سودانيون يغلقون طرقاً رئيسية في الخرطوم (تويتر)
سودانيون يغلقون طرقاً رئيسية في الخرطوم (تويتر)
الإثنين 25 أكتوبر 2021 / 13:59

السودان... خلاف أم انقلاب

قالت مصادر سياسية إن جنوداً اعتقلوا معظم أعضاء مجلس الوزراء السوداني وعدداً كبيراً من قادة الأحزاب المناصرة للحكومة، اليوم الإثنين، فيما يبدو أنه انقلاب عسكري بعد توتر دام أسابيع بين الجيش والحكومة المدنية.

بدأ السودان مسيرة التحول إلى الديمقراطية بعد انتفاضة شعبية في أبريل (نيسان) 2019 أطاحت بحكم عمر حسن البشير، الذي حكم البلاد لنحو 3 عقود.

وبموجب اتفاق في أغسطس (آب) 2019، يتقاسم الجيش السوداني السلطة مع مسؤولين من جماعات سياسية مدنية داخل مجلس السيادة الحاكم الذي كان من المقرر أن يقود البلاد لانتخابات في نهاية 2023.

توترات سابقة
رغم أن دور العسكريين كان يفترض أن يكون شرفياً إلى حد كبير، شكا المدنيون مراراً من تجاوز الجيش صلاحياته في السياسة الخارجية ومفاوضات السلام.

واتهم الجيش الأحزاب المدنية بسوء الإدارة واحتكار السلطة. وانحاز ائتلاف من جماعات معارضة وأحزاب سياسية إلى القوات المسلحة، وسعوا لحل مجلس الوزراء المدني.

وقالت السلطات في سبتمبر (أيلول) إنها أحبطت محاولة انقلاب واتهمت متآمرين موالين للبشير.

محاور الخلافات
ومن أبرز نقاط التوتر مزاعم عن ارتكاب الجيش السوداني وحلفائه جرائم حرب في الصراع في دارفور منذ 2003.

وتسعى المحكمة الجنائية الدولية إلى محاكمة البشير وسودانيين آخرين. ووافق مجلس الوزراء المدني على تسليمهم، لكن مجلس السيادة لم يفعل.

أما نقطة الخلاف الأخرى فهي التحقيق في قتل متظاهرين مطالبين بالديمقراطية في 3 يونيو(حزيران) 2019، في واقعة اتجهت فيها أصابع الاتهام لقوات عسكرية.

ويثير التأخر في نشر نتائج هذا التحقيق غضب الناشطين وجماعات مدنية.

كما ضغط المدنيون من أجل الرقابة على الجيش وإعادة هيكلته، خاصةً دمج قوات الدعم السريع شبه العسكرية، الأمر الذي يعارضه القادة العسكريون.

أزمة اقتصادية
وكانت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، التي تسببت في انخفاض قيمة العملة، والنقص المتكرر للخبز، والوقود، الشرارة التي أدت لسقوط البشير.

نفذت الحكومة الانتقالية إصلاحات قاسية وسريعة تحت إشراف صندوق النقد الدولي في محاولة نجحت في جذب التمويل الأجنبي وتخفيف الديون.

وفي أعقاب الإصلاحات، ارتفع التضخم إلى مستويات قياسية تجاوزت 400%. ويشكو معظم السودانيين من صعوبة تدبير أمورهم المعيشية.

وتندلع احتجاجات على الأوضاع الاقتصادية من حين لآخر.

اضطربات
يقع السودان في منطقة مضطربة يحدها البحر الأحمر والساحل والقرن الأفريقي. وتأثر عدد من جيران السودان، مثل إثيوبيا، وتشاد، وجنوب السودان، بالاضطرابات السياسية والصراعات.

ومنذ أواخر العام الماضي، دفع الصراع في تيغراي الإثيوبية عشرات الآلاف من النازحين إلى شرق السودان، وأثار توتراً عسكرياً على أراض زراعية محل نزاع على الحدود.

ويسعى السودان، مع مصر، للتوصل إلى اتفاق ملزم على تشغيل سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا بالقرب من الحدود السودانية.

وتعثرت المحادثات، لكن إثيوبيا بدأت ملء الخزان، وهو ما يقول السودان إنه قد يعرض مواطنيه وسدوده ومنشآت المياه للخطر.