس الوقت المناسب لدفع هذه الأجندة".

وصف السفير أوبنهايم الوضع حالياً في اليمن بـ"مخيف جداً"، وقال: "هناك خطر جدي لحصول مجاعة، أناس كثر لا يملكون القدرة على شراء الغذاء، ونعتقد أن التسوية السياسية هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق الاستقرار في اليمن، والتعامل مع الأزمة الإنسانية".

وأكد سفير المملكة المتحدة قلق بلاده العميق من استمرار الحرب والأزمة الإنسانية والاقتصادية في اليمن، وضمن ذلك الهجوم الحوثي على مأرب، والهجمات عبر الحدود التي وصفها بغير المقبولة بأي شكل من الأشكال.

وقال السفير البريطاني لدى اليمن إن التدخل الإيراني ودعمها عدم الاستقرار في اليمن والمنطقة ككل، عبر دعم الحوثيين بالصواريخ وغيرها يجعل الوضع أسوأ، ويعقد جهود الأمم المتحدة للسلام كما يهدد أمن المملكة العربية السعودية.

نهايات وشيكة
وحول علاقة تيارات الإسلام السياسي بالدولة، قال الكاتب في صحيفة "العرب" صالح البيضاني، إن "الحوثيين بعد استيلائهم على الدولة قدموا صورة مغايرة تماماً لتلك التي حاولوا تصوير أنفسهم بها، الأمر الذي تحول في الشارع اليمني إلى مثار للسخرية والتندر، فقد تضاعفت أسعار المشتقات النفطية أكثر من عشرة أضعاف بعد أن أقاموا الأسواق السوداء، كما فرضوا جبايات من كل شكل ولون بالتوازي مع التوقف عن صرف الرواتب، فعمقوا حالة الفقر والفاقة في مناطق سيطرتهم وزادوا الفقراء فقراً".

وأضاف "مثل هذه الجماعات لا تأتي إلى السلطة إلا عبر موجات العنف وعلى وقع انهيار الدولة، كما أنها لا تزدهر إلا في ظل الصراعات والحروب، وما يرافق ذلك من تأجيج ديني ومذهبي وشعارات شعبوية، وهو واقع الحال في اليمن اليوم، حيث يبرر الحوثيون كل صور فشلهم بالحرب التي أشعلوها بادئ الأمر ويطلقون عليها عدوانا، وهي الحجج الواهية التي لم تعد مقبولة حتى على مستوى الشارع اليمني المثخن بسياسة التجويع والتركيع والقمع".

وتابع "من يلاحظ طريقة تعاطي الجماعة الحوثية مع كل دعوات السلام وإيقاف الحرب، بما فيها تلك التي تتضمن استجابة لكثير من مطالب الحوثيين، يدرك تماما أن تلك الجماعة التي لا تؤمن بالسلام، لا تريده كذلك، فمع طول فترة الحرب وتحت ظلال البنادق المشرعة يتمكن الحوثيون من تحقيق الكثير من أهدافهم الأيديولوجية وتجييش المجتمع على طريقة الثورة الإسلامية في إيران التي زرعها الخميني وتم تعهدها بعد ذلك بالدماء والدموع التي تسقي جذورها ومن دون تلك الدماء والدموع تذبل أغصانها وتتساقط فروعها لا ريب، وهو ما لا يريده هذا المحور الذي يسمي نفسه "محور المقاومة" وهو فعليا لا يقاوم رغبات الشعوب في التحرر من نظرية المؤامرة وأوهام التمكين".