مؤسس صادات عدنان تانريفردي مع عسكري ليبي من قوات حكومة الوفاق السابقة (أرشيف)
مؤسس صادات عدنان تانريفردي مع عسكري ليبي من قوات حكومة الوفاق السابقة (أرشيف)
الجمعة 22 أكتوبر 2021 / 18:37

صادات التركية: اتهامنا بالعمل لصالح أنقرة جزء من حملة دولية لتشويه أردوغان

يبدي رجل الأعمال التركي مليح تانريفردي استياءه من تلميحات عن تحول شركته الخاصة للاستشارات الدفاعية إلى السلاح السري لأنقرة في حروب في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

ووُضعت شركة "صادات للاستشارات الدفاعية الدولية" تحت المجهر بشكل متزايد في أعقاب اتهامات أمريكية لها بتدريب سوريين يرسلون فيما بعد لدعم القوات الموالية لتركيا، في مناطق نزاعات مثل ليبيا.

وتقول الشركة في بيانها الرسمي، إن صادات "تهدف إلى مساعدة العالم الإسلامي على لعب دور بين القوى العالمية العظمى، قوة عالمية مكتفية ذاتياً".

غير أن تانريفردي يقول لوكالة فرانس برس، إن الاتهامات جزء من حملة تضليل غربية لتشويه صورة تركيا ورئيسها رجب طيب إردوغان.

وأكد في حوار خطي "لا علاقة لشركتنا بمنظمة مرتزقة".

وأكد في تصريحات بالانجليزية أن "دخول صادات إلى ميدان العمليات ضد القوى الدولية،  يشرح سبب التضليل الإعلامي هذا".

أسس شركة صادات في 2012 والد تانريفردي، عدنان، وهو عميد متعاقد انتهت خدمته خلال حملة التطهير في صفوف الجيش العلماني تقليدياً للحد من نفوذ الإسلاميين في 1996.

واكتسب دور الشركة الخفي في تعزيز مصالح تركيا في العالم الإسلامي، مزيداً من الاهتمام وسط مساعي إردوغان لضمان موطئ قدم في أفغانستان عقب خروج القوات الأمريكية منها.

اقترحت تركيا الاستعانة بمتعاقدين من القطاع الخاص لحماية مطار كابول لاستقبال الرحلات الدولية، وهو دور يبدو وكأنه صمم نظرياً لشركة صادات.

يقول تانريفريدي إن صادات وحدها "يمكنها تقديم خدمات الاستشارة والتدريب لوحدات أمنية وعسكرية تتولى ضمان أمن المطار".

ومجموعة عملياتها المقترحة، الملونة باللون الأخضر، على شعار الشركة الذي يظهر خريطة للعالم، تمتد من شمال إفريقيا إلى الشرق الأوسط، وأجزاء من وسط وجنوب شرق آسيا.

في 2020 قالت وزارة الدفاع الأمريكية، إن صادات أرسلت فرقا إلى ليبيا لتدريب مقاتلين سوريين، لمؤازرة قوات حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، المدعومة من تركيا.

وجاء في تقرير البنتاغون أن صادات "تشرف وتدفع الأموال لما يقدر عددهم بـ5 آلاف مقاتل سوري موال لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا".

ورفض تانريفردي التقرير والاتهامات عن إرسال صادات مقاتلين إلى أذربيجان خلال حرب العام الماضي ضد أرمينيا حول جيب ناغورنو قره باخ، معتبراً ذلك "نظرية مؤامرة".

وقال: "صادات لم تذهب أبداً إلى سوريا، أو ليبيا، أو أذربيجان" مضيفاً "أتظن فعلاً أننا من الاحتراف بحيث يمكننا خداع القوى العالمية؟".

ويعتبر بعض المحللين أن الشركة تتمتع بهذا القدر من الاحتراف.

وقال الخبير في شؤون الإرهاب في الجامعة الأمريكية ومعهد أوريون بوليسي، سوات تشوبوكتشو لوكالة فرانس برس: "هناك مصادر موثوقة تشير إلى أن صادات تلعب دوراً أساسياً في تدريب وتعبئة مقاتلين في سوريا، والاستعانة بهم مرتزقة".

أصبح تانريفيردي الوالد في البداية مستشاراً أمنياً كبيراً لأردوغان عقب محاولة الانقلاب في 2016.

ويعتقد البعض أن صادات توفر للحكومة التركية إمكانية إنكار الدور الذي تلعبه في الخارج.

ووصف تقرير لرئيس هيئة الأركان المشتركة في الولايات المتحدة مات باورز شركة صادات بـ "طرف مسهل بين أنقرة والمقاتلين السوريين".

واعتبر مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد فورين بوليسي للأبحاث آرون ستاين في تصريحات لوكالة فرانس برس، أن "هناك الكثير من التكهنات بأن الاستخبارات التركية تستخدم وسطاء مثل صادات لدفع مبالغ مالية لمقاتلين، ما يضفي غطاءً من الشرعية على الاستعانة بسوريين في عمليات في الخارج".

وأضاف "لكن ليس لدينا أي فكرة عن طريقة حصول ذلك".

ورفض تانريفردي كشف اسم أي من زبائن الشركة وقال: "نعمل في كل القارات، ومن ضمنها إفريقيا".

اعتبر تشوبوكتشو أن رؤية صادات السياسية بشكل علني للعالم وعدم امتلاكها وحدات مسلحة خاصة، هو ما يميزها عن فاغنر، شركة الأمن الروسية التي يعتقد على نطاق واسع أنها مرتبطة بالكرملين، والتي تنشر مقاتلين في إفريقيا الغنية بالموارد.

وقال تشوبوكتشو، إن شركة "صادات ترتبط بعلاقات ذات توجه عقائدي وأكثر تشابكاً مع حكومة دولتها".

غير أن تانريفردي رفض الاتهامات بأن شركته باتت جزءاً غير رسمي من الدولة التركية.

وأوضح أن صادات تحتاج لموافقة الدولة "لتصدير خدمات أو منتجات الصناعة الدفاعية" لكنها لا تأخذ تعليمات من وزارات أو من وكالة الاستخبارات الوطنية التركية.

ورغم أن تانريفردي الأب لم يعد مستشاراً أمنياً لأردوغان، إلا أن غضب الشركة على الغرب لا يزال قائماً.

وقال تانريفردي الابن، إن "دولاً آتية من مسافة آلاف الكيلومترات تنشر اخباراً كاذبة لاتهام رئيسنا وكبير مستشاريه السابق، عدنان تانريفردي".