صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الإثنين 25 أكتوبر 2021 / 10:05

صحف عربية: انقلاب جديد في السودان؟

شهدت الخرطوم في الساعات الأولى من فجر اليوم تطورات سريعة متلاحقة، لم تتضح معالمها الكاملة بعد توحي بانهيار التحالف بين المدنيين والعسكريين، في ظل أنباء عن وضع رئيس الوزراء في الإقامة الجبرية، والقبض على وزراء آخرين، في حين لم يصدر الجيش بياناً رسمياً يكشف فيه موقفه الرسمي ونواياه.

ووفقاً تقارير صحافية اليوم الإثنين، دعت جهات سياسية سودانية إلى التظاهر في الخرطوم، بعد تحركات عسكرية، في حين اختفى المدنيون من المشهد، بعد أخبار عن اعتقال وزراء ومسؤولين كبار فيها، في حين آثر الجيش الصمت رسمياً، وقالت تقارير إن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، سيتوجه ببيان في وقت لاحق اليوم ليكشف فيه تطورات الفجر.

مدنيون وعسكريون
في تقرير من الخرطوم، قال موقع قناة "الحرة"، إن الجيش أغلق طرقاً رئيسية في العاصمة لمنع الدخول أو الخروج من الخرطوم، بعد انتشار أنباء عن حملة مداهمات عسكرية ضد عدد من المسؤولين في الحكومة الانتقالية، وأكد الموقع شلل حركة المرور في العاصمة السودانية وسط انتشار للأجهزة الأمنية.

وجاءت التطورات في السودان، بعد أسبوع من التوتر، نفذ فيه مئات المحتجين قرب القصر الرئاسي للمطالبة بتشكيل "حكومة عسكرية"، في حين احتشد عشرات الآلاف من الداعين لنقل كامل السلطات إلى المدنيين، الخميس، في استعراض للقوة ورفضاً لسيطرة العسكريين على السلطة.

حشد وحشد مضاد
من جهتها قالت صحيفة "الجريدة" الكويتية إن المعتصمين المطالبين بحل مجلس الوزراء، عمدوا إلى إغلاق عدد من الطرق في العاصمة، قبل أن تتدخل الشرطة لفتحها بالقوة، وذلك غداة تجديد "قوى الحرية والتغيير" دعمها لرئيس الحكومة السودانية عبدالله حمدوك، وتحذيرها من "أزمة مفتعلة على شكل انقلاب زاحف".

وتزامن الحشد والحشد المضاد في السودان، مع أزمة سياسية بين مكونات الحكم، ومع أزمة اقتصادية خانقة بعد إغلاق ميناء بورتسودان الحيوي في شرق البلاد.

وأوضحت الصحيفة أنه "في وقت يغلق محتجون قبليون من نظارات البجا، منذ نحو شهر مرفأ بورتسودان الرئيسي في شرق البلاد، نُقل عن وزير الطاقة جادين علي عبيد أن الخرطوم قررت وقف دخول السفن التي تحمل الوقود إلى المياه الإقليمية السودانية، لتجنب فرض غرامات بسبب التأخير في تفريغ الشحنات".


فاتورة غالية
وفي موقع "اندبندنت العربية" قال مصطفى الفقي، إن السودان "يدفع فاتورة غالية من أمنه واستقراره، إنه شعب 21 أكتوبر (تشرين الأول) 1964 يوم التمرد المدني الذي أطاح فيه الشعب السوداني حاكمه حينذاك إبراهيم عبود، وهو نفس الشعب الذي أطاح نميري بعد ذلك بأكثر من عقدين بمظاهرات النقابات وجمعيات الخريجين، فالشعب السوداني يتميز بأنه يقظ يدرك ما يدور حوله ويفهم المسارات التي يتحرك فيها، وإذا كانت لديهم الأحزاب ذات الطابع التاريخي والديني مثل الختمية والأنصار أو دعاة بيت المرغني وعائلة المهدي، فإن تلك الكيانات التي استمرت نشطة لقرابة قرن كامل لم يعد لها نفس القبول الشعبي الذي كانت تحظى به من قبل".

وأوضح الكاتب أن السودان اليوم، يجد نفسه عند مفترق الطرق مع تحسن علاقاته بالغرب والولايات المتحدة مع رفعه من قائمة الإرهاب، لكنه لا يزال بعيداً عن الاستقرار، في ظل التطورات العاصفة التي يشهدها، والتي تهدد المكاسب القليلة التي تحققت في الفترة الماضية، ذلك أن  الحراك لا يزال قوياً في الشارع السوداني، ما يؤخر الوصول "إلى نقطة الاستقرار التي نرجو ألا تكون بعيدة".

مأزق واشنطن
من جهتها قالت صحيفة "العرب" اللندنية إن المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي جيفري فليتمان التقى الأحد، قيادات سودانية بارزة من المعارضة والموالاة بعد أن أجرى يوم السبت مشاورات مكثفة مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو، ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك، بجانب وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي.

ونقلت الصحيفة تأكيد السفارة الأمريكية في السودان، أن فيلتمان أعاد التذكير باستمرار دعم واشنطن للانتقال الديمقراطي، و"حض كافة الأطراف على تجديد الالتزام بالعمل معا لتنفيذ الإعلان الدستوري واتفاقية جوبا للسلام".

وتجد الإدارة الأمريكية حسب الصحيفة، نفسها في مأزق حقيقي، فهي تعمل "على استعادة ثقة المواطنين الذين وجهوا إليها اتهامات بالتخلي عن التحول الديمقراطي في أثناء ثورة ديسمبر قبيل الإطاحة بنظام البشير، وفي الوقت ذاته لا تريد خسارة العسكريين الذين أظهروا مرونة في توجهات السودان الخارجية واستجابوا لمطالبها بعدم تمرير اتفاقيات وقعها البشير مع روسيا لتشييد قاعدة عسكرية في بورتسودان على البحر الأحمر".

وتنقل الصحيفة عن أستاذة العلاقات الدولية بمركز الدراسات الدبلوماسية بجامعة الخرطوم، تماضر الطيب، أن واشنطن "تحرص على أن يكون تدخلها دبلوماسياً لحث جميع الأطراف على الحوار، وتريد منع انقلاب عسكري جديد من خلال الضغط على الحركات المسلحة للالتزام باتفاق جوبا الذي تعد تفسيراته المتباينة أحد أسباب الصراع".