متظاهرون في العراق خرجوا ضد نتائج الانتخابات  (أسوشيتد برس)
متظاهرون في العراق خرجوا ضد نتائج الانتخابات (أسوشيتد برس)
الإثنين 25 أكتوبر 2021 / 18:45

بالديمقراطية المزورة أو بالميليشيات.. طهران تخضع عواصمها العربية

لم تعد غريبة طرق إدارة النظام الإيراني لدول عربية عدة، من سوريا ولبنان إلى العراق واليمن، سلاح يهدد، وميليشيات تحتل الشوارع وتهاجم بيوت الناس، وبيانات تدعو للانقلاب على الانتخابات إن لم تجر على قدر آمالهم رغم تزويرهم، والاغتيال أسرع الطرق بمواجهة المطالبين بالحرية.

"ارتداد" الانتخابات
في العراق خسرت الميليشيات المرتبطة بطهران في الانتخابات النيابية وتراجعت أعداد المقاعد التي تسيطر عليها إلى أقل من النصف، بعدما كانت تأمل زيادة عدد مقاعدها في البرلمان بشكل مضاعف عما كان في الدورة الماضية، وصل ليلة إعلان النتائج القيادي في الحرس الثوري إسماعيل قاآني إلى بغداد وطلب من قادة الميليشيات رفضت النتائج، والتهديد بالخراب.

لم تجد الميليشيات في إعلان النتائج أي خلل تنطلق منه لاستعادة ما تسميه "حقها"، فانتقدت مفوضية الانتخابات وطالبت بإعادة فرز أصوات المقترعين يدوياً، وسبق بيان المعترضين تقدم متظاهرين من أنصار الكتل السياسية الخاسرة، نحو المنطقة الخضراء محاولين اقتحامها. وكان بيان الكتل هدد من "اتجاه الأحداث إلى ما هو أخطر"، وهي رسالة واضحة تعني التهديد بإشعال حرب أهلية والانقلاب على الدستور، وفق ما يتخوف مصدر مقرب لرئيس الحكومة في بغداد.

"القضاء" على القضاء
في لبنان لم يوافق زعيم الميليشيات حسن نصر الله على التحقيق القضائي، هو يتخوف بالتأكيد من وصول التحقيقات إلى مسؤولين بحزبه، وخصوصاً وفيق صفا، المشتبه به باستيراد مادة "نيترات الأمونيوم" التي تفجرت بمرفأ بيروت، طالب بإزالة قاضي التحقيق وحين لم يتمكن من ذلك كاد يشعل حرباً أهلية في منطقة الطيونة – عين الرمانة – الشياح، واصل هجومه على القضاء وحرك رئيس المحكمة العسكرية المحسوب على الميليشيات، ليصل الأمر به إلى استدعاء رئيس حزب القوات سمير جعجع للتحقيق في قضية الاشتباكات التي ظهر أن المسؤول عن إشعالها وعن القتلى بها هم عناصر حزب الله.

وفيما كان رئيس المحكمة العسكرية يصدر أوامره بالاستماع إلى جعجع كان نصر الله يعلن أن ميليشياته "المسلحة رسمياً" تعدادها مئة ألف عنصر، هذا الكلام وصور العناصر الحزبيين المسلحين وهم يطلقون النار على بيوت الآمنين لم تحرك رئيس المحكمة ولا أي من القوى الأمنية، والسبب هو الخوف من اغتيالاتهم وجرائمهم.

صواريخ ومسيرات
في سوريا تجمع إيران ميليشيات من مختلف الدول الأربع التابعة لها، حزب الله من لبنان والحشد من العراق والحوثيين من اليمن وعناصر سوريين، فتحت لهم مناطق بكاملها للتدريب على الحرب، وخصوصاً الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة عن بعد، فحولت مدناً بكاملها إلى ردم بعدما قتلت من استطاعت من أهلها أو هجرتهم لاجئين إلى بلاد الله الواسعة.

أما في اليمن، فالمصائب كثيرة، تدمير مدن وتهجير آلاف وترك الناس يغرقون بالفقر، عدا عن الاعتداء على مناطق سعودية بالمسيرات والصواريخ البالستية أيضاً، نموذج يحلم به ضباط الحرس الثوري وأتباعهم، الذين يريدون تحويل هذه الدول الأربع إلى أسوأ حال، من الفقر والانهيار والخوف.